Saturday 27 April 2013

الخروج عن المعبد


قالتها أجاثا كريستى, و اتخذها هو عنواناً لحياته : "إذا عجزت النفس لجأت إلى الخرافة", و قد شمل هذا الدستور عمله أيضاً, فقد كان يسلط الضوء من خلال عمله كصحفى على الخرافات التى يقدسها الناس, ليس فقط كقراءة الفنجان أو الكف, و لكن الدين أيضاً, فقد كان يعتبر أن الدين هو أكبر خرافة صنعها الإنسان لسيطر على ضعاف النفوس , حربه للخرافه أكسبته شهرة واسعة و إهتمام إعلامى كبير, محلى و دولى , فهو صاحب فكر و قضية , يكذب الخرافة بالمنطق و الأدلة و القرائن, و كان دائماُ يلقى اللوم على كل من حكم العالم بفكر سياسى أساسه عقيدة دينية, فالدول الدينية هدفها التخريب و الدمار, لإنها دول قائمة على الخرافة و الخرافة هى هاوية العقل, و بالطبع لم ير نفسه ضعيفاً قط حتى جاء ذلك اليوم.
الحقيبة السوداء التى تحتوى على أهم ملفات عمله و حملاته الصحفية, بالإضافة إلى اللاب توب الخاص الذى يدون عليه جميع أفكاره و مقالاته, غير موجودة بالمنزل, و العجيب أن كاميرا المراقبة بالمنزل لم تسجل أى مشهد لسرقة الحقيبة, كانت الحقيبة لا تحتوى فقط على أوراق عمل نزيهة, و لكن كانت تحتوى على أعز ما يملك المجرم من "ذلل" لكل الضحايا الذين يبتزهم للسكوت عنهم صحفياً و إعلامياً, فقد وقع فى ورطة كبيرة, فإن أبلغ الشرطة سوف يتسرب الخبر لكل من له ذلة داخل الشنطة و هذا يعنى سقوطه فى يد خصومه, و ما زاده تأكد أن الحقيبة لم يسرقها أحد, أنه مازال يتقاضى المال بشكل منتظم من أصحاب الذلل المفقودة مقابل سكوته على الأدلة الفاضحة, فالحقيبة لم تقع فى يد أحد, الأمر خرج عن سيطرة عقله فى هذه المرة, أين الحقيبة؟ ظل فى قلق و حيرة, حتى أن وصل إلى شئ من المنطق يريح به عقله, فلابد أنه نسيها فى مكان ما, و لكن كيف و هو لا يخرج بها من المنزل ؟ الأسئلة زادت حتى ضعفت النفس التى طالما أوهم نفسه بقوتها المطلقة, مر شهر فى قلق, لا نوم و لا تركيز فى يقظة حتى قرر أن يدق باب "حجازى".
جلس الرجلان على الطاولة المستطيلة, على وجه أحدهما سعادة عدم التصديق لما هو فيه الآن, و على وجه الآخر تعاسة عدم التصديق لما هو فيه الآن, الصحفى فى زيارة عمل عند المنوم المغناطيسى الذى طالما حاربه فى أكل عيشه و وصفه بأنه تاجر لخارفة الناس لها عابدون, جرى الإتفاق على تنويم الصحفى مغناطيسياً لكى يعود بالذاكرة إلى المكان الذى فقد فيه حقيبة الأسرار, و بدأ المنونم "حجازى" فى عملية الإسترخاء, و بدأ فى التسجيل للصحفى, و بدأ الصحفى فعلاً بالعودة إلى الماضى و لكن فى كل ما عاد إليه من الماضى القريب, لم يفصح بشئ واحد عن مكان الحقيبة غير أنها فى شقته, و أن ما فيها هو سبب سعده فى هذه الدنيا و فقدانها يساوى نهايته, فطلب منه حجازى أن يعود بالذاكرة أكثر, لعله يأتى بخبر عن الحقيبة حتى عاد..عاد..عاد.

"وفيها إيه لما اكدب ع الناس؟ ما تجار الدين بيكدبو عليهم و هما فرحانيين بالكدبة, أنا عارف إن فى دين و فى رب, بس الإيمان بيه معناه إنى هاتحرم من حرية العمل, أنا عايز أعمل كل حاجة تيجى على بالى, مش عايز حساب, القرآن نفسه إتكلم عن الكفر من غير سبب, بس إحنا عايشين فى زمن ربنا كرمنا فيه بتجار الدين عشان نعلق عليهم شماعة حب الدنيا و الحرية, أنا بنفر من الدين عشان هما كرهونى فيه, بيطبقوه غلط يبقى هما السبب, كلام جميل, بس الحقيقة إن أنا مختلف..مختلف ..مختلف...أنا ....."

