Monday 16 July 2012

ضحكات مالحة

يا من بعتم السعادة برخص الاحزان , يا من عشتم فى الماضى و هجرتم الحاضر و اصبح مدى ابصاركم انوفكم, يا من تبتم عن الصدق و القيتم بأنفسكم فى جنان الكذب, الى كل من باع نفسه لزمن معتل و اشترى مالا ورثه من بعده, لكل من اكتفى بالرغبة و استغنى عن الافكار, ان كانت السماء حدودكم, فالمخلصون لا يكفيهم الكون.







ان كانت الاحزان غالبة, و ان كان ظهر من الامل خيبته, ابشر !
فمازال هناك مبلغ الامل فى الانتظار, لا تكن عجولا على مكافأة الآيام, ربما ان تستلهم شئ من احزانك هى المكافأة بعينها, اجعل من الحزن اول درجات السعادة, فإن الله لن يتركك حزينا, و ستستمتع يوما ما بشراكة تنسيك اغلال الخيبة, لا تتوقف الحياة على كيان مادى و لكن الافكار تقلب الحياة رأسا على عقب, و ان كنت عشت الالم فلتعلم انه فاتورة السعادة التى دفعتها مقدما, لتحيى صادقا و لتنتظر الخير من حيث لا تحتسب, و ان كانت عينك امطرت دمعا مالحا, فابتسم حتى تستقر امطار الاحزان المالحة فوق شفتين مبسوطتين للفرح, فالحزن ضحكة و ان كانت مالحة !

محليات ضل حيطة:: الحكاية الرابعة و الاخيرة : الربيع العربى

مجموعة من الحكايات اطلقت عليها اسم "ضل حيطة" لان جميع البطلات نسوة يعشن بدون ظل الرجل، و محليات لانها غارقة فى المحلية المصرية.

ليست الاولى و لكن نتمنى ان تكون الاخيرة، مطلقة فى الخامسة و العشرين و تعول طفلة فى الخامسة من العمر بمفردها، كان العمل فى الحكومة نهارا و فى القطاع الخاص ليلا هو السبيل الوحيد لكى تحيى هذه الطفلة حياة كريمة، كالتى يحياها شقيقها من والدها، نعم فالاب تزوج و انجب و لا ينفق على ابنة الماضى.
تعرفت على طليقها فى التاسعة عشر من عمرها عندما كانت تعمل فى احد فنادق شرم الشيخ اثناء العطلة الصيفية, و كان هو مرشد سياحى شاب يحلم بالهجرة خارج البلاد معللا: "مصر ضاقت اوى على اهلها", إعتراض شديد من اهلها على هذا الزواج المبكر, و لكن إصرار الفتاة يغلب حكمة الآباء فى كثير من الاحيان, زوجة لمدة ستة اشهر فقط كانت هى, و مطلقة منذ خمس سنوات تكون هى الآن, خلافات على كل شئ كانت الستة اشهر, حتى على الاحلام و الطموح الذى ظنت انه فيه, فبمجرد ان التقى بأرملة دبلوماسى سابق تكبره بعشر سنين, غسل يده من زيجته و استقبل المرأة الثرية بالاحضان, و عمل مترجم فى جريدة كويتية شهيرة و اصبحت زيارته لمصر خاطفة لايرى فيها ابنته و لا ينفق عليها.
يال قسوة التجربة! و لكن الحياة العملية المزدحمة تلهى صاحبها خاصة إن كان يحتاج للمال, عاشت هى بالصغيرة على هذ الحال فى هدوء, فمصر اصبحت مليئة بالمطلقات و المطلقين على حد سواء, لم تكن تنوى الزواج و لكنه هو الذى ايقظ الافكار و الاحلام فيها من جديد, ليبى وسيم جاء لمصر اثر اندلاع الثورة الليبية و توقف نشاط  فرع الشركة التى يعمل بها فى ليبيا, انتداب فى مصر الى حين ان يشاء الله الخلاص لشعب ليبيا الحبيب, حنان مفاجئ وسع عالمها الصغير و مشاعر تحتاجها ام فى الخامسة و العشرين, سرعان ما جمعتها علاقة عاطفية به, كانت سنة رائعة بكل المقاييس, فهو وحيد فى مصر لم يعرف سواها, الذكريات ملأت الخيال و القلب, حتى طلب منها لقاءا خاصا فى منزله, فتسلل الشك الى قلبها و صرحت عن شكوكها بسؤال "قبل كتب الكتاب؟" و لكى لا يخسر هذه المرأة الجميلة التى لم ينوى الزواج منها يوما ما: اخبرها انه على اتصال دائم مع اهله فى ليبيا و الحديث دائما عنها و فور تحسن الاوضاع سوف يكون الزفاف فلا داعى للخطوبة, سعدت هى بهذه العبارات الفاقع لونها و واصلت علاقتها به, و عاود هو نفس الطلب من جديد و لكنها قالت لنفسها "الحياة باظت خلاص, مش هبوظ الاخرة كمان" استسلم هو لرفضها و ظلت العلاقة فى نطاق المشاعر فقط, حتى تحسنت الاوضاع فى ليببيا و عاد الى اهله, محاولات كثيرة منها للإتصال به و لكنه كان يرد عليها احيانا, فقط عند الشعور بالملل, لم تفهم الرسالة جيدا, فذكرته بالوعد السابق و صدمها بالواقع المزيف, اكذوبة رفض الاهل لزواج ابنهم الذى لم يسبق له الزواج بمطلقة و لديها طفلة, و الله اعلم ان كان له اهل من الاساس ليعلموا بشأن هذه المرأة فى حياته ام هى مجرد نهاية مليئة بالشجون للفرار من اكاذيب الماضى, و اصبح التفكير فى سؤال: الم يكن يعلم هذا من قبل ان انغرم به؟ يقتلها فى اليوم الف مرة, فيال تصديق النساء لاوهام غرام الموانى الزائف الذى يتلذذ به من تسمح له نفسه من الرجال بهذا الامر!
نامت المشاعر لمدة شهر على الاكثر, حتى ايقظها رجل جديد حملته الى مصر ثورة اخرى, اتى السورى كما جاء الليبى, و نفس السيناريو السابق يعود بنفس الشكل و لكن الخبرة اصبحت موجودة, فعلمت هذه السيدة ان الاوقات السعيدة تنتهى برحيل طاغية عربى.

