Friday 17 May 2013

معاملة أطفال

ليس علينا إدراك النجاح, و لكن ما هو لنا أن نتجنب الفشل, و إن واجهنا نقتله قبل أن نصبح فريسة لعواقبه, أحياناً أتساءل ما فى الدنيا من جمال؟ هل الحياة جميلة فعلا؟جاوبنى صديق أن كل شئ جميل, و لكن دائماً القبح أساسه بشر, لقد خلقنا الله فى أحسن تقويم و لكن لنا فن فى الإعوجاج, هواية أم غواية أم غريزة؟ لا أعلم و لكن علينا التهذيب !
استيقظ من نومه و وجد حالة غريبة من الإرتباك فى غرفته, أين الكمبيوتر؟ حتى هاتفه المحمول لم يدق منبهه كالعادة فى تمام السابعة, ليجد بدلاً منه منبه ضخم الجثة عريض الجرسين, و وجد مكان الهاتف الأندرويد, هاتف قديم يشبه التليفون اللاسلكى فى عز شبابه حين بلوغه سلم المجد التكنولوجى, خرج من غرفته متسائلاً "أين أشيائى"؟ فوجد الكمبيوتر بجوار التليفزيون فى حجرة المعيشة, ففتحه مسرعاً كمدمن حصل على الجرعة, فوجد الكمبيوتر غير متصل بالإنترنت, فظن فى نفسه انها مشكلة عامة فى الوايرليس, فذهب يبحث عن كابل يوصله بالراوتر القديم, فلم يجد, و ظل مكانه كما هو بعماصه و بيجامته حائراً مستنكراً, طب فين النت؟ هاتولى الفيسبوك؟ عايز اشوف الكومنتات و اللايكات على اخر بوست..عايز اشوف الواد رامى كاتب ايه على سفريته الاخرانية..عايز اشوف صور دودو الاوزة...اريد نتاً و حناناً, و قد لمعت فى رأسه الألمعية فكرة من آيام الجاهلية الأولى, سلك التليفون..ثم طاخ..طييخ...طوخ, و تم المراد من رب العباد و اتصل بالشبكة العنكبوتية الإنترنت, و بدأ رحلة إنتظار تحميل الفيسبوك الحبيب, حتى سمع صوت نغمة "موتزارت 40" تنبعث من هاتفه النوكيا الجديد القديم الطراز, انه زميله فى العمل يسأل عنه لماذا لم يلحق بالاتوبيس؟ ده الأتوبيس فاتك يا معلم و شبع فوت, فالساعة اصبحت الثامنة, مرت ساعة منذ أن استيقظ و هو يلهث وراء الفيسبوك, و على الفور بعد مرور 5 دقائق كان فى الشارع, و ما ان ركب الميكروباص و رأى الجميع ينظرون فى هواتفهم بين لعبة و كومنت, اتصل بزوجته ليصب عليها غضبه فهى من فعل به هذا "المقلب" بالتأكيد, و لكنه لم يكن مقلب, بل كان موقف متخذ مع سبق الإصرار , فالزوجة رأت ان زوجها ينشغل عن عمله أو تنمية مهاراته العملية بسبب الفيسيوك و الألعاب, لقد افتحم التواصل الإجتماعى حياتنا منذ أعوام و جاء الربيع العربى بإعماق هذا الإقتحام, فأصبح التواصل الإجتماعى ساحة لجميع الأغراض, غير ان النت المتاح دائماً جعلنا حتى و إن كنا نعمل ننصرف بأذهاننا عما نعمل فيه لأى لهو و عبث, فإذا دخلت لترى الإيميل, فبشكل لا إرادى تفتح الفيسبوك لترى احياناً..لتتكلم احياناً... و لتنظر إلى الآخرين فى كثير من الأحيان.

"لو عايز النت هاديك الوصلة مرتين فى اليوم كل 12 ساعة تخلص كل الشغل و تبعت الإيميلات و تجيب اللى انت عايزه من جوجل, غير كده لأ."
-"انتى بتعملينى زى ما اكون عيل."
-"ما انا شوفت صحابى و اللى وصله ليه اللى بقى معاه ماجيستير و اللى سافر بره و اللى اترقى, حزنت على حالى و حالك و قولت لازم نرجع نذاكر شوية."
-"انتى شوفتى صحابك فين اصلا عشان تبصى لهم كده."
-"الفيسبوك..الفيسبوك."
-"'طب ما اصحابك كويسين و ناجحين اهو و ع الفيسبوك عادى."
-"و انت تفتكر انى بعد ما بصيت عليهم هايفضلو ناجحين؟ انا ما بهزرش فى الار."

No comments:

Post a Comment