Thursday 20 December 2012

فى حضرة المعرى

عزيزى العالم
أبو العلاء المعرى
ربما نعتوك باليائس, و ربما كنت لديهم رهين المحبسين, و لكن لا شك انك عالم, لا فى اللغة و الأدب فحسب, بل انك علمت ما فيها من شغف و جنون لا يغنى من جوع, فأعرضت عنه, أتعلم يا أبا العلاء , أنى لم أكن لأرسل لك رسالة قبل هذا اليوم, إلا عندما رأيت الهلع ان يكون هذا اليوم اليوم نهاية العالم ! تخيلت وجودك وسط الخائفين و المستهزئين بهم, تخيلتك فى حالة ثالثة: حالة من التأمل و الإستنكار, فلما الخوف؟ و لما الأمل؟ إنى اتفق معك فى الزهد, و لكن زهدى جاء من إحساسى بعدم الرضا, فماذا بعد أن أفعل كل ما يفعله الناس فى زحام الحياة؟ و أيقنت ان تلك المتع لم تعد تكفى لإشباعى, فبدأت أرنو إلى ما هو أبعد, و على النفس أصعب و إلى فطرتها أقرب, فما أسهل مساعدة الغير بلا غاية, و ما أصعب ان تتغلب على غريزة أخذ الماقابل! و لكن زهدك جاء عن معرفة: أن ما فى الحياة لا يساوى جناح بعوضة فى عالم آخر جعلنا الله من ساكنيه.
كانت تلك الليلة التى جلست فيها صديقتى تبوح بلا قيود, فما أعجب الليل الذى يخرج ما فينا من أسرار ! أهى وحشة الليل التى تجعلنا نختبئ فى صدق الآحاديث؟ أم هو رحيق القهوة الذى يجعلنا نبوح بلا وعى ؟ تحدثت بصدق عن رفضها للزواج, و تحدثت بعمق فى أمور ليس لها علاقة بالرجال, تحدثت عن مصاعب التى شربتها من كأس الحياة, عن الجحود, الغيرة, الحروب و الخيانة من ذوى الأرحام أنفسهم و لا من زائرى القلب, و بعد كل هذه الأسرار , ختمت الجلسة بنفس سؤالك أيها العالم الجليل: لماذا أجنى على غيرى ما جناه علىً أبى؟ لماذا انجب من يتورط فى رحلة الحياة غصباً عنه؟
أتعلم ان الطلاق أصبح لا دين له؟ إن الطلاق أصبح إتجاه عالمى, لا يبرر بظروف مادية و لا حالة أمنية, معظم من أعرفهم الآن من المطلقين, او على شفا حفرة من الطلاق, لماذا لم يصبح الإنسان كما كان؟ او كما يحكى لنا أجدادنا عنه, أن هناك رابط أسرى قوى, و أن هناك رسالة يبلغها الآباء للأبناء, و لكنى عندما أقرأ تاريخك أتأكد ان هذا النفور الإنسانى وجِد من قديم الزمان, و لكن زيادة المعرفة هى التى ساقتنا إليه فى هذا الزمن, حقاً إن الآمانة ثقيلة و نحن جاهلون ! و انت كنت تعلم قديماً ما علمناه حديثاً.

الدوحة
قطر
20-12-2012

Monday 17 December 2012

إلى صاحب التفاحة

عزيزى العبقرى الوسيم
كم تبهرنى طلتك ! و كم تزعجنى حكايتك ! فلك من التعاسة ما لك من النبوغ والبهاء, رفضت فى مطلع الرسالة أن أناديك بإسم فرضته الظروف عليك, فأنت لم تطلب ان ينكرك اباً سورياً, و يتبناك آخر و يعطيك كنيته, عشت انت و الألم صراعاً لا شك انك كنت فيه الأقوى, فقد حولت الإحباط إلى نجاح, و الفقر إلى ثراء, و العدم إلى شهرة, إلى ان غلبك المرض كما يعتقد كل من يطفو على سطح الحياة, و لكن الحقيقة انك اتممت الرسالة التى بعثك الله بها فى الأرض, فكلنا له رسالة, اعلاها قدراً رسالة الأنبياء, ثم "العلماء" كأمثالك من الخلاقين, ليس عليك اللوم أبداً إن أسأت فى حق العرب اجمعين بالقول او بالفعل, فقد خلقك الله بشراً لا ملاكاً لكى تغفر لوالدك الذى انكرك و تركك للغير خطيئة تخصه وحده, و لا تمت بصلة لآبناء وطنه أو عشيرته, و لكنها كانت, و كان لك فى النهاية الرد القاسى , وإنتهى الحساب بينكما , و انتهت آيامك فى الحياة, و ها أنت الآن فى مكان اسمى مما نعيش فيه, أترى وضع أهلك الأصليين الآن؟ لم تنتهى نكبات العرب بخريف تنكر فى ثياب الربيع, فهناك من يريد دائماً ان نكون تحت الأقدام, يحكمنا مستبد, تشيع فينا فحشاء الجهل التى هى أصل الداء فى كل شئ, و لكن لابد أن يأتى التغيير يوماً ما, لا أعلم كيف؟ و لا متى؟ أو حتى على يد من؟ و هذا هو الأهم, و لكن لا دوام لحال, ما رأيك فى حيرتى و إنشغالى بأمور ليس من المفترض ان تغزو رأسى الذى اشعله التفكير شيباً؟ لى شكوك, و لوطنى العربى مخاوف من الإبادة الفكرية قبل الإبادة الجسدية, فالآخر أقوى, و الآخر لا يريدنا ! دعنا من هذا الحديث الذى لا طائل منه, فأنا مواطنة: أى ليس لى من الحقوق سوى حق المشاهدة شريطة الصمت, دعنى اتحدث عن تميزك فى كل شئ و إن كان فى حكاية والدك الحزينة, و السؤال الآن: لو كنت عربياً سورياً, ما الذى كنت سوف تفعله الآن؟ لا تؤاخذنى, علمك الموجود أنسانى أنك لست موجود على الأرض, إذن فأنت ميت الآن, فسوف أغير السؤال: ماذا كنت سأقرأ عن سبب وفاتك؟ أهى بسبب هجوم "شبيحة" الأسد على بلدتك؟ أم فى حريق مينى المخابرات السورية لأنك واحد من "الشبيحة"؟ ام فى سقوط طائرة عليها وفد من العلماء السوريين؟ أم انك توفيت فى السجن بعد أن سرقت تفاحاً تطعم به عائلتك فى يوم مجاعة ببلدتك لتضيق الخناق على المقاومة السورية؟
"جوبز" أعلم ان إفتراضاتى المبنية على الواقع لا تسمن و لا تغنى من جوع حرمانك من وضعك الطبيعى كإبن معترف به, و لكنها إرادة الله الا تكون عربى ممن يسعون طوال حياتهم لأكل التفاحة التى فتح لها "نيوتن" من قبلك ابواب التاريخ, لقد أصبح الإنتاج و الإبتكار للعرب رفاهية لا تأتى لهم على بال, لأن مسألتهم مسألة وجود!

الدوحة
قطر
ديسمبر 2012

يا مالكاً قلبى

عزيزى الحكيم
تحية حب و سلام من كوكب لا يعرف السلام ! إنها اول رسالة اكتبها إليك, و لكنها ليست الاولى لك, فكم من مرة تمنيت ان ألقاك و اجلس معك على ضفاف النيل نتحدث و نتأمل فى حديث بعيد عن الحب, و لكنه فى الحقيقة هو الحب نفسه, عندى يقين ان الحب لا يأتى بقرار , و لكنه يأتى بعد مفاوضة مع الافكار, ليس لى ُمنى ان تفهمنى , فإن كنت بين أحياء زمنى لكنت شاركتنى مفاوضات الحب على ضفة النيل التى شهدت آيام حزنى و سنوات احلامى, و لكن حال بينى و بينك الزمان ! اتعلم انك اول من علمتنى ان اصغى لصوت الزمن و إن كان صوتى يعلو فوق كلمته فى كثير من الاحيان؟ عندما عادت براكسا الى القبر, و عندما عاد اهل الكهف الى خالقهم, تعلمت من نصك الرفيع ان للزمن كلمته قبل ان تكون له ريشة عابثة بوجوهنا عند الكبر, انت الوحيد القدير بالحديث عن الزمن و السرعة ! تحدثت إلى عصاك فى الأربعينات من الفرن العشرين متعجباً من سرعة الأشياء وسباق سكان الكوكب على السرعة نفسها, فالسرعة اصبحت هى الغاية و ليست الوسيلة, فماذا عنا الآن؟ لو رأيت الارض الآن لما ادركت كيف وصل سباق السرعة بالناس, لا أدرى من الفاعل و من المفعول به, فكلما رأيت وجوه الأحفاد و أجدادهم, وجدت شيئاً من العجلة فى وجوه الأطفال, و أيقنت الواناً من الهوادة فى وجوه الكبار..لا أدرى ماذا حدث؟ و لماذا حدث أيضاً؟ فهل فى سرعتنا غاية للشيطان؟ إستناداً لما نُقِل عند محمد (عليه افضل الصلاة و التسليم) ان العجلة من الشيطان , ام ان هذا علم ينفع الناس؟ و هل نفعهم فعلاً؟ ام فتنهم؟ لا أدرى , فالأمر يحتاج لعقلك النابض و قلبك الراجح لإشعال مفاوضة حب جديدة بينى و بينك .
تغيرت الظروف و الأحوال, فالإنسان لم يصبر على نوع واحد من انواع الذهب, فآتى البترول ليصبح الذهب الأسود, اعلم انك لحقت زمن البترول, و لكنك لم تعاصره و لم تعايشه, لم تر دول الصحراء سابقاً التى اصبحت حاضرات العصر ببنايات شاهقة و مظاهر مليئة بالفخامة خاوية المعنى, لقد علمنى التاريخ ان وراء كل طاقة, حروب و ثورات, و لكن فى عصرى (عصر طاقة البترول) إختلطت الحروب بالثورات, ليتشكل مزيج من "العكننة و قلة المزاج" لأننى مواطنة: اى لا املك من أمرى سوى حق الإنسياق و راء عبارات براقة, و روابط عنق انيقة حول حناجر تهتف بالديموقراطية...لا عليك من هذا العبث, و لكنى اتمنى ان تُفسر لى علاقة الإنسان بالطاقة, أفكلما إكتسب طاقة, حارب و دمر؟ و إن كانت العلاقة هكذا , فليضرب الجميع امه بعد الغداء و إكتساب ما فى طعامه من طاقة.
لقد ادركتك رحمة الله ان انهى رحلتك فى هذا الكوكب الأرضى, و إلى ان ألقاك لك منى رسالة حب بلا عبارات حب.

الدوحة
قطر
ديسمبر 2012

رسائل

رسائل.. هى التى اكتبها الى اشخاص لا اعرفهم, فى زمان كذبت إن قلت اعرفه, كانت رسائلى حكايات عن اشخاص إلتقيت بهم, او خالطت من تأثر بهم, و لكنى كنت بعد كل دورة زمانية كاملة كافية لتقليب القلوب و الأحوال, كنت اكتشف ان بها من كذب الرواية ما هو اشبه بفتنة الزمن لأهله, فالفتنة ليست فى المرأة, و ليست فى المال..إنما الفتنة هى فتنة الزمان..فالزمن أقوى اقوى أقوى
و لله الامر من قبل و من بعد...