ما اعجب ثورات نفقد فيها رجالا حتى لا يبقى لنا سوى اشباههم !

Friday 13 July 2012

محليات ضل حيطة:: الحكاية الثالثة:أحاديث خاصة




مجموعة من الحكايات اطلقت عليها اسم "ضل حيطة" لان جميع البطلات نسوة يعشن بدون ظل الرجل، و محليات لانها غارقة فى المحلية المصرية.

اليوم سيأتى فيليب من مارسيليا ليعلن اسلامه بالازهر الشريف, و سيصبح لى زوجا مسلما بعد تعارف دام اكثر من عام, فهل ما بينى و بين فيليب حبا؟ نحن فى منطقة ابعد ما نكون فيها عن الحب, و اقرب ما نكون فيها الى الماضى, فكلانا يبحث عن الماضى فى الآخر, عجيب امرنا سنتزوج من اجل الماضى لا المستقبل, و الاعجب ان كلانا تحدى الظروف من اجل هذا الزواج, فيليب سيغير دينه من اجلى, و انا لن اعود الى مصر ثانية من اجله, هكذا يرانا الجميع, و هكذا ايضا انا اقول لقيليب و هو يتظاهر امامى بهذا ايضا, نحاول ان نسكت صوت الماضى فقط حتى لا يبان فى العيون و ينفضح الامر .
عندما يتزوج الغربى من عربية شقراء, يظن الجميع انه الحب الحقيقى بينهما, فهى لا تجذبه فى هيئتها المخالفة لما حوله من نساء, و هذا حالى مع فيليب, ربما هذا الكلام صحيحا و لكن ليس معى, لقد كان هذا هو حال فيليب مع "دودو" التى ينادينى باسمها, داليا الحب الاول و الاخير فى حياته, شقراء لبنانية تعرف عليها بالجامعة بباريس, خطبها و هو فى الخامسة و العشرين و انفصل عنها فى السابعة و العشرين, حمل الإنفصال له متاعب لم تفارقه طيلة خمسة عشر عاما حتى تعرف على, عندما يحكى عن دودو يدمع, فقد كانا يتفقان فى كل شئ حتى فى الوان الموسيقى و الطعام, لم يعرف لهما الخلاف طريقا حتى ظهرت عائلة دودو فى محيط حبهما الكبير, فقال لى قيليب : "ان الرجل عندما يتزوج من فتاة عربية يجب ان يعلم انه سيتزوج الاسرة كلها لا فتاته فقط" كان الخلاف دائما بين فيليب و عائلة دودو, حول الماديات فقد كانت الفتاة من عائلة ثرية جدا و بالرغم من ان فيليب ثرى هو الاخر وراتبه فوق الممتاز فهو طيار فى شركة طيران عالمية, الا ان والدة داليا اعترضت على عمله فهو دائم السفر و هذا ما لا تريده لإبنتها و طلبت منه ان يعمل فى شركة والد داليا اى شئ, فمهما انفق فيليب على دودو لن يبلغ نصف ما يحققه لها والدها.
طعنة الشرقى فى شرفه, و طعنة الغربى فى حريته, اختار فيليب حريته و ترك الحب و ترك دودو التى لا يعلم عنها شيئا حتى الآن, عندما قابلنى اول مرة فى امريكا و نادانى "دودو" استدرت سريعا فهكذا ينادينى الجميع ايضا, لم يكن يعلم حينها ان اسمى "هدى" , و لكن كان الشبه بينى و بين من احب اقوى من التعارف بيننا حتى الآن, و عندما زارنى فى مصر للمرة الاولى دعانى الى عشاء رومانسى و بالطبع كان مأكولات لبنانية , و لم يكف طوال السهرة عن ترديد عبارة "كبة نية" لان حبيبته اللبنانية كانت تحبها كثيرا.
إن كان هذا حال فيليب الذى ينتظر الزواج من حلم اسمه دودو, فماذا انا؟ انا التى عاندت الحياة بأحلام مستحيلة نجحت فى تحقيقها, لم يكن لى نهم بالغ فى العلم و العمل فقط, بل كانت لى احلام اخرى فى الحب, لم يسلبها منى العمل و لكن سلبتها منى الغيرة !! دائما كنت انظر الى مديرتى فى القاهرة و هى محاطة بحب و اهتمام زوجها و كنت اشعر ان هناك امل فى الحب, و لكن جاءت الصدمة الاولى عندما تركنى خطيبى الاول بعد ان حصلت على الدكتوراة من الولايات المتحدة الامريكية, و قال لى: "اريدك بدون حرف ال د" انه لم يقصد انه لا يريد "هدى" و انه يريد "هى" كان يقصد انه لا يرد ان اكون انا الدكتورة هدى الناجحة التى يعمل لها الف حساب فى عملها, وضعنى فى محنة الاختيار التى غلبت فيها طموحاتى احلامى الشرقية.
تقدمت فى العمر و كان خطيبى الثانى مطلق فى الاربعين, كانت احاديثه معى فى بداية الامر كانت تصيبنى بحالة شديدة من القرف, كان لايكف عن سرد رغباته و خيالاته عن حياتنا الزوجية الخاصة بدرجة تصيب بالغثيان, و مع الوقت تعودت على خيالاته و صارت امرا واقعا حتى جاء اليوم الذى طلب منى الحجاب, ترددت فى البداية و لكن دعمت امى بكل طاقتها قبولى للامر, فالسن تقدمت و فرص الزواج قلت, و بالفعل ارتديت الحجاب و و لم اشعر فيه بأى انتقاص لحريتى, و لكننى شعرت بالقمع عندما طلب منى الخطيب الثانى ان اذهب معه الى الدولة العربية التى يعمل بها و اترك كل ما حققته من نجاح, بعد عام و نصف من الخطبة اكتشف فجأة انه يريد ان يتزوج من ست بيت, لم يكن اكتشاف بل كانت خطة حتى اتعلق به و بحلم الزواج بعد الخامسة و الثلاثين و لا ارفض له طلبا, كان رفضى مصحوبا بتذكرة سفرى الى امريكا من جديد, عدت الى قواعدى مرة اخرى, باحثة علمية بلا حجاب و بدون رجل.
اعتقدت حينها ان الاحلام فى البيت و الاطفال ماتت, و لكنى اعلنت استسلامى عندما طلب منى فيليب الزواج, فيليب هذا الثرى الفرنسى الفخور بعملى و بكيانى فى المجتمع, و الذى يريد ان يحيى الماضى فى جسدى, فهل الحياة تجبرنا دائما على الاختيار؟

