Saturday 11 January 2014

عصير الروقان


فى القرية الغير كبيرة الغير هادئة و الغير بعيدة، و بالطبع الغير سعيدة، ثار الجياع من الفساد ، و شكى التجار من الكساد ، فذهب شيخ العطارين الى احد العصارين و اقترح عليه ان يتعاونا من اجل انتاج مشروب الروقان العجيب الذى إن شربه الشعب شعر بالإستقرار و أن آيام فتافيت الرخاء ستعود و سيعم الفتات البلاد، فقرر العصار ان يمزج عشباً مخدراً بعصير الليمون حتى يشعر المواطن بالرخاء و الإسترخاء معاً، و بعد طرح المنتج فى السوق و تمام الصفقة بنجاح و عاد العز الى جيب العطار و العصار،  قرر العصار ان يمحو نفوذ الفلاح، و أن ينفرد بالتجارة و حده ، فاستبدل محصول الليمون بآخر من العنب المعتق الذى يعود تاريخه الى ما قبل ثورة الجياع و ضجر العباد ، فبالليمون مرارة و كفى بالناس مر!
انخرب بيت الفلاح الذى وجد نفسه من أهم رجال القرية بين عشية و ضحاها، و خاطب اهله و عشيرته ان يتمسكوا بالليمون.. حاولوا ان يفعلوا إلا ان العصار اغرق القرية بدعاية العنب العتيق حلو الطعم مُسكِر العاقبة ، قولوا نعم لعصير الروقان الذى سيعيد إليكم احساس فتافيت ما قبل الليمون المر !