- حجازى: إرجع للماضى اكتر.

"أين رفاقى؟ كيف يرضون على أنفسهم الحياة فى هذا المجتمع الكافر؟ كيف يكذبون رسالة الصليب المباركة؟ لقد تركنى الجميع بسبب الصليب الذى لن أتركه ابداً, فرسالة محبة عيسى هى وسيلتى فى دنيا الظلام التى ستصل بى إلى شاطئ النور بجوار المسيح بن العذراء المقدسة, لقد خرجت عن معبد شهوات الأصدقاء و سأمكث هنا فى كهفى أعبد ربى, خرجت عن معبد الكفر إلى معبد الإيمان, فأنا اختلف عنهم..أختلف...أنا...."

و قد تحول وجه المنوم المغناطيسى إلى وجه عالم أثرى وجد شيئاً ثميناُ بعد بحث طويل
- ارجع كمان..كمان...قد ما تقدر إرجع

"لن انتظر أن يساندنى أحد فيما أصبو إليه, فآتون كما يبعث فينا الحياة كل صباح سيبعث فى بدنى القوة و فى عقلى النباهة, سأترك لهم معبد آمون, و سأذهب إلى معبدى أنا و زوجتى, كم تمنيت أن يحمل ابنى إرث عبادة آتون, الإله القوى الواحد, و لكن للآسف أفكاره كفلاحين منف, لم يعرفوا فى الحياة سوى آمون, لن يتحرك ذهنهم تجاه فكرى, التوحيد ...العقيدة...النور, هل أنا مختلف؟"

فاق الصحفى من النوم, ثم سأل حجازى: "انا نمت قد إيه؟ انت مالك متنح لى كده ليه؟ لاقيت الشنطة؟ ما تنطق."
- حجازى: "إخناتون..إخناتون."
-"انت شكلك انت اللى نمت."

ثم قام حجازى بإسماع الصحفى التسجيل, و عندما سمع الجزء الأول الذى يشرح فيه حقيقة إلحاده صاح" ده كدب ..كدب..كدب", أما عندما سمع دفاعه عن عقيدته المسيحية قال: "أنا فعلاً من أصول مسيحية بس ده تخريف..تخريف", وكانت الصدمة عندما علم انه كان"إخناتون" فى عصر الفراعنة, "مش ممكن هو أنا كام واحد."
- حجازى: "انت كلهم, فى منوم مغناطيسى عالمى قدر يوصل بأحد الحالات لأصله القديم و العصر اللى كان عايش فيه فى زمن فات, و أكد انه من سكان قارة أطلنطا المفقودة. الراجل ما نالش شهرة لأن أطلنطا مالهاش وجود ففى ناس ما صدقتوش, أما أنا فهاخد الشهرة دى لأن مصر موجودة و معبد آتون موجود, و انت إخناتون."

أصبح الصحفى  على حافة الجنون, فكل ما فى التسجيل حقيقى, حتى روايته عن فكره الإلحادى هى فعلاً وجهة نظره, أصله المسيحى كل شئ حقيقى, فحتماً انه كان إخناتون فى يوم من الآيام, و أن هناك الكثير من الأشياء ليست خرافات كما كان يعتقد, و لكن كيف يترك للمنوم إعترافاته التى ستوقع به فى بئر من الهلاك, إلحاده السافر, الحقيبة التى ذكر أنها مفقودة و الفضائح التى بها, كل شئ خطير, و هذا المنوم المجنون الذى يريد الشهرة بأى ثمن, و بسرعة خاطفة أخذ الصحفى سى دى التسجيل, و لكن حجازى أمسك به, و تصارعا حتى كاد الصحفى أن يموت بين يدى, فإنها فرصة عمره فى المجد و التاريخ, و فجأة تركه حجازى و أعطى له السى دى , و بالرغم من أن الفرصة سنحت للصحفى أن يهرب بسهولة, إلا أن ما بمهنته من فضول جعله يسأل حجازى "إيه اللى غيرك فجأة؟"
-"الجنى اللى مخاويه طلب منى اسيبك و إلا هيحرقنى."
-"هتقولى إخناتون بقى و لعنة الفراعنة, مش كده؟"
-"لا, الجنى قال انك بتخدمهم من غير مقابل, اما انا بخدمهم و هما بيخدمونى, انت بتخدم مصالحهم اكتر منى, لازم انا و هما نعمل لك اللى انت عايزه."

