Tuesday, 26 November 2013

تناتيف 3

قصص نحيلة...

فتاتى
هل لى ان تكون لى فتاة و انا فتاة مثلها؟ هل لى ان أذوب فى جسد إمرأة و انا إمرأة مثلها؟ هل لى ان أعشق آخرى و انا آخرى مثلها؟ و هل لى ان أطير فرحاً إذا هام بعشقها الكثيرون؟ لقد نعت يومى منذ الصباح بالأسود،  رأيت فى عينى مديرى بالعمل اللون الأحمر، و استقبلنى زميلى بالابتسامة الصفراء، حتى خنقنى الجو بعادمه الرمادى، كدت أن أخضر غضباً حتى رأيت فتاتى تلوح لى من بعيد فهرولت حتى رميت نفسى بين احضانها و اخذتنى فى دنيتها لا دنيايا ...فغيرت مزاجى كلياً و جعلت من يومى الباهت يوماً بلونٍ واحد هو مزيج من ألوان الطيف السبعة ..ليس أبيض و لكن له رونق لا يوصف...احبك فتاتى يا من تجعلين لآيامى لون...بحب السيما !


ليلة باريسية
كنت باحثاً فى مجال الهندسة بتونس، و الآن امسيت غاسلاً بمجال الصحون بفرنسا، أشبعت نفسى بلقيمات سعادة ترك الوطن التى لا يطعمها إلا العربى، حتى رأيت صاحبة العيون المصرية اليائسة تيتسم و هى تتعرى برقصة شرقية ساخنة لتدفئ بها برودة ليلة باريسية، فألهبت دموعى انا ليلتى العربية.

جنون الترف
انا لا أنام ! لا يهدا لى بال ! كيف كنت أنام و انا فقير؟ وكيف أصبحت لا أنام و انا غنى قوى؟ هل اشتقت لذوبان مرارة البكاء فى حلقى ليلاً ثم النوم تحت تأثير تخدير الصداع الأزلى لحل مشكلة فقرى؟ هل لابد لمن مثلى ان يحيى فقيراِ ليحيى؟ لقد كنت أغط فى نومى آمناً ان لن يسرقنى أحد لأن ليس عندى ثمين، كنت أهرب من فقرى نوماً و الآن يؤلمنى ترفى يقظة !

Tuesday, 15 October 2013

الكافر

ليست هى القرية رغم انه نفس المكان، ليسوا هم اهلها رغم انهم نفس الأجساد، فلحظة حياء الشمس قبل أن تشرق فى السابعة صباحاً تحولت الى لحظة حزن و فراق و كأن الشمس لا تريد ان تنير الوجوه فى هذا اليوم ! 

توضأ بعد صلاة الفجر و استعد للإبتسام فى الوجوه الهزيلة التى خدشتها شوكة الفقر لأعوام قبل أن يأتيها هذا العمدة الذى دعا الى الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر.. وقف فى بيته وسط تلاميذه غير مكترث بالوداع أو بصمت العيون و دموع الفراق، بل كان يحصيهم عدداً، فإنه ذاهب و هم باقون، سيرحل و يترك بدلاً منه خمسة من ورثة العلم أو الكفر كما أشاع العمدة فى القرية: أن هذا العالم الذى كان يحلم بالعلم يكسو الارض بدلاً من الفقر، إنما هو مجرد كافر يأمر بالكذب و الضلالة و يريد أن يلهى العباد عن الدين بدعوى "تعلم"!
جاء الخفر الى بيت العالم و جروه جراً نحو المقصلة الشعبية ليشهد الشعب مصير الكافر، و كفطرة اللحظة ..فهى العجيبة التى من الممكن ان ترفعك الى عنان السماء او تحرقك بجمر الحسرة و الخيبة، فطالما ما جاء هؤلاء الخفر ليصحبوه فى موكب عظيم الى نفس ساحة المقصلة و لكن ليخطب فى الناس عن دولة العلم المنشودة التى ستذبح الفقر قبل ان يفترسهم، و لكنه كان هو اول الضحايا فبعد ان أتم العمدة مراده من مغازلة الشعب بالوهم الكبير و نجح فى السيطرة على أراضى الفلاحين بحجة تأميمها و استغلال ريعها لإكمال المشروع العلمى، اكتشف ان العالم كافر !! لابد ان يُعدم و يُنفى ذكره من الوجود، و بهذا هان العالم على الناس فقد نهبت أراضيهم بزعم العلم و قد تحملوا، و لكنهم لن يتحملوا كفراً آخر فوق كفر الجوع.
وصل الكافر المتوضئ الى المقصلة ليلقى عذابه، و لكنه كان سارح فى الوجوه "اين تلميذى السادس؟ " فإن مات فكره فهو باقٍ فى ستة عقول ربما تنجح فيما فشل فيه، و ظن أغلب الظن انه لم يستطع حضور مثل هذا اليوم، فهذا التلميذ بالرغم من قوته البدنية المهابة إلا انه رقيق المشاعر كعصفور يغرد شجناً، و فجأة يتمثل التلميذ القوى امام العيون فى مشهد عجيب ليقوم بدور الفاعل و الراقص الوحيد على مسرح الإعدام، فلم يجد العمدة اقوى منه ليعدم سيده العالم، نظر العالم بحسرة فى عين تلميذه و هو يوارى منه نالنظرات.. و هو يعد عدة الموت، و دار الحوار الصامت الذى تسمع صوته العيون
- لماذا فعلت هذا يا بنى؟
- سامحنى سيدى فقد كان جوعى و عوزى أكفر من الكفرذاته الذى نعتوك به.
- ارتاح يا بنى لن أشق عليك او على نفسى ...فسأفعلها وحدى.
و قبل أن يضع التلميذ رأس العالم على المقصلة، إذا بالعالم ينفلت و ينساب من بين الأيدى و يتوقف قلبه فى هدوء عن كفاح كفر البطون و جهل القلوب و صمت العقول، فيقع على الأرض فى خشوع ناطقاً الشهادتين.

Sunday, 13 October 2013

جناح أمى


تنظر لى فى خضوع، تنتظرنى بلهفة الأم و الجائع فى آنٍ واحد، منقارها العجوز يتلقى مر الزمن (من منقارى الشاب) فى صورة حبوب تقيم بها من تبقى من جسد عصفورة انهكته السباحة فى السماء لعمر طويل،  تُسبِح صباح مساء ليغفر الله لها ذنوب العمر،  تغرد بأن ليس لها فائدة عندما يتحول تغريدى إلى زئير و أنا أقصد لها النصح، و أتحول فى لحظة إلى والدها بعد أن كنت فرخها الصغير منذ زمن قصير، كنت أظن نفسى أنى قائدها و حاميها، اختار اتجاه السرب بدلاً عنها، أطعمها من خيرات الله، ينفلت تغريدى إليها احياناً بسبب الخوف عليها أو قسوة الزمن و قلقى من أن يفترسنا جارح أو يقتنصنا جائر...حتى جاء اليوم الذى سمعتها تغرد مناجية وجه الكريم أن يعيدها إلى عنفوان الشباب و ستكون راضية غير ناقمة على المتاعب و الصعاب ... فقط تريد أن ترجع إلى يوم ما كنت تحت جناحها قبل أن ينكسر.