Thursday 12 July 2012

سكلانس فكرى


مقدمة من حديث نفس امارة بالهوى:
انه السؤال الصعب الذى قادنى الى الإجابة الممتعة ذات الرحيق التاريخى الفاتن و الهوية المصرية الاصيلة, فلماذا اكتب؟ و لمن اكتب؟ فالكاتب دائما يكتب لسبب لا يعرفه و لأشخاص ربما عرف بعضا منهم و ربما لم يعرفهم جميعا, فيالها من معابد مصرية ليست بأحجار و حسب, انها جدران مكتوبة من عقل الى عقل و روح اخرى, هذا هو ينبوع التواصل الإنسانى الذى يروى الكاتب منه نفسه ليسقى بذور العقل و الروح فى الاخرين.

(سكلانس فكرى) فصة عبثية قصيرة

لماذا يا اهل مصر شربتم السكلانس و نسيتونى؟ اتشربون الإختراع و تنسون المخترع؟ لماذ نسيتم فكرى؟ انا عيش هنا بين قومى فى النوبة معززا مكرما, حقا انهم لا يشربون السكلانس بأنواعه و لكنهم ينظرون الى كعجيبة من عجائب الدنيا, رجل نوبى بعيون زرقاء ! ان السكلانس يا اعزائى ليس مجرد اختراع من اختراعاتى , بل هو قدر, فمنذ ان ولدت تلقى ابى تلك العبارة التى صاحبتنى حتى هذه اللحظة "ايه العيل السوكلانس ده؟ اسود و عنيه زرقا !!" فأنا من و الى السكلانس, لى فيه انتماء و له منى تقدير.
 اذهب احيانا الى امى فى فرنسا و استمتع و هى تقول لى "فكغى ...فكغى" تطلب منى كثيرا ان اعيش معها فى وطنها و لكنى لا اشعر بوطن - بعد السكلانس طبعا- الا مصر, مصر التى شربت مخلوط الشاى و القهوة بالحليب, مصر التى امتلأت مقاهيها بالتمر الهندى المخلوط بالعرقسوس, و نست فكرى مخترع السكلانس.
باريس هى الامل الخير, فمازلت احلم باليوم الذى تقدرنى فيه مصر كأحد العلماء ليس فقط بشرف السكلانس و لكن من اجل اختراعات اخرى, فهل انتم يا اهل مصر لهذه الاختراعات مستعدون؟
تجارب مضنية و عمل شاق, سنة مرت على و كأنها عقود, و لكن لا بأس ان كان هذا هو السبيل لكى تكتب مصر اسمى  بأحرف من نور فى تاريخهاالعريق, انه الإختراع الذى حير البشر اجمعين, انها اخيرا على كوكبنا الارضى, انها آلة الزمن التى اختراعها فكرى مخترع السكلانس, لا شك ان آلتى سوف تبهر مصر و العالم, انها قادرة على تحويلك لاى عصر من عصور الماضى او المستقبل, القدرة خارقة و المغامرة لن يكن لها حدود مع اختراعى, و لكن يجب تجربة اختراعى على احد قبل عرضه فى مصر... "يا خالة مارجريت يا خالة مارجريت" , تبا ان جارتى سمعها ثقيل "طب يا ام الخنساء..يا ام الخنساء" كان يجب ان انادى الخالة مارجريت باسم ابنتها "الخنساء" حتى تستجيب للنداء, فهكذا هن النساء المصريات الابناء ثم الابناء ثم الابناء ثم ابو الابناء.