Tuesday 16 April 2013

إعدام حشرة

كلما صارحها بأنه يعشق الجريمة, كانت تنظر إليه أحياناً فى تعجب و أحياناً آخرى فى نفور, و فى الحالتين كان لسانها ينطقها "اللهم احفظنا", هكذا حدث زوجته, هومحامى شاب من عائلة قانونية عريقة رفض الإلتحاق بالعمل النيابى لعشقه للمحامة, منّ الله عليه بنعم كثيرة, نجاح عملى, عائلة كريمة و زوجة جميلة أحبها من النظرة الأولى, و لكن رفضها والده فى البداية ليس لعيب فيها و لكن لقلق من أهلها, فبرغم أنها خريجة الجامعة الأمريكية و من أسرة ثرية جداً, إلا أن والدها انتقل من العدم إلى الثراء, و العدم شمل كل شئ, مكان الولادة قرية معدومة المرافق, أب لا يستطيع أن يكتب اسمه, أم هجرت القرية و لا يعلم غيبها إلا الله, و بالرغم من هذه الظروف الغير آدمية أصبح هذا الرجل ثرياً جداً, و حتى إن جاء الثراء من طرق مشروعة و هذا هامش ضئيل من الإحتمال, فإن العرق دساس, و من انتقل من العدم إلى الوجود لا يستطيع أن يحيى كإنسان, فلديه من مضادات الآدمية ما تحول إلى جينات وراثية أو ترباوية هى إرثاً له و لذريته و إن تخرجوا من أرقى الجامعات فهناك شئ مهم غائب عنهم, فلديهم المتعة الغير مشروطة بمسموح أو بتقليد, هى الغاية.
ألقى المحامى كلام والده فى بحر الإسكندرية, و اتهمه و إن لم يعلنها له جهراً, أنه طبقى متأثراً بزمن الملوك الذى شهد مجد عائلته فى القضاء , و صمم و تزوج من أرداها قلبه.
و بعد ثمانية أشهر من الزواج, سافر المحامى إلى الأقصر للترافع فى قضية فتنة طائفية شغلت الرأى العام, أخبر عروسه أنه سيغيب أسبوع, فاتصلت به بعد يومين من سفره و طلبت منه أن تذهب هذا الأسبوع لأهلها فى القاهرة, لم يعترض و هى لم تنتظر, فسافرت على الفور, ليس لحنين لعائلتها, بل لأن زوجة "المنجد" ستعود إلى المنزل فى اليوم التالى و أمامها يوم واحد فقط لتخوض التجربة المثيرة معه, فبالرغم من بلوغها الخامسة و العشرين إلا أنها مازالت تمارس هوايات و مهارات عديدة اكتسبتها من فترة المراهقة, فمازالت تذهب إلى أى بيت مع أى شخص توصلت له من معاكسة تليفونية كانت هى بطلتها او هو, و فى هذه المرة ستذهب إلى "منجد" شقته خالية من زوجته لمدة يومين, فالتجربة مثيرة و لم تعشها من قبل.
ذهبت له و أعجبها منظره المختلف عن مظهر زوجها الأنيق أو من حولها من رجال, و بدأت معه الحديث و عندما علمت منه أن زوجته فى البلد لزيارة أهلها, ضحكاتها الرقيعة لم تتوقف "انت بتصدق الكلام ده بردو ! أكيد بتعمل زى ما انا بعمل و انت بتعمل, تلاقيها نايمة فى أى حتة."