Friday, 4 October 2013

انفوشنا

طلع الفجر عليه وهو مازال يجلس فوق مكتبه بلا عمل مهم، يعبث بالأوراق يميناً و يساراً، يشغل بعض الأغانى الراقصة فيقوم و يرقص وحيداً ما تيسر له من التانجو أو الراب ! ثم ينظر إلى الساعة فيكتشف أن الساعة قد هزمته، و ان الوقت قد ضاع فى عبث دون جدوى، فيعود إلى المكتب من جديد و ينكب على ما بين يديه من قصص و أفلام، يمسك بأبطاله احياناً, و يمسكون هم به احياناً آخرى، يكتئب معهم و يفرح لهم، ثم يتساءل "وانا المفروض بعد كل ده افضل انسان طبيعى؟"
ثم يستجيب الى صوت فى مخيلته يملأ جسده و ما حوله من سكون، صداه هو موسيقى تصويرية لليلة حزن و ذكرى إبداع يحياها فى بيته العتيق بالأنفوشى، هذا الصوت الذى تخيله لناقد مرموق قرأ بعض من اعماله فسلخه عليها سلخاً، تاه بعدها بين الشك و الفن، و اصبح السؤال المسيطر على ذهنه "هل انا استحق؟ هل انا موهوب؟" جاء له الصوت فى هذه الليلة ناقداً موقف البطل الذى ظل مكانه و لم يشارك فى الثورة و تركها تمر تحت منزله مرور السحاب.
الصوت : " اسلوب غير منطقى..كتابة غير محكمة..أفعال غير مبررة, فكيف بعد ان ينتظر البطل أن تقوم فى اهله ثورة، لا يشارك بها؟ هل من الممكن ان يتزوج الرجل من قتاته ثم يتركها تنام فى الفراش وحدها؟ "
فيلقى بقلمه و يعود بظهره على كرسيه الخشبى الهرِم، و يستغرب على الناقد المخضرم الذى لا يدرى ما بين يديه من شخصية مركبة متضاربة الأحاسيس، فهل يريد أن يخرج البطل من بين سطور القصة ليقول له "انا ملخبط !"
أدرك حينها انه مازال مريضاً بنزوة الفشل التى تجعله من حين لآخر يستحضر الماضى عياناً، كل الفشل عاطفى..عملى ...سياسى، كل الحسابات الخاطئة تجتمع الآن فوق رأسه كزبانية جهنم، و يتمنى لو حن عليه الزمان و نظر إلى وجهه (شاب الملامح عجوز التقاسيم) نظرة و أعاده إلى نقطة البداية، قبل ترك حبيبته له لأنه ترك عمله، قبل ترك المحاسبة و تفرغه للكتابة، قبل تركه منزل الأسرة بميامى و استئجاره لحجرة بالأنفوشى، قبل الثورة....قبل الثورة!
ليس الفجر فقط هو الذى حضر، بل حضر الصبح ايضاً و انصرف و سطعت الشمس بيضاء تمارس الحياء الشتوى ببراعة الأنثى ، و صلى الناس الجمعة و انتشروا فى الأرض، خرج من جحره إلى العالم يبحث عن ثياب بديلة، فقد قرر الروائى ان يتجه الى السينما بأهبط ما لديه من أفكار، الحلم الرأسمالى هزم الضمير، فلاشك ان المعدة تربح فى صراع الرأس و الفم، فقد حارب من أجل الفكر أعوام لم ير فيها من حصاد غير سباب النقاد، فقرر أن يعقد مع السباب صفقة، "مادام كده كده هاتشتم ، اتشتم و انا شبعان احسن، الجوع و البهدلة نشفونى بس مش على نضيف."
ثيابه القديمة لا تصلح لمقابلة المنتج السينمائى رخيص الفكر..ضخم الأرباح...عريض الجمهور، "و ما دام كده كده اتقال على اعمالى انها مليانة دراما على الفاضى زى افلام المقاولات لمجرد ان شخص غبى ما فهماش، انا بقى هوريكو شغل المقاولات على حق يا آل النقد الهدام"
فبعد ان كان سائقاً لقطار الإبداع، أصبح مهروساً تحت عجلات قطار الإسفاف، بسبب نقد جارح لم يحتمله عناء فنان.
كلما مر بطريق وجده خاوياً كأن الأرض ابتلعت ما عليها من بشر، لا يسمع سوى ضجيج مظاهرة الجمعة التى أعتادها المواطن المصرى، تركيزه شديد فى لباسه الجديد، يجب ان يشمل التغيير كل شئ، دخل المحل فوجد حواس البائع جميعها مفتوحة على مصرعيها..عيناه..شفتاه..حتى انفه يسيل، يحدق النظر بشاشة التليفزيون كمن يشاهد مصارعة الثيران عن قرب، لم يكترث الروائى فالبتأكيد البائع يتابع البث الحى لمليونية اليوم، انتقى بنطالاً و قميصاً وهو سعيد بعدم ملاصقة البائع له و هو يتفقد المعروضات، دخل غرفة القياس حاملاً حُلته الجديدة التى بدأ فعلاً بالإرتياح لمنظره فيها، و هو يسمع صوت التليفزيون حتى بدأ فى الإصغاء له و التركيزمعه... "اتصال هاتفى من رجل الأعمال و الفيادى بالحزب الوطنى م.أ.ع"
"اتصال من الفنانة س. أ لتعلق على مظاهرات اليوم"
ثم يخرج من غرفة القياس ليرى البائع يهتف "الشعب يريد اسقاط النظام "
ثم يترك البائع المحل منضماً لمسيرة تهتف "يا سوزان قولى للبيه كيلو اللحمة بقى بجنيه"
يالها من لحظة تسيح فيها الأحداث و الشخوص، أين الذاكرة؟ أين الوطن؟ "فين الموبايل؟"
ثم يكتشف ان الشبكة مقطوعة ، فيسرع من المحل مرتدياً قميصه الجديد فقط ! و بلباسه الداخلى من أسفل، يجرى فى شتاء الإسكندرية و جسمه متشبع بحرارة اسوان الصيفية، يجرى كمن يريد أن ينقذ روح من الموت أو يخرج وليد إلى الحياة !
ثم وقف امام مظاهرة حاشدة و هويصرخ "ارجعوا..ارجعوا مش عايزنها"
ثم يخرج عليه احد المتظاهرين و يهتف امامه "يا اهلينا انضموا لينا"
-"و انت مالك و مالهم؟ خلى اللى مكانه مكانه..اللى لابس لابس و اللى قالع قالع...سيبوا الانفوشى فى حاله"
-"احنا كلنا ولاد الانفوشى و لازم نغيره ..ده انفوشنا مش انفوشك و لا انفوشى"
فيعلوا الهتاف من الخلفية وراء المتظاهر "ده انفوشنا مش انفوشك و لا انفوشى"
بينما يجرى الروائى نصف عارى حتى يقع بين ارجل المتظاهرين و تدهسه الاحذية بلا رحمة.

مذكرات بطلة

البطولة اليوم تختلف، دورى فيها غير كل الأدوار التى عشتها مع أبطال القصص التى قرأتها أو حتى الأفلام التى شكلت من روحى روح ، أحقاً النهايات السعيدة هى جزء من خيال المؤلف؟ و هل لى أن أسأل عن النهاية و أنا فى بداية السرد؟ الحياة مبهمة و المصائب متكالبة ، و لكن اغلب الناس لا يشعرون بمصاب العاطفة ! فطالما هناك طعام، ملبس، مسكن فأنت فى أحسن حال، هم لا يشعرون بمن هو مثلى وهب قلبه للخيال فانقلب به الحال.