Friday 16 November 2012

ترف الملوك

لو لم بكن بنقصه ان يعلم اننا لسنا فى البقعة الوردية من هذا العالم, لكان ما بيننا اكتمل ! كيف يرانى الآن؟ خائنة؟  حمقاء؟ باردة؟ لا يهم ان يرانى, المهم ان يرى ما حولنا, لم يصبح كافياً بالنسبة لى ان استمع لكلمات حب لكى اسامح او اغفر له خطأ و انا فى زمن الحرب, الصواريخ و الطائرات فوق رؤسنا فى فضاء مدينتنا الذى لم يعد فسيحاً, اصوات البنادق و الرشاشات اصبحت اعلى من صوته  و هو جالس امامى !
كانت لنا هموم فى الماضى , لم يكن الزواج سهلاً, لم يكن تعليم الاولاد بالهين, اما الآن فالازمة اصبحت مسألة بقاء على قيد هذه الحياة الغير رحيمة بكل من ولد فى دولة عربية فقيرة.
مازال يكتب القصائد حتى بعد طلاقنا, و مازال ينتظرنى من جديد فى بلد اكثر امناً و اقل ضجيجاً, فقد قرر ان يرتدى معطفه حتى لا يتأثر برياح الربيع العربى, و ترك البلد, بينما انا قررت ان اقدم نفسى و اولادى فى سبيل ثورة حلمت بها منذ زمن بعيد, فالثورات تسكن فى الاحلام و توهبنا الاحلام فقط, هكذا يرى طليقى الذى يلعن الثورات كل صباح و مساء, حتى انفصلت عنه لانه يلعن احلامى التى يعتبرها ترفاً, لى حلم فى الديموقراطية, ايقظنى منه بجملة ساخرة:
"بتريدى إنتخابات؟ نحنا عرب,,عارفة شو يعنى عرب؟ يعنى نروح الإنتخابات ننتخب ولد عمنا حتى و لو تلفان", لو كنت تذكرت هذه العبارة قبل مشاجرة الطلاق التى استهزأ بها بالثورة و الشهداء, ما كنت دخلت فيها من الاساس و آثرت السلامة و الإستسلام, فبيتى ابقى من حلم ثورى سيستيقظ على جرس هذه العبارة من فى زوجى و غيره (و هم كثرُ) لتتوه الثورة بين اسئلة الصواب و الخطأ فى إمتحانات التاريخ للجيل الجديد, و لكنى لن اغادر بلادى و لن اعود لطليقى, فأنا فى منطقة اللاعودة الآن, لا استطيع ان اصم اذنى عن تأوهات الثكلى و المصابين, لأستمع لعبارات حب تليق بمن له ترف الملوك او ديموقراطية العرب.

Thursday 8 November 2012

عين الجمل


جمعهما نوع فريد من الصداقة, و هو صداقة الأحلام الضائعة, فالواقع لا يمكن تغيره و الإمكانيات قليلة, و الطاقة واسعة, هكذا مضت بهما سنوات ما بين اليأس و الأمل, فيهما ترى جيلاً كاملاً من شباب مصر ممن يعانوا الفقر, و البطالة و الأحلام التى سرقها نظام سابق .
عندما صارحه صديقه برغبته فى إكمال الصداقة بالنسب, لم يتصرف كأى أخ يريد لأخته الزوج اللائق مادياً فى هذا المجتمع الغير لائق آدمياً, بل وافق على الفور و اقنع اخته التى كانت ما بين القبول: الذى يعنى الإحتمال و الصبر على مواجهة الحياة القاسية, و الرفض لتحقيق احلام فطرتها فى الزواج الهادئ من رجل يقدر على تلبية إحتياجاتها المادية, وتمت الخطبة حتى بلا خاتم, فما اشد فرحته فى هذا اليوم الذى سماه "يوم الإنتصار" فقد إنتصرت الاحلام على الواقع المُحبِط, و إرتبطت اخته بصديقه الذى يشبهه فى الحال و الطموح رغم إعتراض الاسرة و محاولاته الفاشلة معهم بإقناعهم ان صاحبه "راجل".. ان الحب هو اساس الزواج..."شوفو إعلان الشيكولاته, مادام جاب الملبس يبقى بينا ع المأذون, افتحوها فى وش الشباب ربنا يحسن ختامكم"  , و لكن لا بأس من إعتراضهم إن كان المجتمع كله يعترض على احلامهما البسيطة فى الحياة.

تقلبت بمصر الآيام و تبدلت بهما الأعمال أيضاً, فحلم الوظيفة الثابتة و إن كان الراتب لا يغنى من جوع, هو حلم يستحق المغامرة, ما بين مشروع كمبيوتر يخسر, و مساعد صيدلى, الى محل موبايل ضعيف الإمكانيات وصل حالهما على مدار اربعة اعوام من الصداقة و النسب, ضاعت خلالها معظم الاحلام, حلمه فى ان يكون صحفى شيهر, و حلم صديقه فى ان يكون شاعر سياسى, حتى قامت الثورة التى تفجرت فيها كل الطاقات, و صحت الاحلام لتواجه الرصاص, و فى الآيام الاولى من إعتصام ثورة يناير بالتحرير, تعرف الصديقان على مراسلة اخبار فرنسية, و ابدت اهتماماً شديداً بهما و بالتحدث إليهما و نقل رأيهما عبر الصحيفة التى تعمل بها, حتى جاء اليوم الذى لا يُنسى, يوم أربعاء موقعة الجمل, التى رقصت فيها الخيول و الجمال على صوت تأوهات و نزيف عيون ثوارنا البواسل, فقد اصيب الشاب الذى حلم قديماً ان يكون صحفى, فى إحدى عينيه إثر حجارة طائشة فى زحام المعركة, و لكنه لم يكترث للإصابة و ظل يواجه و يحمى ميدان ثورته و احلامه, حتى ذهب الى المستشفى بعد تنحى الرئيس يوم ان ظن انه اتم ثورته, و لكنه اكتشف ان الإصابة تحولت لعاهة ! و اصبح رسمياً من مصابى ثورة يناير, الشئ الذى اعتبره فخراً و وساماً على صدره, آمال اسرته فى علاجه كانت وراء كل سعى لهم فى البحث عن اثرياء الثورة الذين تبرعوا بتخفيض ضرائبهم لصالح علاج مصابى الثورة, طرق كل الابواب , الجمعيات الاهلية, الكيانات الثورية: من إئتلافات و جماعات, و مرشحى المجالس التشريعية, حتى اصبحت يومياته يمكن ان تجمع فى كتاب تحت عنوان "يوميات مصاب مصرى", و لم تكن هذه الفكرة غائبة عن ذهن الصديقة المراسلة الفرنسية, فاستغلت الموقف بحصولها على مادة صحفية دسمة حولتها من خانة مراسلة الى صحفية و ناشطة فى مجال حقوق الإنسان, و بالطبع كان الصديق المقرب و الصهر هو مصدر نقل الاخبار بالنسبة لها بعد ان ساءت الحالة النفسية للثائر المصاب من مشاهد المرحلة الإنتقالية من تصارع على السلطة و المصالح, و قبضة المجلس العسكرى التى فاقت قبضة نظام مبارك من قمع و ظلم, و ذات يوم من تلك الآيام المظلم لونها, اتصل بالمصاب نسيبه يدعوه على حفلة عيد ميلاد المراسلة الفرنسية فى بيتها, رفض الثائر الامر فى البداية, حتى اقنعه نسيبه ان الحفل سيضم ناشطين حقوقين و صحفيين كبار من جميع الجنسيات , و هذا من الممكن ان يساهم فى إيجاد علاجاً لإيعاقته, فذهبا سوياً الى الحفل, و ببصره الضعيف و بسمعه الذى اشتدت قوته بعد إيعاقته, ايقن كؤوس الخمر و مشاهد اللهو و العبث فى المكان, فتصرف الرجل بفطرته الشرقية المتدينة و انسحب من المكان غاضباً, لا على العبث الذى يملأ المكان, و لكن غضب من صديقه و صهره الذى لم يكن كذلك, و إن كان يعرف انه ليس بالتقى الورع, و لكن كان له شئ من الأعراف و التقاليد يحافظ عليه, و عندما ساله صهره عن سبب تركه للحفل او على حد تعبيره "مشيت ليه من قعدة الثوار؟", فانفجر غضب المصاب من كل شئ فى هذه اللحظة و صاح: "ملعون ابو الثورة اللى تعمل كده!! ملعون ابوك لو سميت دول ثوار! إحنا الثوار..إحنا المصابين..إحنا الثوار", غضب منه صهره و عاقبه بأن تركه يمشى وحيداً بين ظلام عين الجمل و ظلام الطريق, و عاد هو الى الفرنسية و حفلها العابث.
و بعد ثلاثة آيام اتصلت به خطيبته تدعوه لحضور حفل لتكريم المصابين, و لكنه رفض تماماً ان يجتمع بصديقة ثانيةً, و فى نفس الليلة و لكن فى وقت متأخر منها, إتصلت به الفرنسية لتعرف تطورات الوضع لأنها علمت انه تم الإعتداء على الحفل من عدد لا يهان من البلطجية من حملة الاسلحة البيضاء, و على الفور لم يتأخر على طلب الفرنسية و ذهب بملابس البيت الى مقر الحفل, معللاً انه يريد ان يطمئن على خطيبته فى هذا الوضع الغير آمن, ناكراً دوافعه العاطفية تجاه "المزة" الفرنسية, و بمجرد ان وصل الى مقر الحفل وجد عساكر الجيش انتشرت فى المكان تقبض على الكثيرين يتهمة البلطجة, بعض المقبوض عليهم اُفرِج عنهم فى نفس الليلة و البعض الآخر تم حبسه بتهمة البلطجة, و كان هو من المعتقلين حيث ان ملابس البيت ذات القميص المقطوع و البنطلون الكستور, فضلاً عن شعره الذى لم يرى الحلاق منذ اشهر عديدة, كل هذا الصق به تهمة البلطجة إلصاقاً, و اصبح من المحاكمين عسكرياً, و طبعاً السبب الذى يعرفه الجميع انه ذهب لرؤية صديقه و خطيبته, لا لإشعال مقالات الفرنسية بثرثرة مصرية لن تفيد الوضع المصرى بشئ, و كانت هذه المحاكمة هى فاتحة الخير عليه, عاد إليه صديقه بأخباره و تفاصيل رحلة علاجه, تعرف على الكثير من المعتقلين و عرف الكثير من التفاصيل السياسية و إنتهاكات المجلس العسكرى, و بالطبع كل هذا اصبح فى يد الفرنسية التى كانت تزوره فى جميع اوقات الزيارة, و بعد عفو عن بعض المعتقلين خرج ليجد نفسه بطلاً على صفحات المواقع الإلكترونية و فى عين صديقه, فى عين الجمل التى صبرت قبل الثورة و مازالت تصبر حتى الآن, فلم يصبح المعتقل "الناشط" السياسى بحاجة لصديقه المصاب ليقترب من الفرنسية فأصبح هو بحد ذاته مصدراً لها, حتى اقام معها علاقة صمم هوعلى تحويلها الى زواج عرفى "بما لا يخالف شرع الله", فضحكت بإبتسامتها الباريسية الساحرة و اخبرته انها لا تدين بدين من الاساس و لا تريد ورقة الزواج هذه, و لكنه صمم على الزواج لشئ ربما فى بقايا فطرته, و مرت آيام البعد عن الماضى و الإنخراط فى الاخبار السياسية لتعبئة الجريدة( التى لم يقرأها ابداً) التى تعمل بها زوجته الفرنسية, و بالطبع ترك صديقه و خطيبته التى لم تجد حتى خاتم لترسله إلى منزل عائلته عند فسخ الخطبة, و ظل هو يلهو بالكلام عبر المواقع الإلكترونية حتى استيقظ يوماً و لم يجد زوجته الفرنسية بالمنزل, و وجد جواب منها يحمل نسختها من عقد الزواج العرفى, تخبره انها سافرت لدعم نشطاء سوريا, و لن تعود الى مصر مجدداً , و تركت له مئة دولار كمكافأة نهاية خدمة, فالوضع فى سوريا اكثر سخونة من مصر !
و مازالت عين الجمل تراقب فى صمت و ذهول....
عين الجمل

Saturday 3 November 2012

Dawud &The Marxist

Introduction
Dawud is the Arabic name of David, it is the name of prophet Dawud who was sent to the nation of Israel, his carols “Psalms” are famous for the Christian and his story of life is mentioned in the holly Quran as the only prophet has a kingdom.
Dawud..The Prophet..The Warrior...The King.