-"عندى يا خالة مارجريتا كل العصور و الازمنة ان شاء الله, الفرعونى ,المملوكى , العثمانى, الرومانى, السبعينات ...ما انتى عارفة مصر ما همدتش عصور و بشر اشكال و الوان طول عمرها, و لو كمان تحبى المشتقبل معاكى لالف سنة ادام, ها تجربى ايه؟"
-"مش عايزة حاجة, كله واحد."
-"يعنى ايه كله واحد؟"
-"يعنى المصريين هما هماهم من اول ما كانوا عريانين ع المعابد لحد ما بقى رئيسهم اخوانى."
-"كلام ايه ده يا مارجريتا؟"
-"مش مصدقنى؟ طب هات لى عصر من العصور اللى انت قولتها دى فيهم الستات لبست فيها حاجة غصب عنها, هات لى عصرالراجل ماكانش كبير البيت,  الست مهما تعلمت ماقالتش ضل راجل و لا ضل حيطة, قول لى امتى المصريين بطلوا فن و غنا؟ بضاعتك يا فكرى مش هتبيع هنا."
-"دى مش بضاعة يا ام الخنساء ده اختراع."
-"مش مفيد لا هيوكلنا و لا هيشربنا و لا هيودينا و لا هيجبنا, لاننا باختصار لا بنروح و لا بنجى الزمن بس هو اللى غلب فينا."


Wednesday 11 July 2012

How to be Important?

                                                   listen to the mantra, it worth your ears !
 If you want to be important, you do not need to be like the hermit who summarized his dedicated life in meditation to bring the universe this inspirational mantra "om ma ni pad me hum", just you need to go out of your biological borders which are called: your limps, your face, your head,....etc. your body, leave your soul at the need for it.
I felt that I am important just one time in my 22 years short life, of course not when I fall in love with a boy, but it was when I expressed & showed my loyalty & my passion to my home country during the revolution days.

After the meditation sessions, we can not hide the good feeling even to the mirror itself, this occurs beacuse we leave the bodies & go away with the pure natural ideas leaving the earth while we still in place, but it is the marvel when the soul swims in the wide space & the body is still captured, your importance is your sacrifice, got it?
A Syrian Revolutionist 