أتذكر يوم ما لمح بعينى الاعجاب،جاوبنى بنظرة لامعة و كأنها لمعة حب،دخل القلب برقته و وسامته، و دخل العقل بمركزه المرموق و بحديث أمى الذى لا يعرف من الكلام غير كلمتين "عريس" و "زواج" ، إنها اللحظة التى تمتلك فيها المرأة كل شئ..اللحظة التى تشعر فيها بأنها أهم من فى الأرض..كلمة "بحبك" التى تحول صحراء الفراغ العاطفى إلى روضة من الحب, و تجمع العقل و القلب فى كيان واحد اسمه "حبيبى"، فطالما عشت هذه اللحظة فى خيالى معه، حتى وجدت نفسى بحرارة لم أدركها من قبل انثرها فى وجهه كالعبير "بحبك" و انا اسمع صوت أمى فى رأسى يقول "يا خيبتك انتى اللى رايحة تقولى له بحبك" !
لا أنكر ان لحظتى كانت باهتة عندما جاوبنى المشاعر و قالها "و انا كمان" ادركت حينها ان من يقول ان الحب يجب ان يأتى من الرجل أولاً لم يكن مخطئاً، و لكنى عشت الفرحة كما تمنيت أن اعيشها، فقد انتهى عذابى بقربه ستة أشهر دون تصريح منه، لم أصبر على تلميحاته أو نظراته بلا وعد.
لا استطيع ان اصف رعشتى عندما استقبل مكالمة واردة منه، لم أشعر بهذا لا فى مراهقتى و لا فى حبى الأول، كان دائماً يشعرنى انى "بطلة" فأنا الفتاة التى تستمع لذكرياته و تفهمه جيداً, صداقتنا فى ستة أشهر جعلته يتأكد انى سيدة قلبه بلا منازع, فمن سبقونى إلى قلبه لسن أكثر من عرائس للمتعة أما أنا بحق بطلة حياته التى حررته من شباك الطيش و فضول المعرفة بالنساء.
"انا صريح معاكى" كانت هى المفتاح السحرى لإسعادى عقب كل شئ محرم من ماضيه الأسود, حتى جاء اليوم الذى لم يتحدث معى فيه "لماذا؟" لا يرد على رسائلى او حتى الفيسبوك، كل شئ يتحول إلى الأسوأ فى لحظة ,طاردته حتى فتح لى بابه المغلق بمفتاح صراحته السحرى، و اعترف لى انه امضى ليلة مع آخرى، تهت فى الأفكار و الهواجس اللعينة فهل هو طبعه الذى لن يتغير؟ صبرتنى صراحته لأنى اصبحت أريد أن اصبر، فلا طاقة لى ببعده و كذلك فصراحته كانت لى خير دليل على انى الوحيدة التى تشارك القلب و الجدان.
زهور الفجر جاءت للإعتذار, إذ فاجئنى باتصال فهو قريب من المنزل يريد أن يرانى، كان الأمر مستحيلاً فى عقلى الصغير و لكن كان مسيطراً على قلبى النابض المتلهف للقائه، جدى و جدتى بالتأكيد فى نوم عميق فبعد صلاة الفجر و تناول الدواء يذهبا فى نوم عميق، فقد اعتدت الحال منذ عشرة أعوام عندما تزوجت أمى و تركتنى مع والديها أسوةً بأبى الذى فعلها من قبلها بسنوات.
"انت مجنون"
-"مجنون بيكى و بس"
صعد الى الشقة و دخل خلسة إلى غرفتى , و استقر بنا المجلس على الفراش، عبارات و همسات و ورود ذوبتنى فى كأس من السعادة و الهناء ، تكلمنا كما نتكلم دوماً لا شئ جديد غير رفضه الحديث عن ليلة خيانته لى التى رفض ان اسميها خيانة‘ فهذه هى احتياجات كل شاب التى إن لم تتحقق بالزواج حققها هو بنفسه، و عن الزواج فهو لى من نصيب قلبى الكبير و عقلى الراجح الذى يتحمل حماقاته ...احساس البطولة لا يقاوم!
اصبحت زيارة الفجر شئ مقدس فى علاقتنا انتظرها كالعيد ، أما قبلة الصباح التى ننهى بها الحديث صارت أجمل لحظة فى عمرى التى تمنيت ان يتوقف الزمن بعدها..لا حركة و لا منى، فكل شئ بين يدى.
و وجدت نفسى بعدها بأسابيع انساب بين يديه..انساب و انسكب على الفراش كأمواج تكسو الرمال، اندفاعى نحوه كان جنونياً ، بينما هو كان ينظر نظرة المنهمك فى عمله، بمنتهى الدقة و التركيز يوقظ انوثتى من ثبات عميق، كما ايقظ باهتمامه بى طفلة سماها هو "بطلة" !
و بعد اسابيع معسولة المذاق، صارحنى انه مدين لى بفضل عظيم فمنذ ان مارس العلاقة معى، توقف عن كل نزواته و اصبح قلبه معلق بى، دبت فى روحى سعادة جديدة تفوق سعادة اللقاء، و حدثته مازحة عن عريس حدثتنى أمى عنه، فرد على تلقائياً "ربنا يبارك لك انتى تستاهلى كل خير"
فهل هى دعابة ام اختبار لعاطفتى التى لم تعد تتحمل الاختبارت؟
"كان فى من اللى عرفتهم كتير متجوزين عادى, اتجوزى و هنتقابل الفجر بردو"
و بالرغم من يسر حاله المادى فكان عائقه ( الذى يديعه )عن الزواج هو رغبته فى تجديد السيارة و شراء منزل اكبر، كل شئ اصبح اسود فى غمضة عين فأدركت انى لست البطلة الوحيدة فى حياته، فهناك اكثيرات قبلى و الأكثر معى فى نفس الوقت و مازال فى انتظاره كثيرات، كان رد فعلى الطبيعى ان انهره و اطرده من المنزل "براحتك انتى الخسرانة" هكذا كان جوابه السهل الذى ذبحنى، فأدركت انى "سهلة" و ياله من احساس تدركه من كانت عذراء منذ زمن قريب!
شهور عشتها فى جحيم احلام المنام و احلام اليقظة، ارى كل شئ يتكرر، لا اطيق البيت و لا فراشى اللعين، لا اذهب الى عملى، و كلما ذهبت إلى حضن جدتى لأحتمى بها من نفسى أشعر بطعنات الذنب فأنا التى لوثت بيتها الطاهر، الجميع مذهول بنقصان وزنى الملحوظ و شحوبى من بعد حمرة و حياة، و انا لا املك ان اعترف كى ارتاح، فلمن و كيف اعترف؟ انا فى حرج حتى لكشف عورة ذكرياتى لطبيب نفسى.
أنا اول إمرأة فى العالم سعيدة بسقوط شعرها...شعرى الأسود الكثيف يتساقط يتحول تدريجاً من ليل ساحر إلى نهار من صلع لامع، يتساقط بجنون يفوق جنون حبى و رغبتى..يفوق جنون أفعالى...يفوق نجاستى ! أعلم انها حالة نفسية بشعة و لكن أرى فيها نوع من العقاب الإلهى المصغر على خطأ فادح، أرى فيها نوع من جلد الذات، و كل الأنواع تؤدى إلى راحة، ربى فأنا بانتظار أشكال و ألوان آخرى من العذاب حتى ارتاح، لا أريد فى الحياة أن اتقدم اريد فقط أن تجلدنى الآيام، لا أريد ان أكون بطلة فكفانى بطولات !

Thursday, 5 September 2013

How To Stay Positive

شويات

انا شوية اوهام فاكرة نفسها إنسان
انا شوية احلام بين طرمخة و نسيان
انا شوية توهة و غربة و حنين
انا شوية عشق و نغم مجروحين
انا شوية آهات و أنين ملمومين
انا شوية ضحك و فرح معمولين
انا شوية بشوية بنسى انا مين
انا شوية بحس بنفسى يومين
انا مش شوية بكره نفسى سنين
انا شوية خرافة فى عقول بنى آدمين
انا شوية حب كانوا فى قلوب منسيين
انا شوية اذكار فى الدرج مرميين
انا شوية اذكار فى الزحمة منسيين
انا شوية اذكار فى الضيقة حاضرين
انا شوية بجرح
انا شوية بقسى
انا مش شوية بردها الطاق طاقين

Friday, 16 August 2013

على من نطلق الفلول ؟

جلس هو و زوجته أمام التلفيزيون فى حالة شديدة من اللامبالاة, فقد إعتاد الثنائى رؤية مشاهد الكر و الفر و طرقات الرصاص مجهولة المصدر و الهدف, إنشغلا بالبحث عن خرم الإبرة, فالزوجة الستينية و الزوج السبعينى قد أنفقا النظر فى مشوار الحياة و لم يتبق معهم الكثير منه, و على الرغم من ذلك فمازال ولع العجوز بالكانافا يفوق وفاء محبى مايكل جاكسون, و كلما التقط زوجها طرف الخيط يحاول مساعدتها فى توفى توفيق الخيط برأس الإبرة و يقول "لقيت خرم الإبرة" تجذب هى الخيط منه و تقول : "انت سادد الخرم بصباعك", ثم تحاول بيدها المرتعشة ان تسدد فى الخرم, و لكن زوجها يصيح "الخيط سرحان منك فى الهوا", ظلا يبحثا عن خرم الإبرة..لا ادرى..ساعة..يوم..اسبوع...سنة..لا أعلم, و لكن مبلغ علمى أن هذا هو ما تذكره الرجل عن البشر ! ففجأة أحس بطلنا العجوز بضربة على رأسه , تحولت الدنيا بعدها إلى ليل قاتم و سواد محيط....