The tell of them, & the story of us.
Cairo, Egypt

Dawud “we need to feel the presence”

His concept is to live to tell, tell about life & more about love, he found romance in the narrow old roads of Cairo.. the city of history & glory, this old man of his 70 years old, always watches people from his wide balkon, observes their destinations, attitudes, joy, depression and he is mad about their hope.
He has an advice covered by a great silence but it has a high voice inside him, it appears in his shiny blue eyes waiting for someone to read the secret.
  
Amr: “Some people need mind laundry”

He was the first one to come to the breakfast at Dawud`s apartment, it was not strange because he was not in fast to break it on Dawud`s table, yeah, it was Ramadan: the Muslim fasting month, but he did not care about any Islamic rules or traditions.
 When he woke up, before anything, he said good afternoon to the life in his way, he smoked a cigarette, a minute of meditated the universe in his room`s surface by wondering looks that were like questions of no answers or infinite numbers of questions marks, then he wore a shirt because public finds it is better to meet up with clothes, and went downstairs to Dawud, murmuring a stream of dams and shits, nothing happened to him to begin his day with shits, but it was his daily song for life.

Dawud, the stumpy old man welcomed Amr and brought him water, Amr did not amazed of this action as he knew that Dawud is a conservative devoted Muslim, but he also knew that Dawud has a hope of him, “a hope to come back” as Dawud is used to saying to Amr.
The second cigarette smoked by Amr while seeing Dawud preparing the breakfast in the kitchen, but this cigarette was a cigarette of passion not dams like its last sister, and he meditated this time the man of Dawud, this kind rich man, the only house owner of the universe that could hire flats without rents ! 6 months Amr did not pay the rent & Dawud asked him only one question “Do you need some money?”
“How beautiful you are!” Amr said to himself describing Dawud, Amr was watching Dawud by his eyes while he was recalling some memories beneath the clouds of his smoke, he saw an old television in his family`s house, and a man came to destroy the TV because he heart a governmental announcing warning the public from the Islamists, he saw that man went out from the mosque then spent his night at the prostitute room, he saw a wife spent ten years in her house without seeing the road, he saw a sister married a man older than her by 60 years old and finally he saw himself out of this home and out of this suburb after his father said about him “he must be killed, my son is Marxist !”

Sara “nothing ever comes for free”


She carried everything with her when she went to attend Dawud`s breakfast, her daughter, the cake she made, the flowers she grew, and her self that was a made of pain, but she made Dawud`s day once he saw her white shining face under the black Hijab, she gave uncomfortable look to Amr specially his dirty look & messy hair style and continued her way to the kitchen to help Dawud.
“A cake made of love” said by Dawud when saw Sara`s home-made cake, suddenly Sara`s little daughter asked Dawud “what dose love mean?”, as a strange to her cute nature, Sara shouted  “Shut up, do not say that again!” among the girl`s scary looking & Dawud`s silent questions, the situation could pass away but Amr`s comment made a hot single tear slipping` on Sara`s face, “If people advise and do not blame the innocents, this tough earth will be better.”
For sure Amr was rude enough and to spare, to face Sara with her fact, Dawud had the same understanding for Sara`s situation but his kind soul stopped him to give that comment to the single mother lives with her daughter without husband or family or anyone! She plays all the rules: mother, breadwinner & friends for her daughter, as no one on earth worth to be given her trust after she lost it with the guy who went with her scarified virginity, leaving her in a sour society punches the weak prey.
Sara replied Amr after long selince” and we do not need the judgment, if everyone be the judge for himself, and watches his random self first, this earth will be perfect!”
Sara had aborted her baby that would come to the life without marriage, and after regret she decided to adopt this girl, she called her “Rahma” means “mercy”.
“Time is the value, hope is the road and love is the aim”

Let us lestin to the song of life

After breakfast, Rahma slept in her set on the sofa, while the others were drinking tea, Dawud started the conversation pointing to his son`s picture on the wall:

“It is the life turn & return at same time, my son went to work, to travel, to taste the experience of different attitudes & cultures and to make wealth!”
“Wealth? You have above of his needs!” Amr asked.

“As I said it is the life turn & return, more than 40 years, I was the only son for a great father, I left him to make wealth and when I made everything I went to find him but he passed away! The days turned and my son said the same words to me but with different expressions that he wants to make himself by himself independent on my wealth.”
“So, how did it return?” Sara asked.
“My father`s tears did not stopped me as my tears did not stopped my son, the worst way of punishment  I have now, I am waiting my son without hope because I am positive that he will come very late as I came to my father, but waiting is not the punishment for me but the core of punish is that I know my son will be waiting his kid one day, he will want to hug a piece of him and he will find a wealth to hug with pain, it is my pain.” Dawud said
“Family, son, nothing..nothing, I lost my faith in human kind, I am Marxist and it is enough , long live ideas.”  Amr said.
“Do not waste your time in hate & regret, see something beautiful more than your ugly cigarette, continue your engineering degree and let the past behind, you will find peace of mind”. Dawud Said.
“My cigarette is my girlfriend, she understands me, she burns for me, and she is the only one who would die for my pain.” Amr said while smoking.
“It plays on you, if you counted the money that u spent for it during the last ten years, you will find that it can make a capital for a good investment, it dies for its manufacture wealth and bank account not for you, time is the value and love is the aim.” Dawud said.
“How many crimes were done in the name of love?” Sara wondered.
“It is all about us, we can discriminate the real from the false, it is life not the perfect land so, it carries pain and also, it gives us unlimited chances, if you lost one, think for the others.” Dauwd replied, then he looked at Sara`s face, and continued “marry my son!”
Amr asked: “how come?”
“You are my son, you are my second chance, if my first chance had gone, the second is waiting for you and me.” Dawud said.
Mutual looks between Amr & Sara, then she said: “I can not, he looks like the criminal who killed me in the name of love.”
Then Amr replied: “I can not, she looks like my mother of her black Hijab, I hate Islamists, if you want to serve her & her kid, you can marry her, my sister married one of my father`s friends who was older than her by 60 years old, and if u ask this man why did you marry this young girl? he will reply that it is to server an Egyptian young girl who suffers from the spinsterhood , crazy life, is not it?”
Sara got angry with Amr`s words, she felt like a bad product or a heavy load on his shoulders, “He is Marxist, he has no religion and for a religious woman like me, I can not marry such a dirty man like him.”
“It is the core, religion is a rule not a tool, you did not have an opposition against Amr`s personality or belief until his words did not find your acceptation, you felt angry so you used religion to play for your revenge from him.”  Dawud commented.
Amr: “I am Marxist which is political point of view, I am not religious but I am not none religious, I believe in god, I believe in Islam, but what I had seen from the extremists actions repelled me from the clear nature of Islam, but I am on my way back, my father Dawud.”
Dawud: “we have many differences, our past is not the same, but we can build a future together, god created us with different colors, we came to earth to be not the same, but we come to earth to share life.”

Togther is better ! 28th of Jan,2011 "The Egyptian Revolution"







Faith


Welcome life new-commers !

  Every occasion in this life is an introduction, and we are the end writers, it was just a single moment I remembered some bad memories covered by hard times, and found that without all of these tough tasks in life, I would not be what I am now, really each of us was brought to life to make something, and the time before doing that thing is the preparation to do that thing.
But it is a tricky path, because we always have the option of evil, the option of wrong, and the option of anger, and if we neglect these options, I have a faith that we can pass.

Thursday 18 October 2012

حق معلوم

إنه منزلى الذى لا املك مفتاحه و لا اعرف من خدمه احد, كلما مررت بالشارع القديم وقفت امام المنزل لدقائق تحمل لى حنين يطفو على سطح الالم, هنا تزوجت و انجبت اولادى الاربعة, كانت اجمل سنين العمر فى اجمل بيت ورثه زوجى رحمة الله عليه عن والده, فما اجمله رفيق و ما احنه اب ! احياناً كنت اتمنى ان اكون له ابنة لا زوجة, و لكن كان ما بيننا من مزيج المودة و الرحمة الخرافى يحمل لى كل ما اريد من حنان و حنين لآيامه...آيام زوجى و آيام فيلا المعادى.
كان زوجى موظف كبير بإحدى الشركات الحكومية, كان يملك منزلاً فخماً فى المعادى القديمة الهادئة بعيداً عن صخب الحياة المصرية الجديدة, و لكنه كان كأى موظف, لا يملك الكثير فى اخر كل شهر, و يتهلل وجه ليس مع الرابع عشر من الشهر العربى و لكن مع بداية الشهر الميلادى حيث الراتب و تسديد الاقساط, كلما نظر لأولادنا الاربعة كان يقول حاملاً كل هموم الحياة " اربع ولاد..يعنى اربع شقق" طالما انشغل بالتفكير فى مستقبل الاولاد اكثر من تفكيرهم انفسهم فى مستقبلهم , و كان فى كثير من الاحيان ينظر الى السماء و يقول "ياريت كان حيلتى حاجة غير البيت", فشلت كل محاولاتى فى إقناعه ان الاولاد بإمكانهم الإعتماد على انفسهم , كان يبتسم و يقول "مش اى حد فى الآيام دى يقدر يعتمد على نفسه, يا ريت البيوت كانت زى زمان من الخشب, ماكانش حد غلب".
و فى العام الجامعى الاخير لإبنى الأكبر, كان المرحوم يترقب تخرجه, فقد اقترب الولد من الزواج و متطلباته الصعب توفيرها, و كان زوجى يردد دائماً "انا ماحلتيش غير البيت", و قبل تخرج الولد بثلاثة آيام, مرض زوجى مرضاً عادياً حسبته برد او انفلونزا عادية, و لكن المفاجآة القاسية التى لم تكن رحيمة بى او بأولادى على الإطلاق انه توفى, و لن انسى حتى الآن إبتسامته فى مشهده الاخير, كانت على وجهه إبتسامة من اتم عملاً او حقق هدفاً, فكان فى موته حياة للأبناء الاربعة الذين باعوا البيت الثمين, و اخذ كل منهم حقه,  كان نصيب الواحد منهم كافٍ لبداية حياة كريمة بمنزل صغير و حساب بنكى او مشروع خاص, اما انا فأتنقل بين بيوت الابناء, و إن اخذنى الجنين الى زوجى العظيم مررت لأرى بيتى ذو السكان الغرباء, اتفقد اللاماكن بناظرى, اشم رائحة الذكريات, فلا شك ان للآيام رائحة , انظر من مكانى هذا تحت صفصافة امام البيت, اتأمل خيالات زوجى و هو يؤكد لى ان فى رحيله بداية للأبناء, فهو مثلاً تزوج فى البيت الذى ورثه عن والده, و إن كان الابناء بحاجة لحنانه فهم الآن بحاجة لحياة, و إن كان الفراق أليم و الحنين عزيز, ففى موت واحد حياة لملايين.
فى استشهادهم حياة جديدة لأمة مصرية جديدة