حاول زوجها مراراً و تكراراً الإتصال بها, و لكن فى كل مرة هاتفها غير متاح, و اهلها لا يعلمون عنها شيئاً, فليس عندهم خبر من الأصل أنها ستأتى لرؤيتهم, و على الفور اتصل بأخيه وكيل النيابة حتى يقوم بالتحريات اللازمة فلم يستطع أن ينتظر مرور 24 ساعة على إختفائها, و بتتبع هاتفها المحمول وجدوا أن اخر مكالمة أجريت من إحدى ضواحى الجيزة, أما الهاتف نفسه فتحدد مكانه على الطريق الصحراوى بين الجيزة و بنى سويف, و تم العثور على الهاتف و الجثة شبه عارية فى "شوال" به بقايا قطن, جروح الرقبة تدل على الوفاة بسبب الخنق, و لهول ما علم وكيل النيابة تحفظ على نقل الجثة إلى الطب الشرعى, و ذهب إلى صاحب الجريمة الغير محبوكة بالمرة, فمن يقتل قتيل و يدفن معه هاتفه المحمول دون حتى أن ينتزع منه شريحة الخط, لابد أن يكون متأخرعقلياً, ليس من الصعب العثور على عنوانه, و ليس من الصعب أبداً ان ينهار و يعترف بأنه قتلها بمجرد أن نطقت بسيرة زوجته الفاضلة على لسانها, وضعها فى شوال فى دكانه ثم ألقها مساءاً فى الصحراء, أما المحامى الذى كان يتمنى إعدام القاتل من قبل لحظات من معرفة الحقيقة, فقد تحفظ على إختفاء زوجته و سجل القضية ضدد مجهول, و تذكر كلام والده الذى يعرف عن الحياة الكثير, و إن لم يقل الأب عن من مثل الزوجة أو والدها "حشرات" ليس لهم من الإنسانية فى شئ, فقد قالها الزوج بنفسه: لا قصاص للحشرات, فإن قتلت حشرة, حشرة آخرى, فهل يجوز إعدام حشرة؟

Tuesday 9 April 2013

تناتيف 2

مجموعة من القصص النحيلة فى رصد الحياة الثقيلة

1- مجرد إنسان
عجبوا لإمره, أكلما تآمروا عليه ليحاربوه فى رزقه, خرج من المآمرة أشد و أصلب؟ أكلما قطع رزقه (من قطع) أحدهم فى مكان بدله الله برزق أوفر و أسهل؟ أكلما ضاقت به الأرض بما رحبت, جراء أفاعيل شياطين الإنس, أبدله الله بفسيح المنازل؟ أكلما قالوا له أنت لا تعرف, تعلم أكثر؟ أكلما قالوا له أنت لا تستطيع, بذل المجهود اللأكبر؟ إنه مجرد إنسان يحسن العمل فلا يضيع الله أجره.

2- عريس الغفلة
عندما جاء إليها, رضت هى دينه و خلقه فتزوجته بلا خطوبة و لا سابق معرفة, و لكنها عرفته فى اليوم الأول من الزواج عندما واجهها بفعلتها الدنيئة: "الموز اللى فى التلاجة ناقص واحدة, راحت فين؟", و زادت المعرفة عبر الشهور عندما أسرفت فى إستخدام المرهم ذو الجنيهات السبعة, و جلست بمنتهى الوقاحة أمام أخوانها مرتدية البنطلون بلا حياء, حتى أتمت جرائمها بولادتها فى مستشفى, رغم علمها بأن أمه شاهدت بعض الولادت و هى فى سن الثلالثين "فيها إيه لما تجرب فيكى؟", إنتهت المعرفة بطلاق بائن بينونة كبرى و تقطعت بهما العلاقات رغم وجود ابنة.

3- طأطئ الأرض
عندما أحرجه ابنه الذى علق على عدم حرصه على نظافة الشارع, فقد دهس الأب( ذو التعليم الأميرى) سيجارته فى الشارع أمام الولد المتعلم ارفع أنواع التعليم و أغلاها...إزاى يا بابا تطفى السيجارة فى الشارع...هى البلد قذرة من شوية, لم يضطرب الأب بل جاوب فى ثبات: يا ابنى المصريين لو مالقوش طأطوءة سجاير...يبقى يطفوها فى طأطئ الأرض.

4- المهروشات
أضرب عن الزواج حتى الاربعين, لم يرغب فى الإنجاب لأنه فيلسوف لا يعلم ما القيمة التى سيعطيها لأولاده؟ فمازال رغم تقدم السن و قوع معظم شعر الرأس...مازال يأخذ على القفا ! و لكنه قرر أن يكتب كل ما علم و تعلم من الحياة ..كل ما "هرشه" من أحوال العباد و خذلان البشر فى ديوان بلا شعر, و لكن فى قمة الإحساس.."المهروشات" سيكون ما يربى عليه أولاده, فهى "نهرش" و ننجب.

ورثة ست

حكاية من الواقع و لكن فى قمة الخيال, فى رصد أسخف عصور الكرة الأرضية فى عامها ال2013.

