Friday, 2 August 2013

Wenn ich Angst habe !

  Trotz der schlechte Gefühle, ich freue mich ! Ich weiss dass ich jung bin, und ich habe gute Gesundheit, aber das war nicht genug vor der letzten Stunde!

Total falsch ! falsch ist total, ich habe keine Ahnung warum alles geht zum Punkt des unmögliches?
Ich verlore meinen Beruf, deshalb verlore ich meine Freundin, sie braucht Geld, sie kannt nicht mit einem arbeitslose bleiben, und meine Freunde haben ihre Telephone ausgeschaltet !
Ich bin nicht traurig wegen was das Leben mit mir gemacht hat, aber ich habe großen Angst, Angst von der Zukunft, Angst von der Menschen und Angst von mir, Ich weiß nicht, ob ich kämpfen kann oder nicht?
In einem Moment, die lauteWelt bekommt silent ! hoscht ! niemand ist da, und niemand wird da sein, die alle Wegen haben mich genommen zu Meiner Grundmutter, sie ist meiner letzten Hoffnung.
Ich habe ihr meine Geschichte erzählt, dann sie hat mir gesagt was ich der Rest meines Lebens verwenden wird
"Alles ist mit dir passiert war normal, was wartest du von einem Beruf du liebstnicht? dein Traum war ein Schauspieler sein, und du arbeitest als ein Buchhalter ! Die verloren von dieses Beruf ist der wirkliche Gewinn, was wartest du von einer Frau liebt dich nicht? die verloren von der falschen Menschen ist ein Geschenk von Gott, du musst deine Ziele kennen lernen und für Ihnen arbeiten, dein leben ist nicht ein Spiel, du sollst gut denken vor durfen fur neuer Menschen dein Leben geben, zum schloss, Angst ist die gefährlichste Feind, denn du siehst es nicht, der Lektion des Lebens was ich hatte: wenn ich Angst von einer sache habe, ich mache diese sache, jetzt, du hast Angst von alles deshalb, sollst du alles machen".
Danke schon meine Oma !

Saturday, 6 July 2013

الساعة

كرهت الساعة التى تذكرنى بموعدك
كرهت عقربها الذى يذكرنى ببرجك
كرهت انين منبهها الذى يذكرنى بكذب انينك
كرهت قصتها التى اتممتها يوم وداعك
اهى صدفة ان انتهى من قصة اكتبها يوم فراقك؟
لقد كرهت حتى ما بيننا من أصدقاء
لقد كرهت حتى ما بيننا من صفات
كذبت عندما ظننت أن الحب لا يتحول كرهاً
كذبت عندما ظننت أن الحلو لا يتحول مراً
كذبت ظنونى و صدقت مخاوفى
و يا ويلى من ساعة أذوب فيها حزناً !