Sunday 30 September 2012

بكاء طفلة

مشاجرة عادية بينها و بين امها حول المرفوض و المفروض, ليست الاولى و لن تكون الاخيرة, فهى فى العشرينات و لها منها من تقلب و سخط و رفض, و احياناً هدوء و كثيراً نفور ! فما اصعبها من مرحلة على كل من له عقل يحسن به الإستخدام, إنها المراهقة و لكن ليست بين الطفولة و الشباب, بل بين الوجود و العدم, بين ما بداخلنا من إنسان و حيوان !
الام لا يعجبها السلوك, تكره الافكار, اما البنت فلا تعرف سوى الرفض, إنها تصارع الموجود كمن صارع طواحين الهواء, انتهت المشاجرة فى ذلك اليوم نهاية مفتوحة كالعادة تغلقها الفتاة بغلق باب حجرتها على نفسها, لتفتح مجلة ملقاة امامها على الفراش و تجد صورة لطفلة صغيرة فى مهدها, غارقة فى شهد احلامها, ليس لها فى الدنيا من رغبة و لا ذنب ! هادئة..مطمئنة..تائبة من ذنب لم تقترفه بعد, و إذا بفتاة العشرين تبكى و تموء كقطة جائعة, بكاء يتقلب بين رقة المنظر و غزارة الدمع, بكاء على امنية لسان حالها "ياليتنى كنت طفلة بلا عقل و بلا جنون !" ...لتخرج من طفولتها و تعود الى انوثتها من جديد و تقرر ان تنزل الى الناس و الشارع, و تدب قدماها على الارض بكل ما اوتيت من انوثة و تنظر الى العالم نظرة تحدى لكل شئ حتى للطفلة التى بداخلها التى كانت تبكى منذ قليل, و هى تسير و هو يسير من خلفها, كلما مرت بشارع رأته كظلها, كلما دخلت متجر و جدته يقلب بيديه فى البضائع, يتفقد المعروضات كمن يتصفح المجلة ليشاهد الصور فقط, ليس له من الإهتمام من شئ..إنه فقط يسير معها فى طريقها..."اهو لص؟ ام قاطع طريق؟ ربما هى صدفة !" حتى اختفى عن ناظريها لدقائق شعرت فيها بشئ من الإطمئنان, و بمجرد ان لمحت عمامته الفلسطينية من جديد و قميصه القديم المتهالك, هلعت و خافت, و تأكدت انه متربص بها و شعرت انها النهاية, فمن فى تمردها و عصيانها تستحق النهاية الاسوأ "ربما يسرقنى و يقتلنى بعدها" حتى إن لم يفعل ذلك فنظرته التائهة الغامضة قتلتها رعباً و سرقتها الى كل منكر فعلته.
 خرجت من المتجر و هى تسمع صوته وراءها..خرجت و من عينها ينحدر خط من الدمع الساخن..الحنين الى الطفولة..و إنتظار النهاية فى نفس الوقت "كيف سيفتك بى هذا الغريب؟", لتجده ينصرف بخطاه عنها, و يكشف عن ساعة ذهبية تحت اكمام هذا القميص البالى و يركب سيارة انيقة و ينطلق فى طريقه..."كيف هذا؟ اهو غنى ام فقير؟ اهو لص ام عربيد؟ " و لكنه يرتدى ذهباً, اى انه ليس زاهداً .
ذهبت الى منزلها و مزقت صورة الطفلة, و بعد ان غسلت وجهها من انوثة مستحضرات التجميل نظرت فى المرآة و وجدت طفلة اخرى !

Saturday 22 September 2012

فرح سودانى

تبدو عادية و لكنها عديدة, ليس هذا بوصف فتاة هذه القصة التى تتدفق احداثها عبر تلك السطور, و لكنه وصف القصة التى جعلتنى ابحث فيما وراء الاشياء...وراء ضحكات الاصدقاء...وراء الكلمة و الإبتسامة, فليست كل الدموع صادقة, فقلما ما تتفق الاهداف الحقيقة مع الاهداف المعلنة...فالكل يلعن و يبرر اللعنات !
مازال غريباً عنها, الإعجاب موجود و الإتفاق فى الرأى يبشر ببدايات طيبة, ربما حب ينتهى بالزواج...هكذا كانت تفكر من قبل عام من الآن, و لكن الامور الآن اخذت شكلاً اخر, فالزواج و النهاية يتصارعان و لم يطرقا باب حياتها معاً, لنرى.

فرح سودانى
 كان هو هذا الزميل الذى نقلته الشركة من فرع الخرطوم الى القاهرة بعد احداث سياسية اجبرت الشركة على تعطيل نشاطها هناك, له ذلك النوع من الوسامة الذى ينبع من الثقافة و الإختلاف, تبادلا الاحاديث العادية حول المجتمع و الدين و السياسة, و تطورت العلاقة تطوراً سريعاً, قدينها الرقيق جعله يعتقد انها تحمل نفس القدر من الافكار الليبرالية التى طالما تظاهر بها, كان يتباهى بصوره مع صديقته الكندية بملابسها القليلة, و كان لا يكره الحجاب, بل يكره الإحتشام كفكرة, لا بأس من الإختلاف مادام الرجل بعيد عن الإزدواجية كما كان يصف نفسه, و كأى فتاة فى اوائل العشر ينات, ترى كل هذا القدر من اللباقة و البراعة فى الحديث و وشرح الافكار, بالإضافة الى الثقافة الغربية التى نشأ فيها, اعجبت به إعجاباً شديداً, بل تأثرت به بالغ التأثر الذى كان قمته فى إعترافها له بحبها فى منتهى الإطمئنان فله فكر مغاير يقبل من المرأة اى شئ, و كان رده عليها مشجعاً "انا هاتجوزك" !
-"طب مش هاتيجى تخطبنى الاول؟"
-"لا, الحاجات دى بقت موضة قديمة..إحنا هانتجوز على طول."
 و اخذ يرسم معها صورة لحفل زفافهما الذى رغب فى ان يكون فى السودان, ففى السودان مراسم زواج اسطورية احبها منذ ان اقام هناك عشر سنين, فقالت له: "و انا هاجيب اهلى و صحابى السودان عشان يحضرو الفرح؟ احنا كده هندفع تذاكر سفر كتير اوى و لا هما هيدفعو لنفسهم؟ بالشكل ده ماحدش هيحضر."
فابتسم إبتسامته الدبلوماسية الهادئة و قال لها : "مش مهم اى حاجة المهم نكون مع بعض."
بالرغم من إبتسامهتا الرومانسية التى علقت بها على جملته, إلا ان شيئاً ما لم يريحها فى تفاصيل صورته فى هذا المشهد من ذاكرتها, و سرعان ما تحول عدم الإرتياح إلى قلق بعد ان سمعته و هو يهاجم بشدة الإسلاميين و نعته لهم "بالخنازير", بررت لنفسها هذا التصرف بأن للرجال الفاظ خارجة تنبعث منهم على سهوة فى غمرة الإنفعال, و هى كانت تتفق معه فى خوفها على مصر من الإسلام السياسى, اما الشك فقد لاح فى افق فكرها بعدما رأته يكتب على صفحته على الفيسبوك تأيداً وإحتراماً لمسيحى مصر, فما عاشوه من ظلم المسلمين ليس بقليل و يدعو للإحترام و التقدير, و ختم مديحته بعبارة "ولسه ياما هانشوف من الإخوان و السلفيين", لم تصدق نفسهاعندما رأت كل هذا الهجوم , حتى انها تشككت فى اسمه و اخذت تقرأ فى مفرداته الشخصية , فالاسم مسلم و فى خانة الديانة هو مسلم, كل شئ صحيح, و لكنها استنتجت انه ربما يكون ملحداً, و بدأت رحلة التفكير, أتصارحه بشكوكها؟ ام تسكت؟ ثم استقرت الى هذا الرأى "حتى لو كان ملحد فيها ايه؟"
و ذهبت الى العمل فى اليوم التالى وجدته يتوسط دائرة كبيرة من الزملاء المسيحين و الإسلاميين (اصحاب اإتجاه الإسلام السياسى) يتناقشون فيما كتب على الفيسبوك, و كان حاد اللهجة مع الإسلاميين , لين الجانب مع المسيحين, لم يقتصر الامر على ذلك , بل دخل الامر فى التشكيك فى الدين نفسه, فعندما جاء ذكر الفيلم المسئ عن الرسول عليه افضل الصلاة و التسليم قال: "انتو زعلانين اوى كده ليه؟ الناس مغلطوش فى ربنا يعنى, دول غلطو فى بنى آدم زينا !! "
و بالطبع قامت الدنيا عليه و لم تقعد و انتهى الحوار كالعادة بوصفه للإسلاميين بالتخلف و المغالاة فى التشدد باسم الدين, صحيح انها لم تكن تصلى او تصوم و لكنها احست بشئ من الغيظ عندما سمعت رأيه هذا, و تأكدت حينها انه مسيحى و ليس ملحد, لانه لم ينكر الله بل انكر الرسول, و لكن كيف تكون معه المواجهة؟
اتصلت به تدعوه لتناول الغداء معها فى مكتبها, و عندما دخل عليها تعمدت فتح فيديو من الكمبيوتر لأحد المشايخ يتحدث عن اصحاب الملل الآخرى هل يدخلون الجنة؟ و عندما رأى هذا الفيديو اصبح كالصنم امامه , اهتمام عليه صبغة من ذهول كانت حالته, كما انه قام بتعلية الصوت ليستمع جيدا فتأكدت انه مسيحى, فقالت له "انت مسيحى؟"
-"ابدا ! ايه اللى خلاكى تقولى كده؟"
-"اهتمامك بقضاياهم و عداءك للإسلاميين."
-"انا مش ملحد و بكره الإسلاميين, اما بالنسبة للمسيحين, فخديها قاعدة المصالح هى اللى بتتصالح, و غيرى الموضوع ده و خلينا نتكلم عن فرحنا فى السودان."
المعارضة ليست فعل, بل إنها تفاعل حسن و مطلوب, اما الهجوم فهو فعل يستوجب معرفة ما له من اسباب
و اخبرها ان حبه للسودان مورث له من والديه, فقد تزوجا هما ايضاً فى السودان, فلا داعى من حضور الاهل الزفاف, فالزواج رابط بين اثنين فقط! لم يرق لها الحديث بالمرة , فقامت بتغيير الموضوع و تحدثت عن سيارتها التى تعطلت بها صباحاً, فأعطاها عنوان الميكانيكى الذى يتعامل معه, فهذا الرجل صديق قديم لوالده و تربى معه فى حى شبرا قبل ان يهاجر والده إلى كندا, و اتصل به امامها و اخبره ان خطيبته ستأتى إليه ليفحص سيارتها, و بالفعل ذهبت الى الورشة و قابلت الميكانيكى العجوز و الصديق القديم و هناك سألها الرجل:
-"و فرحكم امتى بقى؟"
-"لسه ما قررناش."
-"هو حضرتك بهائية بردو؟"
-"نعم؟؟؟"
-"بهائية زى العريس."
و هناك تحول وجهها الى اللون الاصفر الشاحب, فالحقيقة صادمة, و لكنها ارتاحت لانها اكتشفت الاسرار, سر تعليقات الفيسبوك و الهجوم على الدين لا على الإسلاميين فحسب, و لكنها فى نفس الوقت ارادت ان تعرف المزيد, فأجابت على الرجل:
-"اه طبعا, ده سؤال بردو."
-"اصل حماتك طبعا انتى عارفة انها كانت مسلمة و هربت من اهلها عشان تتجوز حماكى, بعد قصة حب كبيرة خلتها تسيب الاسلام و تسيب اهلها و تروح تتجوزه لوحدها فى السودان."
-"ما انا عرفت الحكاية..."
و لم تصبر و اخرجت هاتفها المحمول من حقيبتها و ارسلت رسالة نصية الى المسلم ورقاً البهائى ديناً "لكم دينكم و لىً دين".