المشهد: العجوز يجلس على كرسى فى غرفة مظلمة تماماً, او كما يراها هو لأنه معصوب العينين
"انا فين؟"
ثم يسمع صوت طلق نارى و من بعده رجل ذو صوت أجش يقول:
-"انت عندنا".
-"طب هى كوثر معايا؟"
ثم يسمع صوت إنفجار مدوى و من بعده صوت الرجل الأجش يقول:
-"لا كوثر معاهم"
-"معلش سامحوها, هى صحيح فلول بس طيبة."
ثم يسمع صوت صراخ نسائى حاد النبرة, و من بعده الأجش قائلاً:
-"و احنا بقى المفروض نسامحك على إيه؟"
-"انا ماغلطش انا طول عمرى مع الشعب و عايز الحرية و العدالة"
ثم يتلقى العجوز صفعة شديدة على وجهه, فيصرخ
-"انت بتضرنى ليه بس يا ابنى؟"
-"مش انا اللى ضربت."
-"اوعه تكون فاكرنى اخوانى, لا انا لا اخوانى و لا سلفى."
و فجأة أُلقى الرجل من على الكرسى الذى كان يجلس عليه
-"حرام عليك يا ابنى انا مش حمل الحاجات دى."
-"مش انا اللى رميتك."
-"انا اول ما هاخرج من هنا هبلغ منظمات حقوق الإنسان على اللى انتو بتعملوه ده."
-"بلغ"
و فجأة أحس الرجال بخطوات  و دبدبات أحذية فوق رأسه و ظهره فصاح من شدة الألم
-"يا كفرة البلد فيها حكومة, الجيش و الشرطة هيحمونى, البلد مش سايبة يا كلاب."
-"لا سايبة"
ثم سُكب على الرجل ثلاثة جرادل من الماء البارد, الواحد تلو الآخر, و يصيح الرجل
-"دى حركات امن دولة عارفكو يا فلول."
-"احنا مش فلول."
-"تبقو إرهابيين."
-"الإرهاب ده بتاعكو انتو"
-"طب ليه كده يا جيش مصر انا طول عمرى بحبكو؟"
-"و احنا مالنا بالجيش دلوقتى."
-"طب انت مين؟"
ثم سمع الرجل صياح و هتاف "يسقط يسقط حكم المرشد", و من بعده آخر "يسقط يسقط حكم العسكر", ثم أصوات ضرب و سباب"يا فلول الإخوان", يا فلول مبارك يا كلاب" و كأن الفريقان تراشقا السب و الضرب, فعاد الرجل ليكمل البكاء و الإستفسار:
-"طب انا لا مع دول و لا مع دول, انا هنا ليه؟"
-"كنت بتدور على خرم الإبرة ليه؟"
-"عشان كوثر بتحب الكنافا"
-"تانى مرة لما يتفتح التليفزيون تركز قدامه و تفضى له دماغك و تسيب اللى وراك."
-"يعنى انا لو اتفرجت على التليفزيون بإخلاص و سيبت كل اللى ورايا فى حياتى و ركزت فى كل الأخبار مش هتجبونى هنا تاتى؟"
-"اه"
ثم أمر الرجل الأجش رجاله بأن يعيدوا العجوز أمام التليفزيون من جديد, فنهض العجوز و هو يحاول أن يفك الغطاء الأسود من على عينيه, فإذا بأحدهم يضربه على رأسه من جديد ثم يقول له:
-"ايه!!1 انت ما تعرفش تتفرج على التليفزيون و انت مغمض؟"
-"لو عايزنى مغمض اكون لك مغمض"


Saturday, 3 August 2013

Die Vögel können nicht lügen

 

    Der Morgen wird nicht ruhig für das alles Leben sein, ich haben immer eine Ahnung, in einem Tag, Morgen wird einen Subjekt sein, er ist immer einen Objekt aber er muss ein Nein sagen.
Seben Jahre alt, das ist mein Alter auf dem Stuhl Behinderte, ein Unfall war der Grund, veleicht es war der Grund von neue Denken ins Leben.
Einen fernen Fahrt ist zwischen mir und meiner Tochter, sie ist ja jung und ich bin ja alt, aber der wirkliche Grund ist ihren Vater, er immer sagt ihnen dass ich immer lüge, Ich kann nicht dieser Tag vergessen, er hat den Kasse von mir stiehlt und ich sah ihn, ich schriee viel, aber niemand hat mir gehört, er hat mir schlug, und von der Treppe hat mich geworfen, seit diesem Tag, ich bin auf dem Stuhl Behinderte, niemand sah mich, nur die Vögel des Morgens,  Ich möchte ihnen in einem Tag sprechen weil sie nicht lügen können !

Friday, 2 August 2013

Wenn ich Angst habe !

  Trotz der schlechte Gefühle, ich freue mich ! Ich weiss dass ich jung bin, und ich habe gute Gesundheit, aber das war nicht genug vor der letzten Stunde!

Total falsch ! falsch ist total, ich habe keine Ahnung warum alles geht zum Punkt des unmögliches?
Ich verlore meinen Beruf, deshalb verlore ich meine Freundin, sie braucht Geld, sie kannt nicht mit einem arbeitslose bleiben, und meine Freunde haben ihre Telephone ausgeschaltet !
Ich bin nicht traurig wegen was das Leben mit mir gemacht hat, aber ich habe großen Angst, Angst von der Zukunft, Angst von der Menschen und Angst von mir, Ich weiß nicht, ob ich kämpfen kann oder nicht?
In einem Moment, die lauteWelt bekommt silent ! hoscht ! niemand ist da, und niemand wird da sein, die alle Wegen haben mich genommen zu Meiner Grundmutter, sie ist meiner letzten Hoffnung.
Ich habe ihr meine Geschichte erzählt, dann sie hat mir gesagt was ich der Rest meines Lebens verwenden wird
"Alles ist mit dir passiert war normal, was wartest du von einem Beruf du liebstnicht? dein Traum war ein Schauspieler sein, und du arbeitest als ein Buchhalter ! Die verloren von dieses Beruf ist der wirkliche Gewinn, was wartest du von einer Frau liebt dich nicht? die verloren von der falschen Menschen ist ein Geschenk von Gott, du musst deine Ziele kennen lernen und für Ihnen arbeiten, dein leben ist nicht ein Spiel, du sollst gut denken vor durfen fur neuer Menschen dein Leben geben, zum schloss, Angst ist die gefährlichste Feind, denn du siehst es nicht, der Lektion des Lebens was ich hatte: wenn ich Angst von einer sache habe, ich mache diese sache, jetzt, du hast Angst von alles deshalb, sollst du alles machen".
Danke schon meine Oma !

Saturday, 6 July 2013

الساعة

كرهت الساعة التى تذكرنى بموعدك
كرهت عقربها الذى يذكرنى ببرجك
كرهت انين منبهها الذى يذكرنى بكذب انينك
كرهت قصتها التى اتممتها يوم وداعك
اهى صدفة ان انتهى من قصة اكتبها يوم فراقك؟
لقد كرهت حتى ما بيننا من أصدقاء
لقد كرهت حتى ما بيننا من صفات
كذبت عندما ظننت أن الحب لا يتحول كرهاً
كذبت عندما ظننت أن الحلو لا يتحول مراً
كذبت ظنونى و صدقت مخاوفى
و يا ويلى من ساعة أذوب فيها حزناً !

