Monday 17 June 2013

موظف البلكونة


دخان سيجارتى, رحيق قهوتى, فقد حيزت لى الدنيا بحذافيرها, أما الشرفة بانورامية الهيئة , فهى قيمة إيجابيتى و فائدتى فى الحياة, أتأكد كل يوم أنى كائن حرأو بالأحرى متحرر, لأنى تحررت من إنتظارهم: إنتظار البشر السخيف لأشياء أسخف مهنم.
شرفتى هى ملجأى و ملاذى, هى أشياء أكثر من شعار الخواجة كريازى "حبى و اعتزازى", قراراتى الديكتاتورية هى قوام ديموقراطية جمهورية نفسى الباسلة التى صمدت و طردت الإحتلال البشرى و الغزو الفكرى وحدها, فعندما تحررت من الإنتظار أصبحت هذا الكائن الإستغنائى المفتخر, انا لا انتظر أحد.. لا انتظر واحدة..لا انتظر مال, أنا فقط وهبت نفسى إلى من وهبت لى نفسها "البلكونة", فأنا أعمل لها و عندها و فيها, و أقاسى فى حبها بين قيظ صيف و زمهرير شتاء, و هى أيضاً تتحمل الكثير من أجلى, فكم تضيق بأقدام المصورين و كاميراتهم المتلصصة, شقة وسط البلد ذات الشرفة البانورامية أصبحت مصدر ثروة لآيتام فقر عصر مبارك, فأنا و غيرى ممن تاجروا ببلكونتهم كمن كفلتهم الجاموسة العشر التى تظهر فى إعلانات رمضان الإستهلاكية مستهدفة الصدقات و الزكاة, و لكن شرفتى أنظف و ألطف من الجاموس, فنقلت مكتبى لها و أصبحت أباشر العالم الحقيقى من خلالها, و العالم الإفتراضى من كمبيوترعلى منضدة فى منتصفها, أترجم أفلام وثائقية..تثقيفية..ثقافية لا يهم, فالمهم أن أخلص للبلكونة كحال إخلاصها لى.
كم انتظرت الكثير الذى لم يتحقق ! و كم تحقق الكثير الذى لم يدخل مدمار أحلامى من قبل ! أهو كون بقدر؟ أم هى حرب مع الإنتظار؟ أم هو منطق بسيط عرفه الأجداد يتلخص فى اعمل الخير و ارميه البحر؟ فأنا اعمل و بلكونتى تعمل و يأتينا رزقنا رغداً, انتظرت من الطب شهادة كلفتنى عمر, و انتظرت منه عيادة كلفتنى المر, و ها أنا الآن أعمل بمنزلى و من منزلى بشهادة الثانوية العامة فقط ! اترجم الإنجليزية و الفرنسية إلى عقول تعى و عقول أصابها الإعياء ! متمردون.. متجردون و فوق الفوق نفعيون , أنا لا أشارك فى شئ , لأنى لا انتظر شئ, لا انتظر ان يسحق احلامى ليبرالى يسعى للشهرة, او يفترس عقلى إخوانى متطرف, و فوق الفوق صفقات و توزيع تركات أوطان بلا شرع و لا شريعة و لكن كله بالشرعية اللقيطة التى لا نعلم لها أباً.

لقد تأخرت فيليبا عن موعدها الليلة, تدعى الشقراء أنها تحب جسدى النحيل المتهالك, و لكن أنا أعلم انها تحب بلكونتى التى تشتهى أن تصور منها أحداث يوم مهرجان التمرد و التجرد, تريد أن تشاهد الكوميديا بأقل مقابل, و لكنى لن انتظرها لأنى هجرت الإنتظار منذ عامين, فسأذهب لأطرق باب آخرى تريد أن ترتزق من كوميديا البلاد لتحشو صحيفتها الأوروبية حشواً, فما أصعب حالك يا فيليبا فسوف تأتين و لن تجدينى على فراشى, فقد قررت أن استيقظ على وسادة كاتيا!

4 comments:

  1. ده واحد باع القضية يا بيتر و فهم ان الشعب فى السياسة زى الكورة بظبط ما بتتحرك بين الفريقين فى ماتش الكورة, و قرر انه يستغل القضية و يتاجر بيها و يعيش منها زى ما كل السياسين فى بلده بيعملوا, اقول كمان؟؟

    ReplyDelete
  2. mmmmm...kol da....3agabtny..:D

    ReplyDelete