Saturday 15 September 2012

ليلة سقوط الزمالك

جزيرة الزمالك
حكاية من الواقع و لكن فى منتهى الخيال فى رصد القاهرة 2012
إهداء خاص لصاحب الفكرة التى ابهرتنى صديقى المهندس احمد عبد الحميد

ليست السادسة صباحاً ليفيق من نومه, و لكنها التاسعة مساءاً, الوقت ليس مبكراً بل متأخراً جداً, فقد سبقه الجميع  الى الحافلة..الحافلة التى ستنقلهم من الزمالك الى القاهرة الجديدة, لا يعلم هو ما حال القاهرة الجديدة؟ اهى افضل من الزمالك كما يدعى البعض؟ ام هى اسوأ كما يظن هو؟ و لكنها اصبحت الملاذ الوحيد, فالزمالك يسقط !
حمل فى يده البطيخة التى عاد بها من اخر آيام عمله قبل الكارثة التى حلت بالزمالك , و التى تسببت فى إنقطاعه عن العمل , مشى بكل بطء و شرود يتأمل الشوارع الفسيحة الخاوية من جنس البشر, جلس على الرصيف و احتضن البطيخة  "المقدسة", و قبَل سيجارته الاولى و الاخيرة, لم يكن بمُدَخِن و لكن ثمة شعور بالرغبة فى الإختفاء من هذه الدنيا التى لا يعرفها.. دفعه الى السيجارة, نظر و مد البصر ليس الى الامام (و إن كان فعلاً ينظر الى الامام) بل الى الخلف, يوم ان تزوج فى شقة والديه بالزمالك التى شب و شاب فيها, نظر الى العمارات و الفنادق و تذكر الاشجار و الحدائق التى اجتثت من فوق الارض, من اجل حجارة البناء, انه العمر الذى قضاه فى حسرة على الجمال الغائب و الفضيلة الضائعة على يد فئة لا يعلم من اين جاءت؟ ليسوا من اولاد الزمالك و لكن كان يراهم كل يوم يلعبون الكرة و يقطعون الطريق على المارة بلعبهم تارة و بهزلهم تارة و بشجارهم مرات و مرات.
كان السؤال: اهؤلاء بدلاً من عساكر الدرك؟ عَهِدهم يحفظون الامن منذ ان كان صبياً, و اختفوا فى طفولة إبنه و حل هؤلاء الفتية كوبال على المنطقة الراقية الهادئة فى صبا إبنه, واصل السير من جديد حتى وصل الى الابنية المهدمة, إنها المنطقة التى هدمها شباب الحى من عدة اشهر, كان يتمنى منذ زمن بعيد ان تنهدم تلك المبانى, فإن كانت الفنادق و العمارات دمرت الحدائق, فهذه المبانى حجبت الشمس و الهواء عن اهل الجزيرة, و بُنيت مكان المدارس و المستشفيات, كما ضيقت الشوارع و خنقت المارة, هذه المنطقة المنكوبة مازالت منكوبة ! فالمنطقة الآن اصبحت خالية تماماً و موقعها ممتاز على ضفاف نهر الحضارة نيل مصر, و التهديد من الطامعين فى الارض و الحضارة الآن فى ليلته الاخيرة, و فى الصباح الهجوم على الزمالك ! المدن الشقيقة الاخرى لم تستجب لإستغاثة اهل الجزيرة, فمنهم من يتعرض للتهديد و منهم من يفضل المشاهدة من بعيد...فالتهديد شديد اللهجة..تهديد بالفتك و النسف لأى مخلوق على الجزيرة, فالجزيرة ليست لسكان لا يعلمون قيمتها!
برج الجزيرة
وصل الى نقطة التجمع لإنتظار الحافلة, كان يتوقع ان يسمع من زوجته عبارتها التى طالما قالتها له فى إشتياق "انت اتأخرت ليه يا احمد؟", و لكنه وجدها خائفة شاحب لونها تمسك مصحفها بكل قوة و تقف خلف جماعة يقودها شيخ المسجد, لا تعلم الى اين ستذهب معهم؟ و لكن تصبرها القوة التى تحمل بها كتابها, ثم ينظر الى ابنه الاكبر الذى يقف مع رفاقه الذين هدوا ابنية الظلام و لم يبنوا مكانها شيئاً ! و لم يزرعوا وروداً كالتى قُتلت ! و تركوها كما اطلقوا عليها "فَسَحة"
وقف متشبثاً ببطيخته المقدسة و صرخ فى الجميع امام الحافلة قائلاً:
-"مين صاحب الاوتوبيس ده؟؟؟ ردوا عليا مين صاحب الاوتوبيس ده؟؟؟ الدنيا دى ليها صاحب...و دنيتكم دى ليها صاحب و الاوتوبيس ده ليه صاحب."
و جاء رجل ملثم من خلف "احمد", و وقف امام الجميع بجواره قائلاً:
-"صحيح احنا اللى جايبين الاوتوبيس بس انتو اصحاب الاوتوبيس, انتو الشعب العظيم اللى هديتوا ابراج الظلام و عملتوا الفسحة,  بس لازم تدفعوا تمن النجاة..تمن الحياة الجديدة..تمن القاهرة الجديدة..تمن الشرق الاوسط الجديد."
و تحرك الرجل امام "احمد" و ظهر سلاحه الابيض من وراء ظهره لامعاً كجلد ثعبان فضى فى ليل كاحل, و استطرد الرجل قائلاً:
-"اللى هيركب الاوتوبيس ده يا سارق يا مسروق ! يعنى يا تسرق اللى جنبك يا تسيبو يسرقك, دى شروطنا و اللى موافق عليها يطلع الاوتوبيس, و على فكرة السرقة مالهاش حدود اسرق اى حاجة من اى حد حتى لو كانت عينه !"
الكل حَذِر, الكل مُترقِب, إنها لحظة ما قبل التخوين, الكل ينظر الى جماعته التى هو بينها فى جزع و ينظر الى الجماعات الاخرى بتحدٍ و وعيد, مهلاً ان الحرب لم تبدأ بعد, و لكن التخوين دائماً هو فتيل شرارة الحرب الاولى.
و يهتف "احمد": "دقت ساعة العمل..دقت ساعة العمل ".
نظر الشيخ الى جماعاته و صاح فيهم
راية الزمالك
-"اصعدوا فإن الضرورات تبيح المحذورات."
فصاح احمد:
-"مش قولت يا شيخ انك هتبنى جامع و جامعة فى الفسحة؟ اديك اول واحد بعت الفسحة"
و ركب الشيخ و اخذ معه عدد ليس بقليل, و من ورائه ركب فريق كرة قدم حى الزمالك, فصاح فيهم احمد:
-"اصلكو لو عارفين قيمتها, و عارفين قيمة فنلة الكورة اللى انتو لابسنها ماكونتوش سبتوها, ماكونتوش تبقو دايما مغلوبين".
فصعد من خلفهم هؤلاء الذين حلوا محل عساكر الدرك, فصاح الرجل:
-"يالا يا صراصير و قال عاملين شبيحة بقالكو 30 سنة."
واخيراً صعد ابنه و شباب "الفسحة" الذين هدوا ابنية الظلام, فنظر ابنه نظرة حسرة و قال:
"وانا مين هيشيل البطيخة من بعدى يا ابنى؟"
و صعد الجميع و هم يتحسسون اسلحتهم و تركوا "احمد" محتضناً بطيخته المقدسة مردداً
"من انتم؟ من انتم؟ من انتم؟"
و الجميع الى مصير لا يعلمه إلا الله !


- صدر من هذ هذه القصص "حكايات من الواقع و لكن فى منتهى الخيال":
تعبانون , و صواريخ ع المريخ - انظر ارشيف المدونة

Thursday 23 August 2012

كيف تصبح مليونيراً بالفولورز؟

محاكاة ساخرة للترجمة الركيكة لكتب التنمية البشرية و مهارات التسويق, فى وصف مجتمع ساخر لا يخلو من الافورة.
دراسة امريكية من ترجمة و إعداد: مترجم كتب تنمية بشرية
التعريف بالمترجم
1- حاصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة شعبة إدارة الاعمال.
2- حاصل على بكالوريوس الفلك من كلية العلوم بجامعة القاهرة.
3- حاصل على الدكتوراة فى الامن الغذائى من سلسلة مطاعم مؤمن فرع نصر الثورة- طلبية هرم.
4- بدأ حياته فى ترجمة افيشات الافلام الامريكية بسينما الفينتازيو بميدان الجيزة.
5- إعداد برامج الإعلامى المختفى (الحمد لله) ممدوح موسى.
6- انتقل للعمل فى الجمهورية الليبية لدعم التواصل بين القبائل الليبية الشقيقة و ترجمة المباحثات بينهم من الليبية الى الليبية.
7- صدر للمترجم مجموعة من الكتب العالمية فى مجال التنمية البشرية و علوم التسويق من اهمها:
The Way of Success  سر التفوق.
The Code of Business خبايا الإدارة.
Better Communication علاقات لا يمحوها النسيان.
The Body Language at Work اسرار زميلاتك فى العمل. 

ترجمة الدراسة:
فى دراسة اجرتها مجلة "المزة الشقراء" The Yellow Banana المعنية بإهتمامات الإنسان الثقافية, و رغباته النفسية المعلن منها و المكبوت, اكتشفت اهمية عدد المتابعين على موقع التواصل الإجتماعى "المغرد" twitter ,فعندما يصيب الإنسان القرف من الزمان و المكان فيتجه فطرياً و لا شعورياً الى الشخوص ليكشف ان الحل هو الإنزواء فى الركن وحيدا, و مع تقدم الحياة العصرية و جد الإنسان فى يده الحاسوب و الهاتف المحمول, فتحولت وحدته الى تغريدات معقدة تنتقل خلالها إشارات من اللاوعى الى الوعى عبر الاحبال الصوتية فى المدى الفلكى بين مدار السرطان و مدار الجدى إنتهاءاً الى خط طول 39 جنوب شرق المنوفية, و تغير المثل اليابانى الشعبى الشهير "اللى معاه قرش ما يسواش حاجة و اللى معاه رُبع يركب رابع ورا", فبدوره اصبح من له فولور يساوى قيمته, لهذا لجأ المغردون الى التطوير من الثقافة التويترية لديهم بإختراع ما يسمى بالهاشتاج, الذى يشبه زواج الصالونات الشرقى, ليتعرف المغردون على بعضهم لتنشأ بينهم اواصر المتابعة التى من الممكن ان تُسفِر عن رسائل موجهة "دى امات و كده" و من ثم علاقات إلكترونية جميلة:) :).
و مازال لعاب المغردين يسيل على عدد المتابعين حتى و إن كان المغرد لديه 10.000 متابع او اكثر, و يقول الخبير المائى "صابر البلطى" : ان هذا هو تطبيقاً للمبدأ الراسخ "البحر يحب الزيادة", بينما تعلق الخبيرة الإنجليزية "مارجريت ستافد كراست": لا شك ان السبب الرئيسى فى لهث المغردين وراء المتابعين هو قطعة الجبن المتدلية فوق قطع الهام برجر فى وجبة ماك, فقد اثبت علم النفس الغذائى ان قطعة الجبن هذه هى المسئولة عن تحفيز الإنسان لشراء وجبة ماك حتى فى عيد الفطر على الرغم من كثرة ما التهم فى رمضان, فما اشد حرص المطاعم على إظهار قطعة الجبن فى موادها الدعائية ! , و فى الختام فقطعة الجبن كعدد المتابعين عبر التويتر ..نعم فالعدد له شهوة مثل الاكل.
بينما اشار الإعلامى الخطير "وسام الكبير" الى دور الفراغ العاطفى و عدم القدرة على تحقيق الذات فى الحياة الحقيقية, لذلك يلجأ المغرد الى تحقيق نفسه فى عدد المتابعين.