الذين لبسوا فى الحائط


هناك...الضجيج, الإلتحام, الوهج, الإشتعال, الإنفجار, و الملحمة تبدأ بمجرد كلمات فتتلوها الأفعال, مناورات أمامية, فجانبية و تأتى النهاية خلفية, و ما أجمل أن تسود الخلفية الصوتية لهذا المشهد الوجودى أصوات صرخات الحماس المحببة لكل طرف يشارك الليلة بشئ منه, لربما تكون الليلة هى الذكرى الخالدة التى سيذكرها الفريقان مدى الحياة, بداية عهد وليد, له من أحلام الطرفين ما لهما, و له من الملامح ما لهما و له من الأفعال و الخيار ما يريد أو يراد به ان يفعله ! فالوضع الإقليمى غير مأمون و غير معروف العواقب! ربما التناقض كبير و لكن الذى يدور هناك هو الذى يدور هنا...هل فهمتم شئ؟
رغم الظلام, فالحجرة ما زال بها بقايا من اللون الوردى, ستان مفرش السرير الوردى يضوى كنجم فى الظلام, رائحة الغرفة هى مزيج من عطر نسائى رقيق كنسمة و عطر رجالى جذاب و تكاد الغرفة تشع انسجاماَ لولا موسيقى الطبول الإفريقية التى تخرج من سماعات الكمبيوتر, امرهما عجيب ..يحبان العبث على أصوات الطبول الإفريقية, و لكن ليس من الضرورى أن نرضى نحن, فالأمر أمرهما, حماسة اللقاء شديدة, فبعد شهور من السفر و العمل بالخارج, و سنين من الزواج, لا شك أن الرغبة فى الإنجاب على أشدها, حلم حفنة ولد بعد العمر الضائع فى ظروف إقليمية صعبة, جعلت من لقمة العيش المتواضعة أملاً, و فى المنزل الصغير نهاية مطاف, الزوج فلسطينى الجنسية عانى الإحتلال و مازال يعانى جنسية لا تثمن و لا تغنى من جوع, شاء له القدر ان يقابل المصرية التى تكبره بعشرة أعوام لتكفل له جنسية آخرى بعد ثورة يناير, و ها هما يحاولان نسيان العمر الضائع و التفكير فى الحلم بل و الجهاد فى سبيل تحقيقه, و ما إن استراحا على ارض الموقعة التى ستثمر طفلاً, و بدأ صوت الطبول الإفريقية يعلو من الكمبيوتر,  بدأت صرخت الحماس تعلو من الفراش, و لكن بدأت الزوجة فى الإنسحاب قليلاً من المعركة, فيسأل الزوج:
- ايه مالك؟
- هو الصوت ده كله خارج مننا احنا الاتنين؟
- ايوا اومال هايكون من التحرير يعنى.
- احنا مش ساكنين فى التحرير اصلاً.
- اصل النهار ده الجمعة فأكيد فى مظاهرات... يا ستى احنا مالنا خلينا فى شغلنا.
و يواصل الزوج المسيرة مع زوجته, ثم يتوقف للحظة:
- تفتكرى فى امل المرة دى؟
- قصدك فى مليونية النهار ده؟
- احنا مالنا و مال السياسة؟ قصدى نخلف المرة دى.
- اصلى كنت بفكر فى الناس اللى فى التحرير دول, بيجبو القرف لنفسهم ما كل واحد يخليه فى بيته و يا دار ما دخلك شر.
- ناس مستبيعة عايزة تلبس نفسها فى الحيطة.
ثم يعود التركيز إليهما من جديد, حتى تتعالى الأصوات و الحركات, و كأن زلزالاً يطيح بالمنزل, فتنتفض الزوجة:
- انا سامعة هتافات.
- يا ستى احنا ساكنين عند جامع رابعة و اللبش كله فى التحرير, سامعة ايه بس.
- هى السياسة دى حتى طالعنا فى الأحلام.
و فجأة ينكسر زجاج النافذة بحجارة, و يخلع باب الغرفة من مكانه, ليجد الرجل و زوجته نفسيهما وسط مجموعة من الملتحين دخلوا من الباب و مجموعة من عاريين الصدر صعدت من النافذة المكسروة, و الجميع مسلح, فتصرخ الزوجة و يحول الزوج تغطيها بملاية السرير, إلا ان احد الملتحين أخذها من يده ليخنق بها احد اعضاء الفريق الآخر, و المدهش فى المشهد ان الرجل و زوجته عاريان مذهولان, و من فى المعركة مشغول عنهما كأنها من اثاث البيت أو من ديكورات المعركة, فيحاولا الهرب إلا أن باب الغرفة مسدود بالمقاتلين, فتصرخ الزوجة من جديد: يا هار اسود...يا هار اسود...يا هار اسود...اغطى نفسى ازاى؟, فلم يجد الرجل بداً غير ان يقول لزوجته: "البسى الحيطة"
فتقف الزوجة وجهها للحائط كتلميذة لم تفعل الواجب, و ظهر زوجها ملاصق لظهرها محاولاً ستر ما لم يكفى الحائط لستره.