(1) مقدمة من أعماق الذكرى...
الحديث أبسط من أن نستهله بسرد اسطورة إغريقية عن صراع الخير و الشر, فدائماً أرى أن مراقبة الأطفال تأتى لنا بأسرار الكون و البشر بأسهل طريقة و أعمق إحساس, ففى مشهد بسيط لطفل يمسك لعبة جميلة و حوله أقرانه من الأطفال, فسنجد من مهنم يتودد إليه ليلعب معه باللعبة الجميلة, و سنجد منهم من ينظر إليه بغبطة, و بالتأكيد سيأتى الزمن الجائر بالطفل الأجرأ على الإطلاق الذى سيحاول أن يخطف اللعبة من يد صحابها, و ربما يفشل و غالباً ما ينجح.
هذا هو حال البشر فاللعبة فى يد الطفل كالنعمة فى يدك, و من الآخرين من يعرفك من أجلها, منهم من يحسدك عليها و يا ويلولنا جمعياً ممن يخطفون !

(2) لعلكم تعبدون
الظلام محيط, منظره كئيب, ذقن غير حليقة و شعر كغابات افريقيا, يتابع زوجته و هى تستعد للرحيل, تحزم الأمتعة و تتمم مع حارس العقار ترتيبات حمل ما تملك من متاع الشقة, سيأتى سائق النقل بعد قليل لينفذ قرار الإزالة لما بينهما من حياة, المشهد لا يوحى بالأمل إلا فى نقطة واحدة, و هى الكتب التى لم يعلوها شبراً من تراب, مازالت نظيفة و إن أهلكها البحث و الدرس, فلم يفترسها العفن.
جلس صامتاً شاهداً على "طليقته" و هى ترحل كما يشهد ابو الهول علينا و نحن نهين تاريخنا, ما أصعب أن تكتشف أن أحبك شخص من أجل سبب و فور إنتهاء السبب ينعدم الحب حتى تنقطع بينكما أسباب الرحمة الإنسانية, تزوجها لأنه أحس منها الحب, و لكن فور أن اظهرت له الدنيا وجهها الحقيقى من الجحود , أيقن منها الغدر, إنه كميائى عالم بارع, عاش مطلع شباب ناجح و يعيش الآن كهولة يائسة, فقد حوله أعداء النجاح إلى مسخ فرانكشتين الذى يريد الإنتقام من الجميع, سرقه أستاذه فى بحثه, و جاءت من ادعت عليه أنه يراودها عن نفسها, و جاء فى هذه الظروف العصيبة من أقنعه بشراكة تجارية أكله فيها اكلاً, يبدأ واحد فقط بالمصيبة ثم يتكالب الجميع على الضحية, لا يهم الآن ما حدث و لكن المهم ما سيحدث ...
"لا بد من الإنتقام, و لكن كيف؟ كيف سأستطيع أن أهزم كل هذا الشر؟ ليس لى فى الشر خبرة, و ليس لى على النجاح قدرة طالما شوكة الظلم فى حلقى شامخة لا تستسلم لما عندى من إيمان أو عمل...إيمان, نعم إن جعلتهم يعبدون سأنتقم...لابد أن ينام الجميع."

(3) شهر النوم
قالها حكيم أن فى نوم الظالم عبادة, و هكذا قرر العالم, عكف على إختراع عقار للنوم من يأخذه ينم لمدة شهر, فإن نام الظالم سيأتى من يفتك به, إذا كان الطيب إن نام هلك, فما بلك الظالم صاحب صحيفة الجرائم الإنسانية و ما له من ضحايا فى إنتظار هذه الفرصة, فقد أعطى العقار لزوجة أستاذه الذى سرقه لتدسه له فى الطعام, يذكر أن الزوجة رحبت بالفكرة و بعد أسبوع من نوم الظالم "الأستاذ" رماه ابنه فى النيل, و ذكرته الصحف انه تغيب منذ أسبوع كما قال أهله, أما من أكله فى التجارة, اعطى العقار لمحاميه الذى نهب كل سرقاته و ترك البلد بما فيها, ليستيقظ اللص بعد أسبوع حيث نجح فريق طبى فى إنقاذه  ليجد نفسه فى مصحة أمراض عقلية لأنه لم يحتمل أن يسرقه أحد بعد هذا السجل الإجرامى المشرف, أما من افترت عليه كذباً و اتهمته فى شرف مرؤته, لم يجد من يريد لها العبادة "النوم" و لكنه وجد عندها خادمة أخذت "المعلوم" و لملمت الشقة بعد نوم مخدومتها, و العجيب أن هذه السيدة كانت جارته و كان يشهد أنها تعامل خادمتها جيداً, و عندما سأل خادمتها عن سبب كرهها للسيدة, أجابت بمنتهى الفطرة: "كان كتير عليها اللى هى فيه, ليه ما ابقاش انا الست و هى الخدامة؟"
فلمّا رأى العالم ما فعل و جد انه استبدل أشرار بأشرار غيرهم, فإن الأسطورة الفرعونية انتهت بموت "ست" إله الشر عند الفراعنة, و لكنها لم تسرد لنا ماذا فعل ورثته؟ فالجميع ورثة ست ....