و يأتى السؤال الآن مُلحِاً كيف يزداد عدد الفولورز بسرعة خلال وقت قصير ؟
هناك سمات عامة إن توفرت فى المغرد فسيزداد عنده عدد المتابعين بشكل مستمر و متزايد و هى: ناشط سياسى من بتوع الميديا- محلل إستراتيجى - سلفى متعصب - منافق و كلب سلطة - فنان مشهور - حساب ساخر - نجمة إغراء - التنطيط للمشاهير فى المنشنز  للحصول على الريتويت العجيب الذى يأتى بعدد الفولورز الرهيب - هاشتجات بهبل و كدهون - معتقل - مضرب عن الطعام- اخ لشهيد او معتقل او ان تكون الفنان تامر حسنى شخصياً.

و اشار الدكتور "داستبن هوفمان" المنسق العام لإئتلاف شباب الباحثين الى اهمية تقسيم المغردين الى رجال و سيدات للمقارنة الصحيحة بين اعداد المتابعين, و الجدير بالذكر ان هذا التقسيم عرضه لإتهامات عديدة منها: انه يستمع للشيخ صفوت حجازى او انه يريد حج سياحى مجانى من احد شخصيات حزب الحرية و العدالة, و لينفى هذه التهم عن نفسه بدأ توصيات الدراسة بالسيدات و البنات حتى يثبت للجميع انه بردعاوى متحرر #المجد_للبرادعى

اولاً السيدات و البنات:
1-لا بأس من افاتار مثير فكرياً يوحى بمدى إهتمامك بنفسك و بالحياة الاولى قبل إختراع الملابس, و هذا للتأمل بالتأكيد, و لمعرفة النفس الداخلية التى لا يعرفها الكثيرون.
2- تغيير الافاتار عنصر هام لمنع الملل عن المتابعين, و لجذب اكثر عدد, فكلما شعرتِ ان عداد المتابعين تراجع عن العد, غيرى الافاتر بأفاتر اكثر تأمل لمعرفة الذات.
3-تغريدادتك يجب ان يملأها الحنان قولاً و شعراً و موسيقى, فالجميع يحتاج للحنان.
4- حديثك عن حياتك الشخصية يجذب الكثيرين, فالجنس البشرى جنس حِشَرى بطبعه.
5- انشرى اخبار سياسية بجانب الافاتار المثير فكرياً لضمان كثرة الريتويت اكثر مما تحصل عليه "الشروق" بجلالة قدرها, فالأخبار منك سيكون لنشرها مذاق خاص.
6- الش و ضحك و دلع , فالمرأة المتفزلكة او "الذكية" فى بلاد اخرى لا يحبها معظم المغردين, تغار منها النساء و يكرهها الرجال.
7- إن كنت فتاة محجبة, فيجب ان تركزى فى الافاتار على وجهك و خاصة مكياج العين و لا مانع من الايلانر و الرموش الصينى, كما ان نشر الاحاديث و الآيات و الادعية سيجعلهم يقولون عنك متدينة, و الدين موضة هذا العصر.
8- إن لم تستطعِ لأى سبب من الاسباب الفيسيولوجية او السيكولوجية تنفيذ السبع خطوات السابقة فعليك بالشتيمة و القباحة و سلاطة اللسان, فالجنس البشرى جنس يحب الفضايح بطبعه.
9- ان اصابك اليأس فعليكى بالفولوباك و اشترى دماغك.

ثانياً الرجال و الشباب:
1-لتكن ناشط سياسى, و إن لم يرق لك هذا النشاط فى الحياة اليومية فيكفى ان تكون من نشطاء الكيبورد.
2-يجب ان تزعم انك تنزل كل المظاهرات و الإحتجاجات و الوقفات و المسيرات, مع مراعة نقل تغريدات النشطاء عن تغطية المظاهرات و الإشتباكات و لكن قم بتغير الاسلوب.
3-لضمان نجاح الإدعاء قم بإرسال التغريدات من هاتفك المحمول حتى ان كنت فوق السرير و ترقد على وسادتك المفضلة.
4-لا تقع فى خطأ التنطيط للفتاة فى المنشنز ببلاهة, فكما قالت نادية مصطفى "التُقل خير".
5-نحن فى زمن الفوتوشوب, إن استطعت ان تضع بعض رتوش على افاتارك كلون الشعر و البشرة و العيون , و يا حبذا العضلات فلا تتردد, هناك بنات يقُمن بالمتابعة من اجل الافاتار ايضا بس مش بيقولوا ع النت.
6-استمر فى قباحتك و طولة لسانك, و لا تجعل كلام البنات على الهاشتاجات فى كرههن للشتيمة يؤثر على شخصيتك المتمردة, إ ن البنات يتابعن الشبيحة جميعا بس مش بيقولوا على الهاشتاجات.
7- يجب ان ترضى بحقيقة ان العالم الحقيقى للرجال و العالم الإفتراضى للنساء, إنهن الاكثر فولورز.

كنتم مع ترجمة دراسة Twitter-Mania و هى "كيف تصبح مليونيرا بالفولورز؟"
عبث..عبث..عبث