Monday, 17 June 2013

موظف البلكونة


دخان سيجارتى, رحيق قهوتى, فقد حيزت لى الدنيا بحذافيرها, أما الشرفة بانورامية الهيئة , فهى قيمة إيجابيتى و فائدتى فى الحياة, أتأكد كل يوم أنى كائن حرأو بالأحرى متحرر, لأنى تحررت من إنتظارهم: إنتظار البشر السخيف لأشياء أسخف مهنم.
شرفتى هى ملجأى و ملاذى, هى أشياء أكثر من شعار الخواجة كريازى "حبى و اعتزازى", قراراتى الديكتاتورية هى قوام ديموقراطية جمهورية نفسى الباسلة التى صمدت و طردت الإحتلال البشرى و الغزو الفكرى وحدها, فعندما تحررت من الإنتظار أصبحت هذا الكائن الإستغنائى المفتخر, انا لا انتظر أحد.. لا انتظر واحدة..لا انتظر مال, أنا فقط وهبت نفسى إلى من وهبت لى نفسها "البلكونة", فأنا أعمل لها و عندها و فيها, و أقاسى فى حبها بين قيظ صيف و زمهرير شتاء, و هى أيضاً تتحمل الكثير من أجلى, فكم تضيق بأقدام المصورين و كاميراتهم المتلصصة, شقة وسط البلد ذات الشرفة البانورامية أصبحت مصدر ثروة لآيتام فقر عصر مبارك, فأنا و غيرى ممن تاجروا ببلكونتهم كمن كفلتهم الجاموسة العشر التى تظهر فى إعلانات رمضان الإستهلاكية مستهدفة الصدقات و الزكاة, و لكن شرفتى أنظف و ألطف من الجاموس, فنقلت مكتبى لها و أصبحت أباشر العالم الحقيقى من خلالها, و العالم الإفتراضى من كمبيوترعلى منضدة فى منتصفها, أترجم أفلام وثائقية..تثقيفية..ثقافية لا يهم, فالمهم أن أخلص للبلكونة كحال إخلاصها لى.
كم انتظرت الكثير الذى لم يتحقق ! و كم تحقق الكثير الذى لم يدخل مدمار أحلامى من قبل ! أهو كون بقدر؟ أم هى حرب مع الإنتظار؟ أم هو منطق بسيط عرفه الأجداد يتلخص فى اعمل الخير و ارميه البحر؟ فأنا اعمل و بلكونتى تعمل و يأتينا رزقنا رغداً, انتظرت من الطب شهادة كلفتنى عمر, و انتظرت منه عيادة كلفتنى المر, و ها أنا الآن أعمل بمنزلى و من منزلى بشهادة الثانوية العامة فقط ! اترجم الإنجليزية و الفرنسية إلى عقول تعى و عقول أصابها الإعياء ! متمردون.. متجردون و فوق الفوق نفعيون , أنا لا أشارك فى شئ , لأنى لا انتظر شئ, لا انتظر ان يسحق احلامى ليبرالى يسعى للشهرة, او يفترس عقلى إخوانى متطرف, و فوق الفوق صفقات و توزيع تركات أوطان بلا شرع و لا شريعة و لكن كله بالشرعية اللقيطة التى لا نعلم لها أباً.

لقد تأخرت فيليبا عن موعدها الليلة, تدعى الشقراء أنها تحب جسدى النحيل المتهالك, و لكن أنا أعلم انها تحب بلكونتى التى تشتهى أن تصور منها أحداث يوم مهرجان التمرد و التجرد, تريد أن تشاهد الكوميديا بأقل مقابل, و لكنى لن انتظرها لأنى هجرت الإنتظار منذ عامين, فسأذهب لأطرق باب آخرى تريد أن ترتزق من كوميديا البلاد لتحشو صحيفتها الأوروبية حشواً, فما أصعب حالك يا فيليبا فسوف تأتين و لن تجدينى على فراشى, فقد قررت أن استيقظ على وسادة كاتيا!

أسطورة البيت

فى الركن البعيد الذى لم يعد هادى, قرر عمى أن يهد بيت العائلة..بيت الذكريات, الملاذ