الذين لبسوا فى الحائط


هناك...الضجيج, الإلتحام, الوهج, الإشتعال, الإنفجار, و الملحمة تبدأ بمجرد كلمات فتتلوها الأفعال, مناورات أمامية, فجانبية و تأتى النهاية خلفية, و ما أجمل أن تسود الخلفية الصوتية لهذا المشهد الوجودى أصوات صرخات الحماس المحببة لكل طرف يشارك الليلة بشئ منه, لربما تكون الليلة هى الذكرى الخالدة التى سيذكرها الفريقان مدى الحياة, بداية عهد وليد, له من أحلام الطرفين ما لهما, و له من الملامح ما لهما و له من الأفعال و الخيار ما يريد أو يراد به ان يفعله ! فالوضع الإقليمى غير مأمون و غير معروف العواقب! ربما التناقض كبير و لكن الذى يدور هناك هو الذى يدور هنا...هل فهمتم شئ؟
رغم الظلام, فالحجرة ما زال بها بقايا من اللون الوردى, ستان مفرش السرير الوردى يضوى كنجم فى الظلام, رائحة الغرفة هى مزيج من عطر نسائى رقيق كنسمة و عطر رجالى جذاب و تكاد الغرفة تشع انسجاماَ لولا موسيقى الطبول الإفريقية التى تخرج من سماعات الكمبيوتر, امرهما عجيب ..يحبان العبث على أصوات الطبول الإفريقية, و لكن ليس من الضرورى أن نرضى نحن, فالأمر أمرهما, حماسة اللقاء شديدة, فبعد شهور من السفر و العمل بالخارج, و سنين من الزواج, لا شك أن الرغبة فى الإنجاب على أشدها, حلم حفنة ولد بعد العمر الضائع فى ظروف إقليمية صعبة, جعلت من لقمة العيش المتواضعة أملاً, و فى المنزل الصغير نهاية مطاف, الزوج فلسطينى الجنسية عانى الإحتلال و مازال يعانى جنسية لا تثمن و لا تغنى من جوع, شاء له القدر ان يقابل المصرية التى تكبره بعشرة أعوام لتكفل له جنسية آخرى بعد ثورة يناير, و ها هما يحاولان نسيان العمر الضائع و التفكير فى الحلم بل و الجهاد فى سبيل تحقيقه, و ما إن استراحا على ارض الموقعة التى ستثمر طفلاً, و بدأ صوت الطبول الإفريقية يعلو من الكمبيوتر,  بدأت صرخت الحماس تعلو من الفراش, و لكن بدأت الزوجة فى الإنسحاب قليلاً من المعركة, فيسأل الزوج:
- ايه مالك؟
- هو الصوت ده كله خارج مننا احنا الاتنين؟
- ايوا اومال هايكون من التحرير يعنى.
- احنا مش ساكنين فى التحرير اصلاً.
- اصل النهار ده الجمعة فأكيد فى مظاهرات... يا ستى احنا مالنا خلينا فى شغلنا.
و يواصل الزوج المسيرة مع زوجته, ثم يتوقف للحظة:
- تفتكرى فى امل المرة دى؟
- قصدك فى مليونية النهار ده؟
- احنا مالنا و مال السياسة؟ قصدى نخلف المرة دى.
- اصلى كنت بفكر فى الناس اللى فى التحرير دول, بيجبو القرف لنفسهم ما كل واحد يخليه فى بيته و يا دار ما دخلك شر.
- ناس مستبيعة عايزة تلبس نفسها فى الحيطة.
ثم يعود التركيز إليهما من جديد, حتى تتعالى الأصوات و الحركات, و كأن زلزالاً يطيح بالمنزل, فتنتفض الزوجة:
- انا سامعة هتافات.
- يا ستى احنا ساكنين عند جامع رابعة و اللبش كله فى التحرير, سامعة ايه بس.
- هى السياسة دى حتى طالعنا فى الأحلام.
و فجأة ينكسر زجاج النافذة بحجارة, و يخلع باب الغرفة من مكانه, ليجد الرجل و زوجته نفسيهما وسط مجموعة من الملتحين دخلوا من الباب و مجموعة من عاريين الصدر صعدت من النافذة المكسروة, و الجميع مسلح, فتصرخ الزوجة و يحول الزوج تغطيها بملاية السرير, إلا ان احد الملتحين أخذها من يده ليخنق بها احد اعضاء الفريق الآخر, و المدهش فى المشهد ان الرجل و زوجته عاريان مذهولان, و من فى المعركة مشغول عنهما كأنها من اثاث البيت أو من ديكورات المعركة, فيحاولا الهرب إلا أن باب الغرفة مسدود بالمقاتلين, فتصرخ الزوجة من جديد: يا هار اسود...يا هار اسود...يا هار اسود...اغطى نفسى ازاى؟, فلم يجد الرجل بداً غير ان يقول لزوجته: "البسى الحيطة"
فتقف الزوجة وجهها للحائط كتلميذة لم تفعل الواجب, و ظهر زوجها ملاصق لظهرها محاولاً ستر ما لم يكفى الحائط لستره.


Monday, 17 June 2013

موظف البلكونة


دخان سيجارتى, رحيق قهوتى, فقد حيزت لى الدنيا بحذافيرها, أما الشرفة بانورامية الهيئة , فهى قيمة إيجابيتى و فائدتى فى الحياة, أتأكد كل يوم أنى كائن حرأو بالأحرى متحرر, لأنى تحررت من إنتظارهم: إنتظار البشر السخيف لأشياء أسخف مهنم.
شرفتى هى ملجأى و ملاذى, هى أشياء أكثر من شعار الخواجة كريازى "حبى و اعتزازى", قراراتى الديكتاتورية هى قوام ديموقراطية جمهورية نفسى الباسلة التى صمدت و طردت الإحتلال البشرى و الغزو الفكرى وحدها, فعندما تحررت من الإنتظار أصبحت هذا الكائن الإستغنائى المفتخر, انا لا انتظر أحد.. لا انتظر واحدة..لا انتظر مال, أنا فقط وهبت نفسى إلى من وهبت لى نفسها "البلكونة", فأنا أعمل لها و عندها و فيها, و أقاسى فى حبها بين قيظ صيف و زمهرير شتاء, و هى أيضاً تتحمل الكثير من أجلى, فكم تضيق بأقدام المصورين و كاميراتهم المتلصصة, شقة وسط البلد ذات الشرفة البانورامية أصبحت مصدر ثروة لآيتام فقر عصر مبارك, فأنا و غيرى ممن تاجروا ببلكونتهم كمن كفلتهم الجاموسة العشر التى تظهر فى إعلانات رمضان الإستهلاكية مستهدفة الصدقات و الزكاة, و لكن شرفتى أنظف و ألطف من الجاموس, فنقلت مكتبى لها و أصبحت أباشر العالم الحقيقى من خلالها, و العالم الإفتراضى من كمبيوترعلى منضدة فى منتصفها, أترجم أفلام وثائقية..تثقيفية..ثقافية لا يهم, فالمهم أن أخلص للبلكونة كحال إخلاصها لى.
كم انتظرت الكثير الذى لم يتحقق ! و كم تحقق الكثير الذى لم يدخل مدمار أحلامى من قبل ! أهو كون بقدر؟ أم هى حرب مع الإنتظار؟ أم هو منطق بسيط عرفه الأجداد يتلخص فى اعمل الخير و ارميه البحر؟ فأنا اعمل و بلكونتى تعمل و يأتينا رزقنا رغداً, انتظرت من الطب شهادة كلفتنى عمر, و انتظرت منه عيادة كلفتنى المر, و ها أنا الآن أعمل بمنزلى و من منزلى بشهادة الثانوية العامة فقط ! اترجم الإنجليزية و الفرنسية إلى عقول تعى و عقول أصابها الإعياء ! متمردون.. متجردون و فوق الفوق نفعيون , أنا لا أشارك فى شئ , لأنى لا انتظر شئ, لا انتظر ان يسحق احلامى ليبرالى يسعى للشهرة, او يفترس عقلى إخوانى متطرف, و فوق الفوق صفقات و توزيع تركات أوطان بلا شرع و لا شريعة و لكن كله بالشرعية اللقيطة التى لا نعلم لها أباً.

لقد تأخرت فيليبا عن موعدها الليلة, تدعى الشقراء أنها تحب جسدى النحيل المتهالك, و لكن أنا أعلم انها تحب بلكونتى التى تشتهى أن تصور منها أحداث يوم مهرجان التمرد و التجرد, تريد أن تشاهد الكوميديا بأقل مقابل, و لكنى لن انتظرها لأنى هجرت الإنتظار منذ عامين, فسأذهب لأطرق باب آخرى تريد أن ترتزق من كوميديا البلاد لتحشو صحيفتها الأوروبية حشواً, فما أصعب حالك يا فيليبا فسوف تأتين و لن تجدينى على فراشى, فقد قررت أن استيقظ على وسادة كاتيا!

أسطورة البيت

فى الركن البعيد الذى لم يعد هادى, قرر عمى أن يهد بيت العائلة..بيت الذكريات, الملاذ

و الملجأ الأخير من سخطى على الحياة الذى تسبب فى وصولى إلى الأربعين بلا زوجة و لا ولد, أصبحت أنتمى للجذور أكثر من أى وقت مضى, لقد شربت إكسير الغربة, حلو المذاق فى البداية حتى تتعود عليه و يصير لك فيه حياة, ثم فجأة ينقلب السحر على الساحر و تتمنى أن تعود لتروى جذورك و لو للحظة, لتتكرر أنشودة الألم الأبدى, عندما يعود المواطن و لا يجد الوطن ! فالوجوه غير..الشوارع غير..حتى و إن كانت الأسماء لم تتغير فالأفئدة باتت تختلف..
دقت أولى طبول معركة الجدل العائلى الحرج حول رفضى لهد البيت و بيع أرضه لمستثمرى الأبراج النيلية, فور إصطحاب عمى و ابنه لى من المطار إلى منزلهما الجديد, فحاول عمى تغيير مسار الحديت فسأل:
-"قولنا بقى يا سيدى, إيه أكتر حاجة لفتت نظرك بره مصر؟"
-" الفتى."
-"هو الخواجات بيفتو زينا و كده؟"
-"زينا و اكتر و الله يا عمى."
-"مع انى كنت فاكر ان الفتى ده صناعة مصرية."
-"الفتى لغة عالمية, و جايز جدا انك توقف حد فى الشوارع و يفتى لك فى عنوان فتوة تتوهك, مفيش زى مصر بس اللى فيها مش عارفين قيمتها."