Saturday 11 August 2012

اغلى 10 حروف فى العالم

يعتبر نفسه اوفر حظاً من زوجته التى تعمل فى التأمينات, فهو موظف بمكتب العمل, و بما انه ليس هناك الكثير من فرص العمل فمن الممكن ان يجلس فى مكتبه لأسبوع او اكثر بلا عمل فما اجمله من لا عمل و له أجر ! عادةً كان يستمتع بوقته فى مكتبه (الذى لا يوجد به غير مكتبه و شاشاة كمبيوتر و مروحة فى حالة جيدة) بسماع اغانى او مشاهدة أفلام, فالوقت طويل و الفراغ قاتل و لا يوجد الكثير من المواطنين فى مكتب العمل, لا بأس من تأتى زميلة بعد ان تطمئن على جمالها فى المرآة طبعاً, تشاكسه احياناً, تعطيه ساندويتش فول إن كانت راضية عنه فى هذا اليوم, او تشكو gه زوجها و عدم تقديره لجمالها الخارجى و الداخلى, لا شئ اكثر من الثرثرة, و لكن فى هذا اليوم تحولت الثرثرة الى نميمة , و لكن ليست معه بل عليه مع زميلة اخرى, فمازال وجهه شاحباً و مشغول البال , و فيما بيدو ان مرض طفلته الصغيرة قد زاد, و لم تجرؤ زميلته او اى احد فى المكتب من الإقتراب منه, فهو سريع الغضب و بلا سجائر فى نهار رمضان و هذه وحدها كارثة "ابعدو عنى دلوقتى, انا فى رمضان يعنى لا قهوة و لا سجاير, صدق اللى قال الدنيا سيجارة و كاس" فلا داعى لا سماع هذا الإنفعال المعتاد منه فالصمت افضل و النميمة احب, و بينما هو فى واديه لم يلتفت الى نميمة الزملاء او حتى الى إنقطاع التيار الكهربائى فى المكتب كل ساعة تقريباً, كل غضبه السابق تحول الى نظرات تائهة عليها سؤالاً واحداً فقط "إلى متى؟"
خرج من مكتب العمل حيث ال "لاعمل" و زج بنفسه فى ميكروباص يصُم الآذان بسماعات المقعد الخلفى التى لها وظيفة واحد, و هى ان تركُل  ركاب المقعد الخلفى لا تسمعهم شيئاً, و رغم كل هذا الإستفزاز الذى إعتاد الشِجار حوله مع السائق "يا اخى وطى الصوت شوية ودنى هتتخرم و جسمى بيتنفض من صوت الزفت اللى انت مشغله!!", و لكنه فى هذه المرة اوكل التأديب لمُسِن يجلس بجواره يرتل القرآن, حاول المسن ان يستغفر الله و يستعيذ به من شيطان الغضب إلا ان الزجاجة ذات السائل الاخضر الفسفورى الذى يلمع و يتراقص فى ضوء شمس العصارى متجهاً الى فم السائق الفاطر فى نهار رمضان, استفز المسن الناسك ايما إستفزاز و صاح فى السائق "إسفوخس على اللى رباك يا فاجر يا فاطر", و بعد تبادل السباب و العبارات النابية إضطر السائق لإيقاف السيارة و تنزيل الركاب و الإنفراد بالمسن الناسك الذى اسماه السائق "توت عنخ" نظراً لتقدمه فى العمر, و دبت فى الشارع المشاجرة الرمضانية الشهيرة التى تصطف لمشاهدتها ربات البيوت فى النوافذ, و استغل احد المارة هذا الموقف و تسلل الى الميكروباص و سرق لمبة صالون الميكروباص ! , لا اعلم بماذا سيستفيد من هذه اللمبة تحديداً ؟ و لكنى اعتقد انه مبدأ لمبة صالون فى اليد خير من فوانيس العربية, إستطاع اللص الرمضانى (الذى لا يفوت فريسة ) الفرار بسرقته الحمقاء مما زاد الطين بلة بين السائق و توت عنخ  "هتدفع تمانها ...هتدفع تمانها يا بوز الاخص", رغم كل هذا الجو المحبب الى نفس موظف مكتب اللا عمل إلا انه لم يتفاعل مع غيره من مركبات النقص فى المجتمع داخل هذه المشجارة التى قاد و اشترك فى اكثر و اضخم منها فى السابق, و اكتفى فقط بحق المشاهدة و لكن بلا إستمتاع, كغيره من المواطنين الشرفاء الذين شاهدوا و استمتعوا.
القاهرة عام 1936 م
استكمل مشواره الى منزله ماشياً فالتوفير ضرورة من اجل علاج الطفلة التى ذهب بها الى جميع نواب المستشفيات الحكومية فى منطقته, و اخذت جميع المضادات الحيوية, و لا نتيجة, الاحمرار و الورم فى جلد بطنها الرقيق النحيف كما هو.
 اليوم العاشر من الشهر و لم يبق فى جيبه سوى 250 جنيه, فالمضادات الحيوية التى اخذتها الصغيرة "توتا" إلتهمت راتبه الشهرى قبل ان يبدأ, و لكنه صبر نفسه ان مرتب زوجته مازال قيد الخدمة لم ينقص منه شئ.
و بعد وصلة المشى المطولة التى ارغمته الظروف عليها, وصل الى العقار حيث يسكن, و صعد السبعة طوابق كاملة فالكهرباء منقطعة عن العقار و الشارع بأكمله, دخل شقته على صوت مدفع الإفطار , وجد زوجته فى إنتظاره على المائدة و لكنه لم ير اى صنف من اصناف الطعام على المائدة, فأخذ شربةً من الماء و نظر الى المائدة جيداً فوجد عليها علبة فول فقط "فين الاكل؟", و بعد ان إنتهت زوجته من الدعاء "يا رب اشفى توتا يا رب" اجابته: "اهوه...ده فول فاخر مش اى كلام"
-"اومال فين الفراخ البانيه اللى كنتى عاملاها امبارح؟ مالحقيتش تخلص يعنى"
-"سيبتها للبنت, معلش نستحمل شوية هى بتاخد مضادات حيوية."
-"هى فين توتا؟"
-"نايمة حبيبتى مهدودة من العلاج."
-"ده انا اللى مهدود انا لحد دلوقتى صارف 1000 جنيه مضادات حيوية و حقن, انا مش فاضل معايا غير 250 جنيه."
فرجعت زوجته فى مقعدها الى الوراء و تغير لون وجهها فى ثانية, فسألها "مالك؟"
-"اصلى حجزت لتوتا النهار ده عند دكتور استاذ كبير كشفه ب 150 جنيه."
-"خلاص ادفعى من مرتبك."
-"مش فاضل فيه إلا 50 جنيه."
فانفعل عليها قائلا "بردو اديتى فلوس لأمك!!"
-"و فيها ايه لما ادى فلوس لماما؟ انت ما بتحبش حماتك دى حاجة و انى اساعد ماما دى حاجة تانية, لأ دفعت المرتب على الفلوس اللى محوشينها مصاريف لمدرسة توتا."
-"بردو المدرسة اللغات؟ مالها التجريبة؟ ده انا و انتى تعليمنا اميرى."
-"يمكن تبقى احسن مننا."
-"و مادام انا مش عجبك كده اتجوزتينى ليه يا ست هانم؟ و لا البضاعة ماجابتش زبون احسن منى؟"
-"الله يكرم اصلك."
و قامت الزوجة و تركته على المائدة نادماً عما قال محاولاً إيجاد اى عذر لنفسه "هى اللى استفزتنى...على طول ماشية بدماغها....اصلى تعبان من العيشة و المصاريف فطبيعى خلقى يضيق....ايوااااااااااا هى ما دام سيرة حماتى جت فى الموضوع لازم القعدة تقلب بنكد, انا ايه اللى خلانى اتسحب من لسانى و اجيب سيرتها بس, انا اللى استاهل !!"
و فى الشارع تسير الاسرة بالطفلة الجميلة الهزيلة, و اخذ الزوج فى إبداء الإهتمام بزوجته محاولاً مصالحتها, يأخذها تحت ذراعه اثناء عبور الشارع, يرتب مقدمة شعرها بيده لتستقيم تحت حجابها, محاولات ناجحة اتت بإبتسامة رقيقة هادئة على وجه شريكة حياته و إن كانت لا تخلو من عتاب, فكانت تقول لنفسها "معلش ما انا اللى حسسته بنقصه انه مش قادر يصرف علينا كويس, بس و الله ما كان قصدى", وقفت الاسرة الصغيرة الطيبة فى إنتظار ميكروباص و عندما جاء ميكروباص من فئة الترامكو صاحت الصغيرة "بلاش يا بابا الميكروباص ده, كله حديد كده و بيترجرج و انا جسمى واجعنى."
و عندما جاء الاوتوبيس الممتلئ على اخره و مازال يحشر الراكبين حشراً, نظرت الزوجة نظرة فهمها هو سريعاً معناها "ابوس إيدك الاوتوبيس لأ", فقالت الزوجة "مفيش غير المترو"
-"انا اخر مرة ركبت مترو كانت من 4 سنين."
-"لا انا كل يوم بدخل المحطة اللى جنب الشغل اتكيف شوية لما النور يتقطع, اصل يا حبيبى المترو ده الحاجة الوحيدة فى مصر اللى النور مش بيقطع فيها."
القاهرة فى الأربعينات
و ركبت الزوجة و طفلتها عربة السيدات و ركب الزوج عربة اخرى, و بعد اول محطة اصبحت محطة المترو عبارة عن صالة للصياح و كأنها حفلة لعبدة الشيطان, ظلام و صراخ نساء و بكاء اطفال, و حركة و عنفوان رجال يحاولون كسر الابواب للخروج من هذا النفق المظلم, فإنقطاع الكهرباء وصل اخيراً لمترو الانفاق ! و خرجت الزوجة و مشت فى النفق مع باقى المشاة و هى تحاول تهدئة توتا التى تصرخ الماً من بطنها و خوفاً من الظلام و الصراخ المحيط, حتى تمكنت الزوجة من الخروج من المحطة و وقفت قليلا تبحث عن زوجها بين الجموع الغاضبة حتى رأته من بعيد فهرولت له , و اجتمعت الاسرة من جديد, و بدون اى كلام اشار الزوج لسيارة اجرة و ركبوا جميعاً فى التاكسى.
"50 جنيه يا برنس" قالها سائق التاكسى و من بعدها جلجلت شهقة ام توتا فى الشارع, و بالطبع علل السائق هذه الاجرة لشُح البنزين و الزحام و مصاريف التاكسى الابيض.......إلخ من تبريرات, فلم يجد الزوج بُداً إلا الدفع.
و صلوا إلى العيادة و دفع الزوج ثمن الكشف ليبقى فى جيبه 50 جنيه فقط, و كان يستعجب و هو بإنتظار الدخول للطبيب من إمتلاء العيادة على اخرها بالمرضى و المعظم "شكلهم تعبانين زينا مش اعنيا يعنى", جاء الدور فى الدخول الى الطبيب الاستاذ , و اطلعته الام على تشخيصات الاطباء السابقين, و لم ينطق الطبيب بكلمة و بعد إنتهاء كشفه على الطفلة الذى لم يتجاوز الدقيقة, كتب لها على مرهم و كما قال "الصيدلية اللى فى مدخل العمارة هنا بتحضره, و يا ريت ما تودوش البنت تانى مستشفيات حكومة" , غضب الزوج من حديث الطبيب و قال محدثاً نفسه "طبعاً عشان نيجى ندفع المعلوم عند امثالك, ناس مستغلة صحيح", و حاول الزوج ان يلتقط او يستطيع فراءة اسم المرهم فقال له الطبيب "لو بتعد الحروف هما 10 حروف, و الاسم الصيدلى عرفه, 3 مرات فى اليوم يا مدام لحد ما الورم يروح...بالشفا ان شاء الله."
و قبل دخول الاسرة الصيدلية, دست الزوجة ال50 جنيه المتبقية من راتبها فى يد زوجها الخائف من ثمن العلاج هذه المرة "كشفه 150 جنيه علاجه هيبقى بكام؟ , دى الحكومة دفعتنى الشئ الفولانى ده هيدفعنى كام؟؟؟..استر يا رب."
اعطى الزوج اسم المرهم للصيدلى الذى جاء به فى الحال, و وقف الرجل مثلج الاطراف يسأل "بكام؟"
-"200 جنيه بس."
و كما تعلمون ليس فى الجيب سوى 100 فقط , فقال الرجل متحرجاً "طب هو مفيش انبوبة اصغر شوية؟"
-"اصغر ايه مفيش اصغر من كده."
فأخرج الرجل ال 100 جنيه التى بقيت معه و وضعها امام الصيدلى فى منتهى الخجل, فأجابه الصيدلى: "مفيش فكة؟"
-"فكة؟"
-"ايوا انا عايز 2 جنيه بس يعنى مش لازم خمسينات, و لو مش مع حضرتك فكة خلاص مش مهم"
-"2 جنيه؟ انت مش قولت 200 جنيه؟"
-"لا يا فندم انا قولت 2 بس الظاهر ان حضرتك سمعت غلط."
فدبت السعادة فى الرجل من جديد و قال: "معلش اصلى واخد على تمن المضادات الحيوية اللى كنت بجيبها للبنت قبل ما اجى للدكتور الطيب ده."
-"مضادات حيوية؟؟ ليه دى البنت عندها حساسية جلدية بسيطة و إلتهاب هيهدا و يروح بالمرهم ده فى يومين ان شاء الله, كل سنة و انتم طيبين, رمضان كريم"

Friday 10 August 2012

Inspirational Beauty

   One day, the little kid asked her father to do a plastic surgery in her nose, and the father told her to wait for her 18th to do such a surgery, she lived her life on that hope, she summarized her life in a title of "better nose I will have"also, she stopped her life till the age of 18, everything was hanged up on the 18.
I have an old injury above my right eye brow, & I trust it is inspirational
At 17, her dad passed away and she spent all the family`s money & heritage to pay for her father`s debts, and at 18 she became the saddest girl on Earth even though she was a real beautiful woman, but every time she looks in her mirror, she sees her little big nose only.
She continued her life on the hope of new slim nose, and when a man proposed her for marriage, she accepted and asked him to give her money to do her dreaming surgery, instead of a wedding ring, it was just a strange ask on the man`s ears, then he canceled his marriage proposal leaving this message for her:


"You had the best face I have never seen before I met you, your nose that may the idiots think that it is little bigger than your face feature, inspired me to write my winning story about the inspirational beauty of a woman dose not care about every detail in her face & took the responsibility of her family after their breadwinner passed away, forgive me, my ex-queen, I thought that u had this inspirational beauty"

Thursday 9 August 2012

فنان تشكيلى و اشكى لك


اللوحة الاولى : و هكذا يحكى حسام عن نفسه...
"اليوم هى لست معى, انها ليست بجانبى كالعادة, حتى قهوتى فاترة بلا عبير ليس فقط عبير نكهة خلطتها المميزة فى البن, و انما عبير صحبتها و عبير اسمها, اعلنها لك اليوم يا عبير و قد فرق بينى و بينك إندفاعى و تهورى, خلافاتنا الزوجية حولتها انا الى خدوش ثم كسور فى جدار قلبك الشفاف كزجاج خالص, انت لست امامى الآن و ابوح بسرى على اوراقى محاولة منى ان اخرج من نفسى التى عشت العمر الطويل احبها اكثر من اى شئ, كان جدى يقول لى دائما ان الحاسد يضر نفسه اكثر من الشخص الذى يحسده, و اليوم اكملها لك يا جدى حتى بعد رحيلك: الانانى ايضا يضر نفسه كثيراً و انا انانى بل و متعجرف ايضاً ! لم اتحمل صدمة انفصالنا و عدم رغبة عبير ان تعود لى من جديد او كما قالت "ارجع للسجن تانى؟" فلم اترك احداً اعرفه او لا اعرفه و اسأت الى سمعتها كإنسانة لا تعاشر, و فى لحظة وجدت نفسى و انا افترى عليها كل ما قلته, وجدت نفسى اتحدث عن نفسى انا ! فأنا الانانى قاسى القلب الذى لم يعبأ يوما بمشاعرها وانا هو ذلك الرجل الذى لم يلتفت يوما اليك يا عبير: بما تفكرين؟ بماذا تشعرين؟ هل تؤلمك رغبتى فى تأخير الإنجاب؟ هل تحتاجين الى نزهة فى عطلة نهاية الاسبوع التى اقضيها كلها بلا ان تنقص ساعة واحدة بجوار قبر جدى ؟ ربما لم اخبرك الكثير عن طفولتى التى افتقدت الحنان و اغرقها جدى بالتدليل فأصبحت انا هذا المسخ الإنسانى الانانى المغرور الفاقد للحنان, و دائماً اعيش وراء قناع ليس وجهى."