و الملجأ الأخير من سخطى على الحياة الذى تسبب فى وصولى إلى الأربعين بلا زوجة و لا ولد, أصبحت أنتمى للجذور أكثر من أى وقت مضى, لقد شربت إكسير الغربة, حلو المذاق فى البداية حتى تتعود عليه و يصير لك فيه حياة, ثم فجأة ينقلب السحر على الساحر و تتمنى أن تعود لتروى جذورك و لو للحظة, لتتكرر أنشودة الألم الأبدى, عندما يعود المواطن و لا يجد الوطن ! فالوجوه غير..الشوارع غير..حتى و إن كانت الأسماء لم تتغير فالأفئدة باتت تختلف..
دقت أولى طبول معركة الجدل العائلى الحرج حول رفضى لهد البيت و بيع أرضه لمستثمرى الأبراج النيلية, فور إصطحاب عمى و ابنه لى من المطار إلى منزلهما الجديد, فحاول عمى تغيير مسار الحديت فسأل:
-"قولنا بقى يا سيدى, إيه أكتر حاجة لفتت نظرك بره مصر؟"
-" الفتى."
-"هو الخواجات بيفتو زينا و كده؟"
-"زينا و اكتر و الله يا عمى."
-"مع انى كنت فاكر ان الفتى ده صناعة مصرية."
-"الفتى لغة عالمية, و جايز جدا انك توقف حد فى الشوارع و يفتى لك فى عنوان فتوة تتوهك, مفيش زى مصر بس اللى فيها مش عارفين قيمتها."

لا غبار على مبررات الجميع فى البيع والهدد, فلهم زوجات و أبناء يستحقون الأفضل, و لكن كان تبريرعمى لرفضه لإعتراضى هو المثير لذهنى, فلم يجامل الرجل أو حتى يبحث عن مفردات أنيقة, فمثلما تحدثت عن تغيير الشوارع و النفوس التى فقدت الإنتماء, فلم يجامل الرجل إذ نصبنى أنا على عرش المتغيرين, فأنا الذى كانت لى الغربة وطن و ألفت العائلة وضعى و غربتى. آتى على حين غرة لأهد بناء شخصى فى عيونهم, لماذا رجعت؟ هل رويت شهوتك فى المال و تبحث الآن عن شهوة آخرى.؟ لسنا طوعاً لرغباتك , و لا نزواتك.
أكد الرجل أن ما أشعر به هو مجرد نزوة عاطفية عابرة, كأزمة منتصف العمر التى يمر بها الرجل المتزوج, فهى أزمة منتصف الحلم التى يمر بها كل من اختار طريق الأحلام لرسم قصة حياته, و سوف أعود إلى ذاتى التى يعرفها هو أكثر منى. و سأغضب من وطنى كما غضبت عنه منذ عشر سنوات مضت.

حتى و إن كان فى ذلك عذاب نفسى, لم استطع أن أغلب هوى نفسى, فذهبت مع عمى إلى مسرح الجريمة, موقع هد البيت و مسح الذكريات من على وجه الأرض, و رأيت جدران حجرتى تتناثر كالأشلاء أمام عينى, و تهت فى ذكريات أبى و أمى رحمهما الله, إحساس غريب ..قوى..لعين, و الجميع يرى و يشاهد, صفوف من المارة ممن إعتادوا رؤية بيتنا العتيق ذو المعمار العظيم و الحجر القوى المتين, تناثرت تعليقاتهم على أسطورة هد هذا الكيان لتشكل أسطورة آخرى عن حقيقة هد بيتنا.




-"إزاى تهدوا المبنى الأثرى, أدى اللى خدناه من الإخوان, بكره يهدوا الهرم و إحنا واقفين نتفرج."
-"إخوان إيه يا عم, ده بيت قديم و مشرخ من جوة و جاى له قرار إزالة من قيمة سنة و سبع تشعر كده."
-"إلحقى يا ماما الليبرالين هدوا مقر الإخوان."
-"ريبراريين إيه يا واد, ده البيت ده اللهم احفظنا مسكون فالأهالى لموا من بعضياتهم عشان يهتوه, و الجن اللى فيه يرحل, اصله جن شرانى كافر بيسقط عيال المنطقة فى السانوية العامة إن دخلوها أصلاً , كل العيال اللى ساكنة هنا دخلو تيجارة ما كبوش مكموع السنوى العام...انت هاتفضل فتاى على طول كده يا واد..انا ما ربتكش على كده." 