Sunday 8 July 2012

خبز الكرامة

و عاقبة الصبر الجميل جميلةٌ      و ان افضل اخلاق الرجال التفضلُ



قامت فينا ثورة على نظام, و لكننا نحتاج الى إعادة النظر فى منظومة الاخلاق, الحديث اليوم فقط لإعادة الثقة فى كفاءة الاخلاق فى إدارة حياتنا, لقد تربينا على سماع اقوال مثل "الاخلاق ما بتنفعش فى الزمن ده" و سنقرأ اثناء الاحداث اقوال اخرى اصبحت دساتير فى تعاملاتنا اليومية, هذه قصة لشاب تخلص من كل الافكار الدخيلة على الاخلاق و عاش بالاخلاق وحدها و اكتفى .
إعتاد حضور المحاضرات فى الجامعة, حتى التى لم يكن يفهم منها شيئا كان يحضرها و كان يقول للزملاء "بقى الدكتور يتعب نفسه و يجى المحاضرة و احنا ما نجيش, ما يصحش يا جماعة و الله" كان سخرية الطلاب بهذه العبارة البسيطة, و كان دهشتهم فى نتيجة كل عام التى لا يتجاوز فيها تقديره الجيد المرتفع, فقد كانت محاضراته الكاملة مصدر مذاكرة الجميع و كان منهم من يحصل على الامتياز و المراتب الاولى, بينما صاحب المحاضرات نفسه لا يرى الامتياز ابدا.
كانت إجابته على تلك الاسئلة التى دارت حول تقديره: انه متوسط فى كل شئ الطول, الجمال, الحالة المادية و مستوى المذاكرة, فقد كان يهتم بحضور المسرحيات الروائية و قراءة الكتب و لعب الكرة فى بعض الاحيان, فهو لا يعطى المذاكرة الاهتمام الاول فى حياته, و إذا سأله احد افلا تغار ممن يحصلون على الامتياز بسبب محاضراتك و انت لا تحصل عليها؟ فكان يقول الإجابة التى ظلت مزحة طلاب الصيدلة: "ما هو انا بكتب لهم المحاضرات عشان خاطر مصر, يعنى عشان نتفوق كلنا و ننفع البلد, انما مين هايجيب كام و لا تقدير ايه, انا مش بفكر كده", لا نستطيع ان ننكر ضحكات ما قبل الثورة على جملة "عشان خاطر مصر" و لكن اليوم الوضع مختلف تماما و نحمد الله على هذا الإختلاف.
تخرج الصيدلى الشاب من الكلية و عمل فور تخرجه مندوب مبيعات فى شركة ادوية عالمية فى مصر, ليس بالصعب ان تجد فرصة عمل مندوب مبيعات, خاصة اذا كنت لبقا تجيد الإنجليزية, و لكن كانت الصعوبة فيما عاناه مع مديريه بالشركة.
حاول بقدر الإمكان ان يروج للادوية بالشكل العلمى و التسويقى الصحيح دون اللجوء لاساليب ملتوية كالرشوة و الهدايا, الا انه لم يستطع تحقيق المبيعات المطلوبة منه و لكنه حقق 85% منها و هذه تعتبر نسبة كبيرة جدا حيث لا هدايا للاطباء و لا مجاملات, سئم منه مديره المباشر فهو يريد ال100% التى لا تتحقق بآدائه الاخلاقى, تفاقمت الخلافات بينه و بين مديريه حتى وصل الى مدير فرع مصر, و كان ذلك بعد سلسلة كبيرة من الإهانة و التوبيخ من قبل المدير المباشر و بعد ان قال له "الاخلاق دى ما بتأكلش عيش"و اعطاه درسا فى كيفية المهاودة و الملاطفة حتى للتمرجى فى عيادة الطبيب لكى يأخذ دور متقدم عن زملائه المندوبين, و اخبر الشاب المدير ان احد التمرجية طلب منه بأسلوب سئ و كأنه خادم ان ينزل و يشترى له علبة سجائر, و كان رد المدير: "و انت جيبت له ايه مارل و لا كليوبترا؟"
- "لا طبعا ما رضيتش اصلا, لو كان طلب منى و قال لى انا عندى شغل و مش فاضى انزل كنت ساعدته و جيبت له, لكن ده ساومنى على دورى, يدخلنى فى دورى مقابل علبة سجاير."
لا يُذكر شئ من رد المدير المباشر سوى التصعيد و التهديد بالإقالة, و عندما قابل الشاب مدير الفرع بمصر, وجده رجلا ودودا حسن الاستقبال تحدث معه برفق و سأله عن حياته الشخصية, و عندما علم ان الشاب خاطب سأله عن اهل خطيبته, ثم قدم للشاب نصيحة عندما علم ان والد خطيبته موظف فى دار الكتب, كانت النصيحة ان يبحث عن زوجة لها عائلة تنفعه فى عمله, و ضرب له مثلا بعائلة زوجته كلها اطباء مشهورين و وكلاء فى وزارة الصحة, لذلك هو المدير: "المدير فى اى شركة كبيرة مش اشطر واحد, لا خالص, المدير هو اكتر واحد بيعرف يعمل فلوس للشركة", و كان رد الشاب غير متوقع بالنسبة للمدير, فكيف يطلب شاب فقير و لديه اعباء بسبب الزواج ان يستقيل؟ 
قائلا: "ربنا كرم الانسان, فين بقى كرامتى لما اتجوز واحدة عشان عائلتها؟ و عشان ايه؟ عشان اعمل فلوس!"
فرد المدير: "الكرامة مش هتأكلك عيش."
-"و انا العيش اللى هيجى من غير كرامة نفسى ما تروحلوش."
القى الشاب الإستقالة و ادخل على اسماع المدير كلاما جديدا لم يسمعه من قبل و لم يفكر فيه من بعد, و مرت على تلك الحادثة خمس سنوات, اصيب فيها المدير بعدد لا يهان من الازمات القلبية و الذبحة و هو فى على اعتاب الاربعين, اصابته امراض تلزمه بالراحة كمن هو فى عمر الستين, و اصدرت الشركة قرارها بالإستغناء عنه, و جاءت بمدير جديد يعتبره الجميع اصغر مدير فرع لشركة عاللمية على مستوى العالم, انه شاب مصرى فى الثامنة و العشرين, يختلف عن الجميع بأخلاق و التزام فى المواعيد قبل العمل, انه ذلك الشاب الممستقيل منذ خمس سنوات و الذى عمل بشركة محلية بمرتب ضئيل حتى تعرف على طبيب اجنبى فى احد المؤتمرات الطبية اعجب جدا بإلتزامه فى العمل و ارسله للعمل خارج مصر حيث نجح و تفوق و برع و جاء فى عمر صغير و بزوجة احبها ليحل مكان شاب هرم اهلك نفسه فى البحث عن اموال صرف معظمها على امراض نفسه و الباقى هو حلال الورثة, فهل من متعظ؟ 