لا غبار على مبررات الجميع فى البيع والهدد, فلهم زوجات و أبناء يستحقون الأفضل, و لكن كان تبريرعمى لرفضه لإعتراضى هو المثير لذهنى, فلم يجامل الرجل أو حتى يبحث عن مفردات أنيقة, فمثلما تحدثت عن تغيير الشوارع و النفوس التى فقدت الإنتماء, فلم يجامل الرجل إذ نصبنى أنا على عرش المتغيرين, فأنا الذى كانت لى الغربة وطن و ألفت العائلة وضعى و غربتى. آتى على حين غرة لأهد بناء شخصى فى عيونهم, لماذا رجعت؟ هل رويت شهوتك فى المال و تبحث الآن عن شهوة آخرى.؟ لسنا طوعاً لرغباتك , و لا نزواتك.
أكد الرجل أن ما أشعر به هو مجرد نزوة عاطفية عابرة, كأزمة منتصف العمر التى يمر بها الرجل المتزوج, فهى أزمة منتصف الحلم التى يمر بها كل من اختار طريق الأحلام لرسم قصة حياته, و سوف أعود إلى ذاتى التى يعرفها هو أكثر منى. و سأغضب من وطنى كما غضبت عنه منذ عشر سنوات مضت.

حتى و إن كان فى ذلك عذاب نفسى, لم استطع أن أغلب هوى نفسى, فذهبت مع عمى إلى مسرح الجريمة, موقع هد البيت و مسح الذكريات من على وجه الأرض, و رأيت جدران حجرتى تتناثر كالأشلاء أمام عينى, و تهت فى ذكريات أبى و أمى رحمهما الله, إحساس غريب ..قوى..لعين, و الجميع يرى و يشاهد, صفوف من المارة ممن إعتادوا رؤية بيتنا العتيق ذو المعمار العظيم و الحجر القوى المتين, تناثرت تعليقاتهم على أسطورة هد هذا الكيان لتشكل أسطورة آخرى عن حقيقة هد بيتنا.




-"إزاى تهدوا المبنى الأثرى, أدى اللى خدناه من الإخوان, بكره يهدوا الهرم و إحنا واقفين نتفرج."
-"إخوان إيه يا عم, ده بيت قديم و مشرخ من جوة و جاى له قرار إزالة من قيمة سنة و سبع تشعر كده."
-"إلحقى يا ماما الليبرالين هدوا مقر الإخوان."
-"ريبراريين إيه يا واد, ده البيت ده اللهم احفظنا مسكون فالأهالى لموا من بعضياتهم عشان يهتوه, و الجن اللى فيه يرحل, اصله جن شرانى كافر بيسقط عيال المنطقة فى السانوية العامة إن دخلوها أصلاً , كل العيال اللى ساكنة هنا دخلو تيجارة ما كبوش مكموع السنوى العام...انت هاتفضل فتاى على طول كده يا واد..انا ما ربتكش على كده." 

و فجأة تحولت لأخضر رجل فى العالم و صحت فيهم صيحة اعادت الدجاجات لأعشاشها: "اسكتوا بقى فشختونى فتى, صدق اللى قال الفتى صناعة مصرية, دى عيشة تقرف."
لم اسمع حينها سوى صياح ملكة جمال الفتى فى وجه فرخها الصغير "كالك كلامى مش قولت لك مسكون..السماح..السماح..يالا بينا يا واد العفريت طلع."
ثم رمقت إبتسامة عمى الداهية العجوز و هو يقول "حمد الله ع السلامة يا ابن اخويه."

Friday, 14 June 2013

فائدة الثلاثاء


الطريق..كل شئ هو طريق, كل غاية لها طريق, و إن تحملنا صعوبات الطريق, فكيف نتحمل تكلفة النهاية؟ التى ربما تأتى بما لا تشتهى النفس ! هل أنا تصالحت مع ذكرياتى؟ أم سيطرت هى على؟ عبث و نفور .. هى حالتى, قلق دائم هو وضعى, و ما أغرب ذلك القلق ! فأنا قلقة بلا سبب و قلقة على لا شئ, الإحساس مهمين على روحى, و يؤذينى فى عقلى, و لكنى للآسف لا أرى له كيان مادى لكى أتفاوض معه, لأنى و بكل فخر غير قادرة ليس على محاربة القلق فقط , بل أنا غير قادرة على قتل ناموسة من ناموس الصيف الذى نثر على جسدى آثاره الحمراء, تزداد شهوتى فى الشجن كلما نظرت حولى الآن..الساعة العاشرة مساءاً, و يبقى فعلياً من الزمن ساعتان على إنتهاء يوم الثلاثاء الذى طالما ما احترت فى امره, حقيقةً .. أنا لا أفهم وجوده فى منتصف الأسبوع, و لكنه غير مضر كأول الأسبوع الذى يجلب الأعباء الجديدة, أو كأخر الأسبوع الذى يقلب المواجع القديمة, يعجبنى الهدوء فى عربة المترو الآن, لقد ركبنا خمس سيدات من أول الخط, فالوقت("بالإضافة إلى يوم الثلاثاء) لا يسمح بوجود من يعكر علينا صفو هدوء العربة, كبائعة لانجرى فاضح, او متسولة تدعى الإعاقة و المرض, أو طفل هزيل لم يعرف شيئاً عن الصابون من يوم ميلاده...يبيع أو يختبئ فى عربة السيدات من شئ لا أعلمه أنا و لكن هذا الطفل أوفر حظ منى لأنه يعلم ما يخيفه .
إرتباكى يتضح حتى فى وصف نفسى و ما حولى من مكان, فقد بدأت الحديث عن الطريق ثم تهت فى وصف نفسى تارة ثم فى وصف ما حولى تارة آخرى, يبدو أنى تائهة ليس فقط فى مشوار حياتى و لكن أيضاً فى سرد حكايتى, فهذا الطريق الذى شهد آيام من حياتى كنت أظنها الأسوأ قبل أن تعصرنى هذه الآيام عصراً, فى المحطة السابقة بكيت فى صمت يعلوه القوة على فراق رامى و خيانته لى, إدعى أنه تركنى و تزوج من آخرى لأنى لم أقل له "معرفش"فى أى يوم مضى, كانت تزعجه إستقلاليتى بجنون, و أنا اليوم أعلنها لنفسى بكل صراحة "انا معرفش" أنا لا أعلم هل ما رواه صدقاً ام عبثاً؟ و لكنى عرفت الآن شيئاً واحد: فلابد أن تبدأ علاقة الحب بين طرفين أحدهما يريد أن يقدم الحب و الآخر يريد ان يأخذ الحب, ربما كنت أقدم و هو يقدم و كلانا لم يأخذ شيئاً ! ربما..
و هذه هى محطة الخيبة, شوارع هذه المحطة ستسرد قصة حزائى المقطوع, و أنا أبحث عن عمل فور تخرجى, و أزمة مؤهل عالِ بلا واسطة تعلى من شأنه, فشلت فى هذا أيضاً , و لفشلى طابع مميز, فدائماً ما أتمنى ثم أتمنى ثم تنكسر روحى قبل أن ينكسر أملى, قمت كثيراً من كبوات و لكن كبوتى هذه لا أعلم كيف أردها عن ذهنى؟ إبتسامة الحياة لى فى هذه اللحظة كانت أكبر من حدود آمالى و شرود خيالى, تحقق الحلم و تم إختيارى للعمل فى محطة التليفزيون التى طالما حلمت أن اعمل بها, حتى بدا نجمى فى البزوغ, فإذا بمديرالقناة يستبدلنى بصديقته اللبنانية الحسناء مزة ثقيلة العيار و ثقيلة العقل أيضاً, تعطى بمقابل, تتاجر بكل شئ, تيقنت حينها أننى لم أحسبها بعقلى أبداً, دائماً اختار الطريق الأصعب و هناك الطريق الأسرع الذى ليس بالأسهل, فكل الطرق صعبة, و لكنه طريق اللاعب الأمهر, فربما إن كنت مختلفة فى شئ ما كانت تخلت عنى فرصة العمر, من كثرة الصدمات و طول المشاوير لم أعد قادرة على البحث بداخلى عن إختلاف, العجز أصبح عاهة, و الأفكار تقتل بعضها بشكل غريب.
- "هو حضرتك نازلة اخر الخط؟"
جاوبت على من تجلس جوارى دون أن أنظر لها حتى "لا المحطة اللى بعد الجاية"
- "هو فى حد معانا فى العربية تانى, و لا احنا اخر اتنين؟"
و إذا بكفوفها النحيلة تتحسس شعرى و تغمر جسدى بشحنات لا أعلم كيف أوصفها, عجز عن الوصف...عجز عن التفكير ... و قوة خارقة فى الإحساس, و كأن روحى اتصلت بروحها فى لحظة, لم يكن هناك سوانا فى العربة, و لكنى لم استطع أن اجيبها ب "لا" فلى عجز أقل من ظلام عجزها, يمنعنى أن أقول "لا" لمنكوب
-" انتى نازلة فين؟"
-"انا نازلة اخر الخط و عايزة حد يكون نازل معايا يعدينى كبرى المشاة و يركبنى التكتك".
-"انا هاوصلك."
-"انا متشكرة جدا"
و عندما وصلنا إلى المحطة أخذتها من يدها فعلياً, و لكن فى الحقيقة هى التى حمت نفسى بقوتها و صمودها, و أخذت تحكى عن حياتها و أنها كفيفة منذ السابعة من عمرها, و هى تعمل فى دار رعاية للمكفوفين, والعجيب أنها تنفق على أمها, بل و الأعجب أنه ليس لديها من يساعدها فى الذهاب إلى العمل, او الرجوع منه, فهى تخرج إلى الدنيا كل يوم فى إعتماد تام على الله كالعصفورة التى تبحث عن حبة فى غابة متوحشة, و على الرصيف كان هناك قارئ قرآن يتلو قول الله تعالى:
"فاصبر لحكم ربك و لا تكن كصاحب الحوت إذ نادى و هو مكظوم", فتحسست كف الرجل و دست فيه جنيه من حقيبتها المتهالكة, و أنا أراقب نفسى و نفسها , و الحياة بأسرها, لأول مرة اتدبر قصة يونس عليه السلام, الذى أكرمه الله بالمغفرة بعد فشل دعوى عظيم, و نجى من كربه...نعم هناك دائماً مفر..لنا الغفور الكريم الرحيم.
 ثم أوقفت لها التكتك كما طلبت
-"انا متشكرة ليكى اوى."
-"طب انتى هاتمشى ازاى بعد ما تنزلى من التكتك؟"
-"اكيد ربنا هيرزقنى بحد يوصلنى لحد بيتى."
-"اصل الوقت اتاخر و الدنيا ضلمة."
-"انا بقى لى 20 سنة على الحال ده, اما الضلمة فى دى على طول معايا".
و فور ركوبها التكتك اخبرت السائق أين تريد أن تذهب, و يبدو أن الرجل سمع حديثنا فرحب بأن يوصلها بنفسه حتى منزلها, و عدت أنا فى طريقى أنظر إلى القمر بعين آخرى, أنظر إلى جسدى و كأنه ليس لى, فقد كان سجن خرجت منه, أنظر إلى السماء لأجد قمراً كاملاً و أعرف قيمة الثلاثاء يوم الفصل بين آيام سابقة بالأسبوع و آيام تالية تختلف.

