Friday 13 July 2012

محليات ضل حيطة:: الحكاية الثالثة:أحاديث خاصة




مجموعة من الحكايات اطلقت عليها اسم "ضل حيطة" لان جميع البطلات نسوة يعشن بدون ظل الرجل، و محليات لانها غارقة فى المحلية المصرية.

اليوم سيأتى فيليب من مارسيليا ليعلن اسلامه بالازهر الشريف, و سيصبح لى زوجا مسلما بعد تعارف دام اكثر من عام, فهل ما بينى و بين فيليب حبا؟ نحن فى منطقة ابعد ما نكون فيها عن الحب, و اقرب ما نكون فيها الى الماضى, فكلانا يبحث عن الماضى فى الآخر, عجيب امرنا سنتزوج من اجل الماضى لا المستقبل, و الاعجب ان كلانا تحدى الظروف من اجل هذا الزواج, فيليب سيغير دينه من اجلى, و انا لن اعود الى مصر ثانية من اجله, هكذا يرانا الجميع, و هكذا ايضا انا اقول لقيليب و هو يتظاهر امامى بهذا ايضا, نحاول ان نسكت صوت الماضى فقط حتى لا يبان فى العيون و ينفضح الامر .
عندما يتزوج الغربى من عربية شقراء, يظن الجميع انه الحب الحقيقى بينهما, فهى لا تجذبه فى هيئتها المخالفة لما حوله من نساء, و هذا حالى مع فيليب, ربما هذا الكلام صحيحا و لكن ليس معى, لقد كان هذا هو حال فيليب مع "دودو" التى ينادينى باسمها, داليا الحب الاول و الاخير فى حياته, شقراء لبنانية تعرف عليها بالجامعة بباريس, خطبها و هو فى الخامسة و العشرين و انفصل عنها فى السابعة و العشرين, حمل الإنفصال له متاعب لم تفارقه طيلة خمسة عشر عاما حتى تعرف على, عندما يحكى عن دودو يدمع, فقد كانا يتفقان فى كل شئ حتى فى الوان الموسيقى و الطعام, لم يعرف لهما الخلاف طريقا حتى ظهرت عائلة دودو فى محيط حبهما الكبير, فقال لى قيليب : "ان الرجل عندما يتزوج من فتاة عربية يجب ان يعلم انه سيتزوج الاسرة كلها لا فتاته فقط" كان الخلاف دائما بين فيليب و عائلة دودو, حول الماديات فقد كانت الفتاة من عائلة ثرية جدا و بالرغم من ان فيليب ثرى هو الاخر وراتبه فوق الممتاز فهو طيار فى شركة طيران عالمية, الا ان والدة داليا اعترضت على عمله فهو دائم السفر و هذا ما لا تريده لإبنتها و طلبت منه ان يعمل فى شركة والد داليا اى شئ, فمهما انفق فيليب على دودو لن يبلغ نصف ما يحققه لها والدها.
طعنة الشرقى فى شرفه, و طعنة الغربى فى حريته, اختار فيليب حريته و ترك الحب و ترك دودو التى لا يعلم عنها شيئا حتى الآن, عندما قابلنى اول مرة فى امريكا و نادانى "دودو" استدرت سريعا فهكذا ينادينى الجميع ايضا, لم يكن يعلم حينها ان اسمى "هدى" , و لكن كان الشبه بينى و بين من احب اقوى من التعارف بيننا حتى الآن, و عندما زارنى فى مصر للمرة الاولى دعانى الى عشاء رومانسى و بالطبع كان مأكولات لبنانية , و لم يكف طوال السهرة عن ترديد عبارة "كبة نية" لان حبيبته اللبنانية كانت تحبها كثيرا.
إن كان هذا حال فيليب الذى ينتظر الزواج من حلم اسمه دودو, فماذا انا؟ انا التى عاندت الحياة بأحلام مستحيلة نجحت فى تحقيقها, لم يكن لى نهم بالغ فى العلم و العمل فقط, بل كانت لى احلام اخرى فى الحب, لم يسلبها منى العمل و لكن سلبتها منى الغيرة !! دائما كنت انظر الى مديرتى فى القاهرة و هى محاطة بحب و اهتمام زوجها و كنت اشعر ان هناك امل فى الحب, و لكن جاءت الصدمة الاولى عندما تركنى خطيبى الاول بعد ان حصلت على الدكتوراة من الولايات المتحدة الامريكية, و قال لى: "اريدك بدون حرف ال د" انه لم يقصد انه لا يريد "هدى" و انه يريد "هى" كان يقصد انه لا يرد ان اكون انا الدكتورة هدى الناجحة التى يعمل لها الف حساب فى عملها, وضعنى فى محنة الاختيار التى غلبت فيها طموحاتى احلامى الشرقية.
تقدمت فى العمر و كان خطيبى الثانى مطلق فى الاربعين, كانت احاديثه معى فى بداية الامر كانت تصيبنى بحالة شديدة من القرف, كان لايكف عن سرد رغباته و خيالاته عن حياتنا الزوجية الخاصة بدرجة تصيب بالغثيان, و مع الوقت تعودت على خيالاته و صارت امرا واقعا حتى جاء اليوم الذى طلب منى الحجاب, ترددت فى البداية و لكن دعمت امى بكل طاقتها قبولى للامر, فالسن تقدمت و فرص الزواج قلت, و بالفعل ارتديت الحجاب و و لم اشعر فيه بأى انتقاص لحريتى, و لكننى شعرت بالقمع عندما طلب منى الخطيب الثانى ان اذهب معه الى الدولة العربية التى يعمل بها و اترك كل ما حققته من نجاح, بعد عام و نصف من الخطبة اكتشف فجأة انه يريد ان يتزوج من ست بيت, لم يكن اكتشاف بل كانت خطة حتى اتعلق به و بحلم الزواج بعد الخامسة و الثلاثين و لا ارفض له طلبا, كان رفضى مصحوبا بتذكرة سفرى الى امريكا من جديد, عدت الى قواعدى مرة اخرى, باحثة علمية بلا حجاب و بدون رجل.
اعتقدت حينها ان الاحلام فى البيت و الاطفال ماتت, و لكنى اعلنت استسلامى عندما طلب منى فيليب الزواج, فيليب هذا الثرى الفرنسى الفخور بعملى و بكيانى فى المجتمع, و الذى يريد ان يحيى الماضى فى جسدى, فهل الحياة تجبرنا دائما على الاختيار؟

No comments:

Post a Comment