Monday 2 July 2012

تعبانون

حكاية من الواقع و لكن فى منتهى الخيال فى رصد القاهرة 2012


رامى صبرى
لسنا مجرد مادة إعلامية, تتعامل معنا الصحافة لمجرد حشو الاسطر و حشد القراء, فى بحث عن حل نحن, و الميديا فى بحث عن إعلانات, الإتصال مفقود , فالغايات متوازية و لا تتقاطع فى نقطة الحل.
هكذا كان يفكر رامى , فمن يوم ان انشأ حملة على الفيسبوك تسمى "تعبانون" انهالت عليه الميديا كأنه طفل معجزة يرقص الصلصا باحتراف, مع ان احلامه عادية و بالرغم من ذلك فهى التى تحتاج الى معجزة لتحقيقها.
كان الشاب يائسا بمعنى الكلمة, اول فرصة عمل له جاءت بعد التخرج بثلالثة اعوام, عمل حكومى صغير و لكن "ان شاء الله ليه مستقبل" فهكذا كان يقول له ابوه ليصبر صبرا جميلا على بلاء بلد لا حيلة له فيه, كانت كل كتاباته و خواطره عبارة عن شجون محبطة من الزحام و الغلاء و الحب الذى ينتظر شقة إن وجدت وجد الحب , و لماذا إن وجدت؟ حتى لو كان يملك شقة فالطلبلت المادية لأهل البنت لا تنتهى , و كأن العريس هو عم دهب فى شبابه او مينى مليونير, غير ان ولع الفتيات بأبطال المسلسلات التركية ضيقا فى حد ذاته, فجميع الابطال اغنياء يقدموا الورد و الشيكولاتة فى قصور فخمة, و الفتيات ينتظرن هذا, و كان السؤال الذى يشغله دائما:"هو ازاى البطل فى المسلسل التركى بيبقى فقير فى الحلقة الاولى و بعدين يغتنى فى الحلقة العشرين و يبقى ملياردير فى اخر المسلسل؟ هو ده عادى فى بلدهم يعنى؟ اصل انا ابويا فقير من سنة 80, و لسه مستنى الحلقة العشرين", و يطلقون على المسلسل اسم سنوات الضياع, "و افتخر من سعادتى و لا احزانى".
لمجرد التجديد فقط قرر ان ينشر كتاباته الخاصة على مدونة اسماها "رامى بلا سهام" و كتب فى إحدى تدويناته:
 فإلى متى سأظل كما انا؟ الحياة تجرى و انا اقف اشاهد, و لا املك حتى حق التصفيق او البصق, حتى جاء له معلق على التدوينة يقول:"انا تعبان فشخ يا رامى", فرد عليه رامى"يعنى شايفنى انا اللى مستريح".
-"يا عم ما تزوقش, انا قصدى انا تعبان زيك."
-"مفيش حد زيى انا تعبان اكتر واحد."
-"لا انا تعبان اكتر."
فجاء طرف ثالث و قال:" خلاص كلنا تعبانين يقى اتهد منك له".
لم يكن رامى بحاجة لمقابلة اصدقاء المدونة ليعلم مشاكلهم فالجميع ما بين عاطل او محدود الدخل, و الكل بلا زواج و الاكيد ان الرغبة فى الحياة تتضاءل مع اقتراب الثلالثين, و من الردود السابقة كانت تدوينته "تعبانون" التى تحدث فيها عن الاحزان العامة  و كانت هى الشرارة الاولى لفكرة حملة لل"تعبانون" لعل المسؤولين يسمعون.
حدد رامى المطالب بلا إعتصام او وقف عجلة إنتاج, و اوجز الامر فى كلمتين: شغل و شقة, حاولت الحملة الإتصال بالإعلام و بالفعل اصبحوا ضيوفا على كل الموائد الحوارية التليفزيونية, ردود افعال شعبية إيجابية جدا و ردود افعال سلطوية صامتة جدا, حتى ذابوا فى الذاكرة كجورج فرداحى سفير المليون, فالإعلام الآن مشغول بشخصية آخرى.