Tuesday, 11 June 2013

حكاية

حدثها فى عجالة
عن عشق و إستحالة
لم تبدِ أى إستمالة
فإن وفت للقلب
و خانت العقل
فهى ندالة!
فليس فى الحب أمر
و ليس عليه أمر
و لكن له خيار مر
أن تكمل و تسقط
أو أن تقف و تكبت
ففى السقوط حسرات
و فى الترك ملذات
فإن نجوت بعقلك
فقد ربحت الجولة
و إن سقطت بقلبك
فلا قوة لك و لا حولَ

Saturday, 1 June 2013

Review

Since a very long time, I had not write any book review, but in this time I felt awakened by the movie not the book, the movie of the good image and performance, the book of the soul and the meaning.
Gatsby ... when the dreams kill you ! after achieving every goal, any goal, and getting rich to any wish that we may blink it, success becomes a habit and by indirect way, we go on the road of the tricky emotional track, that drives us to the death of the fancy love, as a rule of thumb the fancy legend love always die by the hand of a dirty lover who can not respect, can not evaluate, and do not deserve the true love.
what made me sad, was the end of the Gatsby, I wish he had continued his life after the cheat of his dreams, but the novel is really important for everyone to know and to understand that dirty people always complete each other, as Daisy and her husband, and no place for the fancy crimson love in their hearts.

Sunday, 26 May 2013

أزمة فن

فى الفنون جنون و غضب و شغب
فى الفنون فكر و أدب و قلة أدب
فى الفنون شهوة و رغبة و شغف
فى الفنون نفى و نكران و صلف
فى الفنون نفور و إنسجام و عبث
فى الفنون طاعة و صمت و إستسلام
فى الفنون رفض و شجب و خصام
فى الفنون إنسان و إنسان و إنسان
فى الفنون عربدة و صعلكة و سلطان
فى الفنون رشد و مراهقة و توهان
فى الفنون هدنة و حرب و سلام
و إن كنت فنان 
فصعب عليك أن تحيى كما هم يحيون
فأنت تصدق ما هم يكذبون
و هم زاهدون فيما انت به مفتون
و انت زاهد فيما هم به يفرحون
فأيكم المجنون؟

انت عمرى



أقسم بالواحد الأحد 
انى لن أضيع العمر بلا سبب
 نزاع و خصام
 بين ألف وجه لى وجِد
أُحسن إليهم فوق إحسان أم لولد

أتوه فيهم بين لهو و عبث
أصعد من مطية فقر
 إلى ترف و رغد
و أعود لأبحث عن حقٍ و سند
لروح معلقة بين نبلٍ و شغب
لوجه كره الفلسفة و الأدب

فى وقت صمت بلا إصغاء
فى وقت زهد بلا إقصاء
فى حال ضيق و رهب
و يا ويلى من حال سخط و عجب !

فى العام أكتب لنفسى مرة
و فى العام أخطئ ألف مرة
و لم أذهب للتوبة سوى مرة
فأخشى أن يمر العمر مرة
و أنا على حالٍ مُرة
فيها حزن بسلوة
و فرحة لا تخلو من عكرة!


Monday, 20 May 2013

From Their Point of View


Sometimes you find yourself lazy, may be aggressive however you will wait for your lover face, the story is the change for no reason , no occasion , nothing happened to change your mod, starting to believe that the planets movement around the earth, reflects energy on us, may be a good reason to follow.
 Mercury 

The planet of communication and exchange, when it visits you, it gives you different intelligent way of expressing your ideas and enhancement of your communication skills, also, it helps in the upgrading of the intellectual skills of learning and writing. you will feel happy if you are in an open community of learning and studying, and mercury is affecting you.

Venus
The love and ability to express it, also the physical attraction, all are faces and reflections of Venus, being soft, romantic and well behaved with your partner , represent Venus, also the decoration touches in homes & offices.

Mars
Fighting, competitions, and boldness spirit, are the main faces of Mars, it is visit will teach you how to struggle for your goal and how to be a worrier, it is the not easy Mars.
Willingness is required.



Jupiter

Good luck! valuable opportunities, blossoming attitude and confidence, will be its gift when it knocks your door, you will take over that you deserve but you must catch the ball when it comes in your corner.


Saturn
The teacher ! it comes to you to give a lesson in wisdom, a lesson in hard working, a lesson of adapting with pressurized situations, so toughness will be your requirement, however it gives you experience and good thinking abilities, and unforgettable lessons !


Uranus 
Eccentric situations will be near, new , modern, will be you and your life style, unforeseeable changes will be waiting you, also, some lack of human warmth, your individuality will increase as your independent personality too.  

Neptune
Your philosophy will increase, the tendency of learn specially the meta-physics will grow inside you, reading and writing will be in an official enhancement, nervous breakdowns will be near as you dream a lot more than you realize, in this visit you may need alcohols to escape the universe and stay in your dream. 

Pluto
High energy levels, crises and upheavals impossible to escape, you have to get ready for answering your self questions in that situation.