و فجأة تحولت لأخضر رجل فى العالم و صحت فيهم صيحة اعادت الدجاجات لأعشاشها: "اسكتوا بقى فشختونى فتى, صدق اللى قال الفتى صناعة مصرية, دى عيشة تقرف."
لم اسمع حينها سوى صياح ملكة جمال الفتى فى وجه فرخها الصغير "كالك كلامى مش قولت لك مسكون..السماح..السماح..يالا بينا يا واد العفريت طلع."
ثم رمقت إبتسامة عمى الداهية العجوز و هو يقول "حمد الله ع السلامة يا ابن اخويه."

Friday, 14 June 2013

فائدة الثلاثاء


الطريق..كل شئ هو طريق, كل غاية لها طريق, و إن تحملنا صعوبات الطريق, فكيف نتحمل تكلفة النهاية؟ التى ربما تأتى بما لا تشتهى النفس ! هل أنا تصالحت مع ذكرياتى؟ أم سيطرت هى على؟ عبث و نفور .. هى حالتى, قلق دائم هو وضعى, و ما أغرب ذلك القلق ! فأنا قلقة بلا سبب و قلقة على لا شئ, الإحساس مهمين على روحى, و يؤذينى فى عقلى, و لكنى للآسف لا أرى له كيان مادى لكى أتفاوض معه, لأنى و بكل فخر غير قادرة ليس على محاربة القلق فقط , بل أنا غير قادرة على قتل ناموسة من ناموس الصيف الذى نثر على جسدى آثاره الحمراء, تزداد شهوتى فى الشجن كلما نظرت حولى الآن..الساعة العاشرة مساءاً, و يبقى فعلياً من الزمن ساعتان على إنتهاء يوم الثلاثاء الذى طالما ما احترت فى امره, حقيقةً .. أنا لا أفهم وجوده فى منتصف الأسبوع, و لكنه غير مضر كأول الأسبوع الذى يجلب الأعباء الجديدة, أو كأخر الأسبوع الذى يقلب المواجع القديمة, يعجبنى الهدوء فى عربة المترو الآن, لقد ركبنا خمس سيدات من أول الخط, فالوقت("بالإضافة إلى يوم الثلاثاء) لا يسمح بوجود من يعكر علينا صفو هدوء العربة, كبائعة لانجرى فاضح, او متسولة تدعى الإعاقة و المرض, أو طفل هزيل لم يعرف شيئاً عن الصابون من يوم ميلاده...يبيع أو يختبئ فى عربة السيدات من شئ لا أعلمه أنا و لكن هذا الطفل أوفر حظ منى لأنه يعلم ما يخيفه .
إرتباكى يتضح حتى فى وصف نفسى و ما حولى من مكان, فقد بدأت الحديث عن الطريق ثم تهت فى وصف نفسى تارة ثم فى وصف ما حولى تارة آخرى, يبدو أنى تائهة ليس فقط فى مشوار حياتى و لكن أيضاً فى سرد حكايتى, فهذا الطريق الذى شهد آيام من حياتى كنت أظنها الأسوأ قبل أن تعصرنى هذه الآيام عصراً, فى المحطة السابقة بكيت فى صمت يعلوه القوة على فراق رامى و خيانته لى, إدعى أنه تركنى و تزوج من آخرى لأنى لم أقل له "معرفش"فى أى يوم مضى, كانت تزعجه إستقلاليتى بجنون, و أنا اليوم أعلنها لنفسى بكل صراحة "انا معرفش" أنا لا أعلم هل ما رواه صدقاً ام عبثاً؟ و لكنى عرفت الآن شيئاً واحد: فلابد أن تبدأ علاقة الحب بين طرفين أحدهما يريد أن يقدم الحب و الآخر يريد ان يأخذ الحب, ربما كنت أقدم و هو يقدم و كلانا لم يأخذ شيئاً ! ربما..