نادية لطفى
اصبح الفيسبوك بالنسبة لها كالصحيفة اليومية، فالدكتورة "نادية" الطبيبة و الناشطة الحقوقية تستهل يومها بقراءة الصحف اليومية و فى مقدمتها الفيسبوك، و لكن فى هذا الصباح اندهشت لما رآت من تعليقات و سخرية على صفحة تدعى "اللجوء الى مصر" ، لا شك ان العنوان مثير للفضول فمن يريد ان يلجا لمصر فى هذه الظروف المتقلبة ما بين السئ و الاسوء؟ و كانت المعلومات المنشورة عن الصفحة حقا مثيرة للإهتمام " نحن مجموعة من النساء البوسنيات المتعلمات و المسلمات الحمد لله ، قاسينا من ويلات الحرب فى التسعينيات و المشهد السياسى عندنا يبدو مخيف و طبول الحرب اوشكت على الدق، لهذا قررنا اللجوء الى مصر قبل ان نشرب كأس المر مرة اخرى..فهل تقبلونا يا اهل مصر بينكم؟ تحياتى لاهل مصر (لى لى دراغن...مؤسسة رابطة "بوسنة للابد" النسائية).
فأخذت نادية تتفقد التعليقات المنشورة على الصفحة  و من بينها: " عزيزتى (لى لى دراغن) هلى انت متأكدة من انك متعلمة؟ هل تقرأين عن مصر 2012؟ هل تعرفين ان اهل مصر يريدون اللجوء لاى مكان حتى إن كان العالم الاخر؟
- طب انتو ستات كده وجايين لوحدكو ماتعرفيش ان فى هنا انفلات امنى؟
- بوسنا الى الابد، اوى اوى يا روحى من غير ماتقولى".
اولت نادية للامر اهتماما فهى ناشطة حقوقية شهيرة كما انها إمرأة تشعر ماذا تعنى كلمة الحرب قادمة بالنسبة لإمرأة..فعلى الفور خاطبت لى لى قائلة:" عزيزتى لى لى كم انا سعيدة بك كإمرأة قوية و شجاعة، و يشرفنى ان اعرفك بنفسى فأنا الناشطة الحقوقية و الطبيبة (نادية لطفى)  بالطبع سنتلقى قريبا فى مصر بحكم عملى الحقوقى و لكن تشرفنى معرفتك على المستوى الشخصى قبل المهنى...تحياتى نادية".
كان رد لى لى مفعما بالود، وفور وصول لى لى الى مصر بوفدها النسائى الذى يضم مائة سيدة و فتاة بوسنية طلبن جميعا اللجوء، كان عشاء لى لى فى منزل نادية و ابنتها، التى انسحبت من الحوار بمجرد ان علمت ان لى لى مطلقة! فهذه الفتاة تكره نموذج المطلقة الذى رأته فى امها، فضلا عن الحواجز التى وضعتها نادية بينها و بين ابنتها بسبب رفضها لزميلها فى الجامعة الذى اصبح خطيبها بعد معاناة استمرت عامين دافعت فيها الفتاة عن الحب الذى مازالت نادية تعتبره لا يكفى فهى تفكر بمنطق الام التى لا تعترض على الشاب و لكن ترى ان ابنتها تستحق الافضل و لطالما قالت عن هذا الشاب "كويس بس ماينفعناش" .
ان اصرار الابنة لم يكن هو الوحيد وراء الفوز بالخطبة بل كان هناك دافع اكبر يجعلها تشعر ان اختيارها لحبها هو الصائب، فقد كانت ترى امها فاشلة عاطفيا..نعم تركت زوجها لاهتمامها الزائد بعملها..فهل يصح انا تستمع لنصيحة فاشل؟؟ وجاءت لها على النقيض صورة حماتها والدة حبيبها فهى سيدة متعلمة و عاملة كأمها ايضا تساعد زوجها فى مواجهة صعوبات الحياة لم تصطدم به يوما لتقصير منها فى شئ كما فعلت امها بل كانت له خير معين كما تحاول ان تفعل هى مع خطيبها الذى تتعمد نادية ان ترهقه بطلبات مادية تراها هى هامة و تريدها الفتاة ايضا و لكن تريدها "رمزية" كما وصفت الشبكة، و كان من الطبيعى ان تسخر منها نادية طول اليوم "تعالى يا رمزية...روحى يا رمزية...ابقى قابلينى لو رمزية دى نفعتك"...الحوار مفقود بين الام و الابنة فكان من الطبيعى ان تنسحب ايضا من الحوار مع لى لى التى ارتاحت لها نادية كثيراً.