اللوحة الثانية: خارج نطاق الخدمة...
"كيف كنت انام و احلم و انا رجل قاسى القلب؟ كيف كنت اكذب بهذا الشكل لأخفى عيوبى قبل اخطائى؟, اخبرنى جدى (رحمة الله عليه) ان من يكذب لا يستطيع ان ينام, فالشر و النوم لا يجتمعان, و لكنى يا جدى على عكس ما كنت تقول تماما, فبعدما جربت الصدق فى هذه الآيام انا الآن لا انام, انا دائم التفكير و الإنشغال بالماضى و ليس المستقبل, تذكرت يوم زفافى و موقف امى من رفضها الحضور إذا حضر ابى, و كيف حضرت مرغمة (بعد ان هددتها بالقطيعة)  مع زوجها و اولادها , و رفضت حتى ان تسلم على عبير لصلة قرابتها بأبى, اما ابى فليته ما كان حضر ! لقد جاء من امريكا برفقة صديقته الامريكية فقط ليمر امام طاولة امى و عائلتها الجديدة و يرفع اصبعه الوسطى فى وجه امى و زوجها, ربما كان لأمى سببا واهيا لكى لا تسلم على عروسى, بينما تاهت من أبى الاسباب, أبى الذى لم يلتقط معى صورة واحدة و اكتفى بإلتقاط صور تذكارية لصديقته الامريكية مع الراقصة .
فى طفولتى و شبابى كنت الوحيد بين اصدقائى الذى لم يذهب بخياله معهم متخيلا اسما لابنه او لبنته, كنت اتخيل نفسى فقط جد ! ارجعت ذلك  الخيال الجميل لحبى الحقيقى لجدى, و لكن فى الواقع الغائب فى الماضى و الحاضر الآن, انه كان امرا طبيعيا انا ارى نفسى جد لأنى لم اعرف للآباء توصيفا عملياً, لم اعرف كيف هو الزوج؟ علاقتى بالمودة و الرحمة هى آية قرآنية تتحدث عن صفة الزواج الجميلة, حقاً فقدت الكثير لذلك اعطيت زوجتى القليل.
حثنى جدى كثيرا ان احاول ان اكتب اى شئ, فقد كان (رحمة الله عليه) كاتباً و قصاصاً بارعاً و ثرياً ايضاً , ترك لى حناناً و اموالاً و شهرة, فآفة مجتمعنا ان الفنان التشكيلى لا يُعترف به إلا بعد بلوغه الستين, و لكن بفضل شهرة جدى كنت مشهوراً  فى الثلاثين, و لكنى الآن اغلقت هاتفى و تلفازى, و تفرغت للجلوس فى مرسمى ارى لوحات الماضى و اكتبها بتجربة الحاضر, تجربة الصدق و الوحدة, فياليتنى كنت صادقا مع الناس ! جاء الصدق ليقدمنى فريسة للوحدة."

اللوحة الثالثة: للحزن نظرة سعيدة...
"انا لا اعرف ان اكون زوجاً او أباً, اعرف فقط ان اكون جداً, فأنا الآن جد بلا احفاد, و بالطبع ليس لى ابناء ليسألوا على, فكانت دار المسنين هى المأوى...نعم انا الآن نزيل فى إحدى دور المسنين, تنكرت فى لوحاتى للدخول الى هنا, كذبت بعد ان قررت الصدق, اخبرت مديرة الدار ان معرضى القادم سيكون مجموعة لوحات عن حياة كبار السن, فلن ازعج النزلاء...فقط سأجلس فى شرفة غرفتى و ارصد حياتهم و سأرسم فى صمت.
مر اسبوعا كاملا و انا لا احاول رسم اى شئ, بل التقط صور لأحد النزلاء يشبه جدى, و الغريب فى هذا الرجل انه دائما سعيدا راضيا و هذا نادر للآسف بين نزلاء الدار, فالمعظم مريض و الباقى حزين , أأذهب لأتحدث اليه؟ نعم سأنتظر السابعة صباحا لأقتبس من سعادته اثراً يحيى ما بداخلى من شباب تائه.
ما هذه الضوضاء و تلك الانوار التى ملأت الدار فى الرابعة فجراً؟ انا لا اصدق ما ارى؟ ان العجوز السعيد يحزم امتعته و معه شاب جاء ليأخذه, و لكن الرابعة فجرا!! يجب ان اذهب إليه فاللقاء ربما لن يتكرر
-"هو حضرتك ماشى؟"
-"ايوا يا فنان, بس كان نفسى اشوف لك اى رسمة قبل ما امشى."
-"حضرتك ممكن تدينى رقم تليفونك اكلمك تيجى تحضر المعرض."
-"للآسف انا مش راجع مصر تانى, مسافر مع ابنى المانيا."
-"طب ممكن سؤال, هو الاب و الزوج الكويس بيبقى ازاى؟"
فدخل العجوز الى غرفته و اخرج خمسة مجلدات لحسام و قال : "طول عمرى بكتب مذكراتى و انا مش عارف ليه؟, اديتها مرة لإبنى عشان يستفيد من اخطائى و تجاربى, مارضيش قال لى ما انا عيشتاها معاك كلها, دلوقتى بس عرفت ان اللى كنت بعمله كان لى قيمة, دى ليك, اقراها هتعرف كل حاجة."

اللوحة الرابعة: إن نفعت الذكرى...
"ما اعظمه من زوج و أب ! اغرمت به هيلجا الالمانية التى كانت تحلم بالزواج من عربى او اسبانى, ذكر المهندس شوقى فى مذكراته ان زوجته الالمانية كانت تعانى من التقكك الاسرى فى مجتمعها الغربى, وبحكم عملها كممرضة فى مستشفى حكومى رأت الكثير من كبار السن يتألمون عند ترك المشفى حتى سألت احدهم مرة لماذا هو حزين رغم الشفاء؟ فأجابها الإجابة التى اخرجتها من شبابها و وضعتها فى نهاية عمرها للحظات: من الصعب ان يعيش مسن عربى او اسبانى بمفرده, جميعهم بحب عائلاتهم يعيشون, انما نحن فى اوروبا لم نحقق سوى الوحدة الإقتصادية فقط ! و رغم كل الحب الذى منحه شوقى لإبنه إلا انه عاش وحيدا ايضا بعد وفاة هيلجا, و لكنه كما قال: اخترت لنفسى مصير الوحدة من اجل ابنى و احفادى, فابنى الآن اصبح اباً يريد لأولاده افضل مستوى مادى, افضل تعليم, الافضل فى كل شئ, لذلك ترك الهندسة و امتهن الطيران من اجل راتب اكبر و حياة افضل لأولاده, كان يجب ان اشجعه, و لكنى اتعجب, هل قصرت تجاهه فى شئ؟ لماذا تخلى عن وجوده بجوارى بهذه السهولة؟ و الأهم كيف استطاع ان يبعد عن اولاده كل هذه الفترات الطويلة؟ ليست الماديات وحدها كافية يا بنى لتربية الابناء, و لكنى على امل فى ان يعود.
نعم..عاد ابنه بعد ان قرر ان يستقر فى شركة طيران محلى بالمانيا و جاء و اخذ والده معه هناك, و فتحت له ابواب الدار فى الرابعة فجرا بعدما قال لمديرة الدار "مقدرش ابقى فى مصر دقيقة من غير بابا" .
كم احب هذا الرجل الذى اسعد كل من حوله , كان دائما يرى ما يسعد الآخرين ليفعله فقال فى مذكراته: لو اسعدت من حولك فسوف تسعد, الناس كأى مادة طبيعية خلقها الله, فكما درسنا فى الفيزياء ان الجزيئات تتحرك من الموضع الاعلى ضغطاً الى الموضع الاقل ضغطاً, فأنا جربت هذا المنطق مع زوجتى و ابنى حتى وصلنا الى الإستقرار, و لا بأس من التنازل احياناً, فالضغط الذى تشعر به عندما تتنازل هو اقل بكثير من الضغط الذى يولد إنفجار الآخرين و تبعاته من طاقة سلبية و مشاكل و إحباطات ان لم تتنازل قليلا من اجل اشخاص تحبهم.
لو كنت قرأت من قبل هذا الكلام الطيب, لكانت حياتى اختلفت تماماً, و لو كان ابى و امى على علم بهذا ايضاً, ما كان كل هذا العداء حدث, اعتقد ان جدى كان لديه شئ من تلك الحكمة و لكنه لم يقصها علينا, رغم انه كان اديباً...نعم فالذكرى تنفع كل النفع !"

اللوحة الخامسة: يحسبوه ازاى عليا؟
"هذا عنوان اخر لوحة, و اجملهم على الإطلاق, فبعد ان قررت ان اقرأ كتابات جدى لعلى اجد فيها ما اريد من دروس الحياة, وجدت فى إحدى رواياته إهداء الى احد اصدقاء المدرسة: الى صديقى الحبيب الخالد فى ذاكرتى "رفعت عبد الجواد" رغم تقطع اسباب التواصل بيننا الا ان ما عشناه من آيام عبث الطفولة و المراهقة مازال يثير ضحكاتى و احياناً دموعى على فقدان صديق مثلك...الله يسعد اوقاتك و يمسيك بالخير.
اتصلت بدليل التليفونات و سألت عن هاتف باسم رفعت عبد الجواد, و بالفعل وجدت له على رقم هاتف, لترد على اجمل صُدفة حياة و صدفة قلب, انها صدفة رفعت عبد الجواد سيدة قلبى منذ تلك اللحظة و حتى لحظات قادمة, لها نفس ظروفى من انفصال سابق و رغبة فى تجديد الحياة و الحب الحقيقى, و الاهم الصراحة و المصالحة.
لم يكن فى نيتى او حتى فى خيالى ان اجد سيدة احلامى صدفة و انا اسأل عن صديق قديم لجدى رغبة فى احياء ذكرى جدى الحبيب, و لكن منذ ان حدثتها و طلبت رؤيتها و انا اعتبر هذا اليوم هو يوم ميلادى فما مضى من العمر لا يُحسب ابدا, فتعلمت ان العمر يبدأ بلحظة الصدق و الإخلاص, و بعد زواجى من صدفة قلبى تمنيت ان اجد لى ابناً فى اليوم التالى لزواجنا, ليس كالسابق كنت اجبر عبير على تأخير الإنجاب لأسباب واهية كنستمتع بحياتنا, انا غير مستعد للأبوة الآن, ففى هذا اليوم علمت ان عقدة إنفصال ابى و امى قد ذابت فى بحر العسل مع صدفة التى أتت للحياة صدفة بعد ان جاوز والدها الخمسين.

لا بأس ان تأتى المقدمة فى الختام
"الى ابنى الغالى المنتظر, و الى كل انسان, لا تبخل بتجربتك على الآخرين, اكتب خطاياك و رغباتك و انفعالاتك فسيأتى يوما ينتفع بها قريب او بعيد, و هذا هو الميراث الإنسانى للرقى و التعلُم.
كتابى الاول و الذى لن يكون الأخير بإذن الله تعالى, هو" فنان تشكيلى و اشكى لك", لأنك عزيزى القارئ ستجد فى الصفحة اليمنى صورة للوحة من لوحاتى و هكذا انا تشكيلى, و فى الصفحة اليسرى ستجد ملخص التجربة التى اخرجت هذه اللوحة و هكذا انا اشكى لك, فربما تأتى الاحزان لتخرج اجمل ما فينا من إنسان."