و هذه هى محطة الخيبة, شوارع هذه المحطة ستسرد قصة حزائى المقطوع, و أنا أبحث عن عمل فور تخرجى, و أزمة مؤهل عالِ بلا واسطة تعلى من شأنه, فشلت فى هذا أيضاً , و لفشلى طابع مميز, فدائماً ما أتمنى ثم أتمنى ثم تنكسر روحى قبل أن ينكسر أملى, قمت كثيراً من كبوات و لكن كبوتى هذه لا أعلم كيف أردها عن ذهنى؟ إبتسامة الحياة لى فى هذه اللحظة كانت أكبر من حدود آمالى و شرود خيالى, تحقق الحلم و تم إختيارى للعمل فى محطة التليفزيون التى طالما حلمت أن اعمل بها, حتى بدا نجمى فى البزوغ, فإذا بمديرالقناة يستبدلنى بصديقته اللبنانية الحسناء مزة ثقيلة العيار و ثقيلة العقل أيضاً, تعطى بمقابل, تتاجر بكل شئ, تيقنت حينها أننى لم أحسبها بعقلى أبداً, دائماً اختار الطريق الأصعب و هناك الطريق الأسرع الذى ليس بالأسهل, فكل الطرق صعبة, و لكنه طريق اللاعب الأمهر, فربما إن كنت مختلفة فى شئ ما كانت تخلت عنى فرصة العمر, من كثرة الصدمات و طول المشاوير لم أعد قادرة على البحث بداخلى عن إختلاف, العجز أصبح عاهة, و الأفكار تقتل بعضها بشكل غريب.
- "هو حضرتك نازلة اخر الخط؟"
جاوبت على من تجلس جوارى دون أن أنظر لها حتى "لا المحطة اللى بعد الجاية"
- "هو فى حد معانا فى العربية تانى, و لا احنا اخر اتنين؟"
و إذا بكفوفها النحيلة تتحسس شعرى و تغمر جسدى بشحنات لا أعلم كيف أوصفها, عجز عن الوصف...عجز عن التفكير ... و قوة خارقة فى الإحساس, و كأن روحى اتصلت بروحها فى لحظة, لم يكن هناك سوانا فى العربة, و لكنى لم استطع أن اجيبها ب "لا" فلى عجز أقل من ظلام عجزها, يمنعنى أن أقول "لا" لمنكوب
-" انتى نازلة فين؟"
-"انا نازلة اخر الخط و عايزة حد يكون نازل معايا يعدينى كبرى المشاة و يركبنى التكتك".
-"انا هاوصلك."
-"انا متشكرة جدا"
و عندما وصلنا إلى المحطة أخذتها من يدها فعلياً, و لكن فى الحقيقة هى التى حمت نفسى بقوتها و صمودها, و أخذت تحكى عن حياتها و أنها كفيفة منذ السابعة من عمرها, و هى تعمل فى دار رعاية للمكفوفين, والعجيب أنها تنفق على أمها, بل و الأعجب أنه ليس لديها من يساعدها فى الذهاب إلى العمل, او الرجوع منه, فهى تخرج إلى الدنيا كل يوم فى إعتماد تام على الله كالعصفورة التى تبحث عن حبة فى غابة متوحشة, و على الرصيف كان هناك قارئ قرآن يتلو قول الله تعالى:
"فاصبر لحكم ربك و لا تكن كصاحب الحوت إذ نادى و هو مكظوم", فتحسست كف الرجل و دست فيه جنيه من حقيبتها المتهالكة, و أنا أراقب نفسى و نفسها , و الحياة بأسرها, لأول مرة اتدبر قصة يونس عليه السلام, الذى أكرمه الله بالمغفرة بعد فشل دعوى عظيم, و نجى من كربه...نعم هناك دائماً مفر..لنا الغفور الكريم الرحيم.
 ثم أوقفت لها التكتك كما طلبت
-"انا متشكرة ليكى اوى."
-"طب انتى هاتمشى ازاى بعد ما تنزلى من التكتك؟"
-"اكيد ربنا هيرزقنى بحد يوصلنى لحد بيتى."
-"اصل الوقت اتاخر و الدنيا ضلمة."
-"انا بقى لى 20 سنة على الحال ده, اما الضلمة فى دى على طول معايا".
و فور ركوبها التكتك اخبرت السائق أين تريد أن تذهب, و يبدو أن الرجل سمع حديثنا فرحب بأن يوصلها بنفسه حتى منزلها, و عدت أنا فى طريقى أنظر إلى القمر بعين آخرى, أنظر إلى جسدى و كأنه ليس لى, فقد كان سجن خرجت منه, أنظر إلى السماء لأجد قمراً كاملاً و أعرف قيمة الثلاثاء يوم الفصل بين آيام سابقة بالأسبوع و آيام تالية تختلف.