Thursday 4 April 2013

فرامل

حكاية من واقع البشر السخيف
موظف نهاراً....سائق تاكسى ليلاً, نموذج مصرى أصيل فى التحدى و التخطى لأصعب الظروف و الآيام, لم يكن له قسطاً وافراً من التعليم أو الثقافة, و السياسة بالنسبة له علمها عند ربها, رجل بسيط و لكنه ليس عادياً.
شتاء, ليل, و سحر أحلى المدن "الإسكندرية"
عاد إلى منزله كالعادة فى الثالثة صباحاً ليأخذ أنفاساً من النوم قبل الوظية الصباحية, و سمع من تعاشره و أم أولاده و هى تتحدث إلى آخر هاتفياً, عبارات حب, قبلات عبر الأثير, و عتاب على موعد أخلفه, هذه المكالمة كانت كفيلة أن تودعه فى السجن إذا قتل الخائنة, و لكنه اكتفى بالصمت و الألم, لا شك أننا لا نعرف أنفسنا إلا فى اللحظات الحرجة و قد ابتلاه الله بإختبار ما أصعبه !
خرج و ترك المنزل فى فجر استقبل آذانه بدموع من لهب أشعلت شتاء الإسكندرية, لم ينم و لم يعد إلى المنزل فى تلك الليلة, فالمدام مشغولة الآن, نظر إلى البحر و تأمل فى أمواجه التى تهدأ حتى تثور من جديد, و نظر إلى سيارته التى لولا ما بها من فرامل لهلك كل من فى الطريق, و سأل نفسه: من فى الطريق؟ ...نعم أولادى فى الطريق, سأثور كالأمواج و لكن ليس الآن, لن أقتلها, سأجعلها هى التى تقتل نفسها بالمعصية, لن أطلقها فحاجة الصغار لها فى الرعاية (لا التربية) شديدة, فأنا دائماً أسعى على رزقهم ليلاً و نهاراً, و لن أعاشرها, فهل أعاشر ساقطة؟ إنه قدرى..لابد من إستخدام الفرامل الآن.
سبع سنوات قضاها السائق الحكيم مع الساقطة فى بيت واحد, رفعها إلى شرف لا تستحقه و هو أن تكون خادمة لهذا الرجل الذى لا تستحقه, و بالفعل طلقها بعد أن شد الصغار أعوادهم و استطاعوا الإعتماد على أنفسهم, حاولت هى أن تذهب إلى عشيقها , و لكنه لم يقل لها عذراً فأنا متزوج , و لكنه اكتفى بسؤاله:" انتى اتجننتى؟؟"

No comments:

Post a Comment