Sunday 7 April 2013

It Dose Not Mean You

       He left her the small chocolate that she asked him to bring, he was in his chock of the price which costed him about a completed 5 cents, the value was high compared to his salary of 6,000$ per month, I am just a narrator and I am not joking, that was their case..a case of silent divorce, the smart famous writer and his successful lady, the wife of the artist ! this word "artist" costed her more than his salary or his income from publications or TV shows, she paid her life for being his one...his lady.
The art may make you happy, but the artist can make you angry
No doubt about the glamour of the artists, most of them dress well, pretty speaking and genteelly acting, but the most attractive lay about them: the famous rumor that artists are so sensitive people, living with their hearts for the other hearts, lay...big lay ! being an artist means one thing that you are different by a mean of unique difference between an engineer and a doctor, you have only something abnormal enables you to make beautiful things not to act beautifully ! and here is the difference and the confusion, the artist can be aggressive  killer, cheater, and criminal and so on, and the first paragraph was about the sad wife of her greedy artist, unfortunately the human kind has many lays and gives to its next generations to believe and to take the shit, but I decided to think before believing, the talent that the artist have, dose not mean that he is the perfect human, he is like everyone else, nothing important.
Let us judge our cultural social heritage 

Thursday 4 April 2013

فرامل

حكاية من واقع البشر السخيف
موظف نهاراً....سائق تاكسى ليلاً, نموذج مصرى أصيل فى التحدى و التخطى لأصعب الظروف و الآيام, لم يكن له قسطاً وافراً من التعليم أو الثقافة, و السياسة بالنسبة له علمها عند ربها, رجل بسيط و لكنه ليس عادياً.
شتاء, ليل, و سحر أحلى المدن "الإسكندرية"
عاد إلى منزله كالعادة فى الثالثة صباحاً ليأخذ أنفاساً من النوم قبل الوظية الصباحية, و سمع من تعاشره و أم أولاده و هى تتحدث إلى آخر هاتفياً, عبارات حب, قبلات عبر الأثير, و عتاب على موعد أخلفه, هذه المكالمة كانت كفيلة أن تودعه فى السجن إذا قتل الخائنة, و لكنه اكتفى بالصمت و الألم, لا شك أننا لا نعرف أنفسنا إلا فى اللحظات الحرجة و قد ابتلاه الله بإختبار ما أصعبه !
خرج و ترك المنزل فى فجر استقبل آذانه بدموع من لهب أشعلت شتاء الإسكندرية, لم ينم و لم يعد إلى المنزل فى تلك الليلة, فالمدام مشغولة الآن, نظر إلى البحر و تأمل فى أمواجه التى تهدأ حتى تثور من جديد, و نظر إلى سيارته التى لولا ما بها من فرامل لهلك كل من فى الطريق, و سأل نفسه: من فى الطريق؟ ...نعم أولادى فى الطريق, سأثور كالأمواج و لكن ليس الآن, لن أقتلها, سأجعلها هى التى تقتل نفسها بالمعصية, لن أطلقها فحاجة الصغار لها فى الرعاية (لا التربية) شديدة, فأنا دائماً أسعى على رزقهم ليلاً و نهاراً, و لن أعاشرها, فهل أعاشر ساقطة؟ إنه قدرى..لابد من إستخدام الفرامل الآن.
سبع سنوات قضاها السائق الحكيم مع الساقطة فى بيت واحد, رفعها إلى شرف لا تستحقه و هو أن تكون خادمة لهذا الرجل الذى لا تستحقه, و بالفعل طلقها بعد أن شد الصغار أعوادهم و استطاعوا الإعتماد على أنفسهم, حاولت هى أن تذهب إلى عشيقها , و لكنه لم يقل لها عذراً فأنا متزوج , و لكنه اكتفى بسؤاله:" انتى اتجننتى؟؟"