Monday 6 August 2012

العوم ع الناشف

انها "ماجدة ماجد عبد الموجود" ... نعم لاسمها نصيب من الفكاهة و السخرية ايضاً, لم يزعجها قط اسمها الذى تحمَل ضحكات لا تتحملها فتاة, و ذلك لانها باختصار المالكة الفكرية و صاحبة مدونة "العوم ع الناشف" التى كتبت عنها فى رسالة تعريفية بالمدونة: "انها مدونة تهتم بفشاخة اللفظ قبل المعنى, و لكنها اسلوب جديد للكتابة الساخرة بقلم ماجدة ماجد عبد الموجود.... شششششششت اضحك و انت ساكت ! ".

ارتبطت بهذه المدونة صفحات كصفحة "قالك" التى تبحث عن تغريدات ماجدة عبد الموجود عبر التويتر : لتلصق بكل تغريدة كلمة #قالك و تُسعد و تُضحك بها الملايين, كانت ترى ماجدة نفسها انها كاتبة ساخرة عميقة الفكر, و كانت تقول عن نفسها ان خفة ظلها نتاج خبرة واسعة و ثقافة اوسع و افشخ (على حد تعبيرها), و ساعدها على نشر هذا الإيحاء للقراء و المتابعين عملها فى احدى المكتبات العامة كموظفة فى قسم الإعارة, فبالتأكيد نابها من الحب جانب.
12.353 متابع للمدونة و كذلك 12.353 متابع على التويتر, فالكل فى انتظار الالشة الحلوة و الضحكة السياسية المُبهرة, ناهيك عن تفاصيل حياة ماجدة التى لا تخفى منها خافية عن المتابعين, فاليوم اكلت فى هذا المحل سوشى, و بالاسبوع الماضى سافرت الى امريكا و تناولت اوراك الضفاضع من المستنقع و تلصق بالصورة تعليق"و النييييعمة حلوة و فشيخة", بإختصاراً (لعدم قدرتى على تحمل التفاهة ككاتبة او قارئة) فهذه الفتاة عاشت حياتها بالطول و بالعرض و بالالش !

المهم...كان لماجدة حلم واحد, راعى رسمى لكتاباتها الساخرة "يا رب ارزقنى بناشر ابن حلال او حتى ابن حرام..ناشر ناشر ناشر" كان السبيل للوصول الى فارس احلامها "الناشر" طبعا: هو ان تنضم لكل المسيرات و الوقفات الإحتجاجية و التظاهرات, لتأخذ لقب "ناشطة ميديا, و الناس تعرفنى بقى و الدنيا تزهزه", تذهب اليوم لمظاهرة تأييد للاخوان, و غدا ان شاء الله لمظاهرة يسقط يسقط حكم المرشد, لا يهم شئ او حتى موقف..."المهم ارجع بالالشة الصح و يجى لى بتاع 1000 فولور كده ..يا رب" .

و كانت مسيرة ذلك اليوم الذى اعتبرته مميزا جدا فى حياتها, تنظمها جماعة "معا ضدد الإسلاميين", و بالتأكيد لم تعرف ماجدة عن الجماعة الكثير فهى تمشى وراء الظيطة, و كان كل من فى المسية يرتدى ثياب الاربعينات و الخمسينات, ارتدى الرجال بدل سوداء و سموكينج فى عز الصيف, و ارتدت ماجدة كباقى الفتيات فساتين قصيرة كموديلات الخمسينات الجميلة, و لم تعلم اى شئ عن الهدف من المسيرة او حتى وجهتها, فقط كانت تسير, حتى توقف الجميع فى لحظة و بدأ كل شاب يقترب من الفتاة التى بجانبه, فالمسيرة كانت إعتراضا على حذف المشاهد الجريئة من الافلام الابيض و الاسود , حتى بدأ من هو بجوار ماجدة بالإقتراب ايضاٌ, و على الفور صاحت ماجدة "يا لهوى ! واحد بيتحرش بيا" ثم هرولت ماجدة و خرجت خارج المسيرة و صعدت اول اتوبيس رأته و هى فى حالة من الذهول و الفزع مما كان على وشك الحدوث.
ذهبت الى منزلها لتفاجأ مفاجأة سارة , فتلقت رسالة عبر التويتر من اعلامى شهير يدعوها لمشاركته احدى حلقات برنامجه السياسى لتكون ضيفة الحلقة التى ستتحدث عن المسيرات و المظاهرات المصرية ما بعد الثورة, سعادة غامرة و تغريدات متوالية عبر التويتر من نوع" انا بقيت مشهورة يا بشرررررررر".
 ذهبت الى الحلقة و الجميع فى إنتظار طلتها البهية, لتجد نفسها تنتظر فى الاستوديو اكثر من ساعة و نصف وسط ضيوف يدخلون و يخرجون, و مكالمات هاتفية و تشنجات و إنفعالات, "معلش..كله فى سبيل المجد", و جاءت اللحظة المرتقبة التى التقطت لنفسها فيها صورة لتضعها على التويتر "صورتى و انا داخلة الاستوديو", و فور دخولها تحول لون وجهها من الوردى الى الاصفر الشاحب, فوجدت عرضاً للفيديو الخاص بالمسيرة "إياها" التى ركضت هاربة منها, و لم يقتصر الفيديو عند ذلك بل واصل عملية قفزها البطولية داخل الاتوبيس الذى وجدته امامها , و كان هذا ايضا مصحوبا بتعليقات الركاب الساخرة من هيئتها الخمسينية "وسع يا ابنى لمدام دولت ابيض", حتى انتهى الفيديو و لم يسألها المذيع سؤالا واحدا بل اكتفى بدموعها و إنفعالات وجهها التى امتزجت بين الإحراج و الحزن, و لخص كلامه فى جملة واحدة "هؤلاء هم النشطاء...هؤلاء هم الثوار...عرفتوا ليه العجلة واقفة؟"
و من الالش ما قتل !


No comments:

Post a Comment