لى لى دراغن
اقامت لها نادية مؤتمرا صحفيا تحدثت عنه الصحافة المصرية لمدة شهور, وصِفَت لى لى من خلاله بأنها إمرأة تفيض رقة و حديثها انما هو السهل الممتنع, فماذا قالت لى لى؟؟
"لم اعلم ان مصر جميلة الى هذا الحد, فقد زرتها مرة وانا فى السابعة من عمرى مع والدى و باتت فى مخيلتى ارض النيل و الاستقرار, اما الآن فأنا اراها ارض الحب و الدفئ, ارض السلام دائما و ابدا, لهذا نشرت الدعوة بين عضوات رابطتى لكى نرحل جميعا الى مصر قبل ان تشعل الحرب إوارها من جديد."
و سألتها إحدى الصحفيات" من الممكن ان تعرفينا اكثر بالصديقات المهاجرات البوسنيات؟"
فأجابت لى لى  بصوتها الرقيق:" نحن مجموعة من النساء الغير متزوجات من بيننا الآنسة و المطلقة و الارملة, تتراوح الاعمار ما بين الثانية و العشرين الى الاربعين, فأنا اكبرهن عمرى اربعين عاما , ليس لدى اطفال و ليس لديهن اطفال, جميعنا نعيش بمفردنا, و يجمعنا هو الخوف من الحرب و لنا من الذكريات الاليمة معها ما لا نستطيع سرده."
سؤال من احد الصحفيين" لغتك العربية سليمة جدا, هل جميع المهاجرات يجدن العربية؟"
بإبتسامة هادئة اجابت:" اشكرك سيدى على مدحك للغتى العربية, فأنا مسلمة و الحمد لله درست الشريعة الاسلامية وتخصصت فى الدعوة و هذا هو سبب فصاحتى فى العربية, اما باقى المهاجرات فهن جميعا مسلمات و الحمدلله و على دراية باللغة العربية, كما اننى قمت بتدريبهن على اللغة العربية لمدة شهر قبل ان نهاجر الى مصر."
وجاء السؤال الاهم من احد الصحفين " ماذا تعرفين عن مصر 2011 و مصر 2012؟"
اجابت الشقراء البوسنية" انا اعرف المكانة التاريخية و الاقليمية لمصر و الدينية فهى بلد الازهر الشريف, اما 2011 بالنسبة لى هو مجرد تأريخ لحدوث ثورة على نظام سابق حقيقة لا اعرفه جيدا حتى ارفضه او اؤيده, و لكن مسمياتك مصر 2011 او مصر 2012 التى لا اتفق معك فيها لأن مصر واحدة على مر العصور قال الله تعالى فى كتابه العزيز (ادخلوها بسلام آمنين) ."
فيقاطعها الصحفى قائلا"و لكن.."
فتكمل لى لى مسرعة:"لم انتهى من شرح النقطة السابقة حتى نبدأ فى تناول نقطة آخرى,."
و تعود مستطرده " كما ان الله قال عن مصر ايضا "اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم", وإن كنت تعنى بمصر 2011 و مصر 2012 تراجع الوضع الامنى او كما سمعت من اهل مصر الانفلات الامنى, فتذكروا يا اهل مصر انكم تعيشون الآن فى بلد بدون رئيس, و لو ان هذا فى اى بلد آخر لادركتم معنى الإبادة الجماعية و الاطماع الخارجية التى كانت من الممكن ان تحدث لكم فى هذه الظروف, لا تجعلوا الآمان الذى عاهدكم الله عليه و صدق وعده نقمة بدلا منه نعمة, انتم تقارنون وضعكم الآن بالوضع السابق و لا تقارنون وضعكم الآن بوضع غيركم تحت تلك الضغوط, و لما المقارنة من الاصل فى بلد ذُكر امنه فى كتاب الله , و الله له حافظُ."

رامى صبرى
"ليك يوم يا ظالم" هكذا كان ينشدها رامى سعيدا فرحا, فالدكتورة نادية امامه الآن على شاشة التلفاز يقطعنها الفتيات تقطيعا, فهى التى طالما هاجمت ال"تعبانون" و وصفتهم بأنهم العاطالون الكسلانون المخربون و لعجلة الإنتاج هم معطلون, اليوم تهاجم من البنات بسبب تواقد البوسنيات على مصر حتى تزوجوا جميع القادرين على الزواج و لا يوجد الآن غير "التعبانون" فانهارت نادية باكية وقالت:
"انا كمان تعبانة زيكم, لى لى اتجوزت طليقى بعد ما كانت بنتى نجحت فى محاولات اننا نرجع لبعض."
و قامت الفتيات بمظاهرة و اعتصام امام مجلس الشعب طالبن فيه بحل لأزمتهن, و لكن لم يستجب إليهن احد, حتى رامى رفض طلب الفتيات بالإنضمام الى الحملة قائلا:
"عشان حملتنا ليها حلم بسيط, انما انتو لما الرجالة الاغنيا خلصوا عبرتونا, اشربوا بقى يا شاربون", فاطلقت الفتيات على نفسهن فى البداية اسم "تعبانات"و لكن نالهن قسط وفير من التشبيه بأنثى الثعبان, و لإنعدام الخيال و الإبتكار اصبح اسم حملتهن "مرهقات"
و آن الاوان ان يستبدل رامى شعار الحملة "البطة السوداء" بصور لمشجعات اليورو, فالبنات اصبحن كثيرات و الاهالى تريد ان تزوج البنت بلا طلبات فالاغنياء انتهوا من سوق الزواج , و اصبح التعبان منهم يختار الفتاة التى يريدها و يبارك الاهل الزواج بلا نقاش, و ظهرت الحلول اخيرا فالدولة وفرت مساكن كثيرة للشباب فحتى بنات المسؤولين اصبحن "مرهقات", و الاهالى تساهلت فى الماديات, و اصبحت الحياة عنبا.

و السؤال الآن: هل يحتاج الشباب "التعبانون" لمعجزة كإفتكاسة "بوسنة للابد" حتى نتخلص من افكار بالية و نعدل سياسة بلد؟؟؟

https://www.facebook.com/Ta3banoon

https://twitter.com/#!/ta3banoon