Saturday, 18 May 2013

رجال مكة


كنت أتمنى أن يلهمنى الله صياغة لهذه الفكرة فى شكل قصة قصيرة كعادتى فى محاولة التعبير عن الأفكر التى تزور رأسى, و لكن هذه الفكرة فرضت نفسها على هوامش كتاباتى فى صورة مقال, لأنها موضوعية بعيدة تماماً عن آلام المتحرشين و صرخات المتحرشات بهن, و لا تخلو قصة من العنصر الإنسانى و لكن ربما يخلو المقال من الشعور لنتحدث فى المعقول.
نطرح التساؤلات عندما نشاهد فيلم عربى قديم ربما فى الخمسينات او الستينات, لنرى نجمات السينما المصرية يرتدين الثياب المكشوفة بمنتهى الرقى و الأناقة, و تزداد التساؤلات عندما نسافر خارج المنطقة العربية لنرى عاريات فى الشوارع بلا تحرش 
حتى بالبصر, و يأتى السؤال صريحاً مباشراً ... ليه عندنا فى مصر تحرش؟
لا داعى فى خوض حوارات: الغلاء, الفقر, الظروف الإقتصادية نهاية إلى عبارة "الشباب تعبان", فمن المتحرشين الأغنياء و المتزوجين و لا علاقة للصفات السابقة بهم, لنأتى إلى نقطة ثانية "عهد مبارك منه لله" لنعود بشكل أو بآخر للعجز الإقتصادى, و الخروج من هذه النقطة جاء لى من حكاية قصتها علىً أمى, فقد رأت مشهد تحرش واضح و صريح فى اتوبيس فى عام 1977  اى بعد نصر أكتوبر و فى آيام الإنفتاح, لا مشكلة إقتصادية و لا مبارك, كما ان الشعب المصرى "المحتل بطبعه" واجه ظروف إقتصادية طاحنة منذ وفاة تحتمس الثالث (أعظم من حكم مصر) إلى يومنا هذا, لم نسمع عن تحرش حتى فى أحلك العهود جهلاً وخرافات جنسية و هو العهد الفاطمى العفن.
و فى نهاية الأسباب يأتى الوازع الدينى و ملابس السيدات, لن أتحدث عن ملابس المرأة المتحرش بها التى تبدأ بالنقاب لتنتهى بالفستان الفصير, حتى نفاجأ بالتحرش داخل الحرم المكى ! فهل هناك وازع دينى على وجه الأرض أقوى ممن يملكه أناس صدقوا ما عاهدوا الله عليه؟ هل هناك نساء أحشم فى أى مكان أكثر من هناك؟ 
الإجابة ليست "تونس", الإجابة هى "الخليج" ظهر التحرش فى مصر بعد سفر المصريين لتعميير دول صحراء بترول الخليج, لا التحرش فقط, بل كل ما سميناه بأخلاق الفقر, من شح فى الشهامة و الأصالة التى إمتاز بها الشعب المصرى عن غيره من الشعوب, شح فى الأناقة فى المعاملة قبل المظهر, شح فى مد يد المساعدة للآخر, إنها أخلاق متفشية فى المجتمع الخليجى بشكل ملحوظ, مجتمع نقله البترول من شئ إلى أشياء, فالأعراب أشد كفراً و نفاقاً, لا شك أن بينهم أناس رائعون و لكن يغلب عليهم ما غلب على مجتمعنا منذ تعميق العلاقات معهم ,لنضيف عن ما قاله الأجداد "المال السايب يعلم السرقة" إضافة هامة و المال السهل يعلم الإنحراف.

Friday, 17 May 2013

معاملة أطفال

ليس علينا إدراك النجاح, و لكن ما هو لنا أن نتجنب الفشل, و إن واجهنا نقتله قبل أن نصبح فريسة لعواقبه, أحياناً أتساءل ما فى الدنيا من جمال؟ هل الحياة جميلة فعلا؟جاوبنى صديق أن كل شئ جميل, و لكن دائماً القبح أساسه بشر, لقد خلقنا الله فى أحسن تقويم و لكن لنا فن فى الإعوجاج, هواية أم غواية أم غريزة؟ لا أعلم و لكن علينا التهذيب !
استيقظ من نومه و وجد حالة غريبة من الإرتباك فى غرفته, أين الكمبيوتر؟ حتى هاتفه المحمول لم يدق منبهه كالعادة فى تمام السابعة, ليجد بدلاً منه منبه ضخم الجثة عريض الجرسين, و وجد مكان الهاتف الأندرويد, هاتف قديم يشبه التليفون اللاسلكى فى عز شبابه حين بلوغه سلم المجد التكنولوجى, خرج من غرفته متسائلاً "أين أشيائى"؟ فوجد الكمبيوتر بجوار التليفزيون فى حجرة المعيشة, ففتحه مسرعاً كمدمن حصل على الجرعة, فوجد الكمبيوتر غير متصل بالإنترنت, فظن فى نفسه انها مشكلة عامة فى الوايرليس, فذهب يبحث عن كابل يوصله بالراوتر القديم, فلم يجد, و ظل مكانه كما هو بعماصه و بيجامته حائراً مستنكراً, طب فين النت؟ هاتولى الفيسبوك؟ عايز اشوف الكومنتات و اللايكات على اخر بوست..عايز اشوف الواد رامى كاتب ايه على سفريته الاخرانية..عايز اشوف صور دودو الاوزة...اريد نتاً و حناناً, و قد لمعت فى رأسه الألمعية فكرة من آيام الجاهلية الأولى, سلك التليفون..ثم طاخ..طييخ...طوخ, و تم المراد من رب العباد و اتصل بالشبكة العنكبوتية الإنترنت, و بدأ رحلة إنتظار تحميل الفيسبوك الحبيب, حتى سمع صوت نغمة "موتزارت 40" تنبعث من هاتفه النوكيا الجديد القديم الطراز, انه زميله فى العمل يسأل عنه لماذا لم يلحق بالاتوبيس؟ ده الأتوبيس فاتك يا معلم و شبع فوت, فالساعة اصبحت الثامنة, مرت ساعة منذ أن استيقظ و هو يلهث وراء الفيسبوك, و على الفور بعد مرور 5 دقائق كان فى الشارع, و ما ان ركب الميكروباص و رأى الجميع ينظرون فى هواتفهم بين لعبة و كومنت, اتصل بزوجته ليصب عليها غضبه فهى من فعل به هذا "المقلب" بالتأكيد, و لكنه لم يكن مقلب, بل كان موقف متخذ مع سبق الإصرار , فالزوجة رأت ان زوجها ينشغل عن عمله أو تنمية مهاراته العملية بسبب الفيسيوك و الألعاب, لقد افتحم التواصل الإجتماعى حياتنا منذ أعوام و جاء الربيع العربى بإعماق هذا الإقتحام, فأصبح التواصل الإجتماعى ساحة لجميع الأغراض, غير ان النت المتاح دائماً جعلنا حتى و إن كنا نعمل ننصرف بأذهاننا عما نعمل فيه لأى لهو و عبث, فإذا دخلت لترى الإيميل, فبشكل لا إرادى تفتح الفيسبوك لترى احياناً..لتتكلم احياناً... و لتنظر إلى الآخرين فى كثير من الأحيان.

"لو عايز النت هاديك الوصلة مرتين فى اليوم كل 12 ساعة تخلص كل الشغل و تبعت الإيميلات و تجيب اللى انت عايزه من جوجل, غير كده لأ."
-"انتى بتعملينى زى ما اكون عيل."
-"ما انا شوفت صحابى و اللى وصله ليه اللى بقى معاه ماجيستير و اللى سافر بره و اللى اترقى, حزنت على حالى و حالك و قولت لازم نرجع نذاكر شوية."
-"انتى شوفتى صحابك فين اصلا عشان تبصى لهم كده."
-"الفيسبوك..الفيسبوك."
-"'طب ما اصحابك كويسين و ناجحين اهو و ع الفيسبوك عادى."
-"و انت تفتكر انى بعد ما بصيت عليهم هايفضلو ناجحين؟ انا ما بهزرش فى الار."

Saturday, 27 April 2013

الخروج عن المعبد


قالتها أجاثا كريستى, و اتخذها هو عنواناً لحياته : "إذا عجزت النفس لجأت إلى الخرافة", و قد شمل هذا الدستور عمله أيضاً, فقد كان يسلط الضوء من خلال عمله كصحفى على الخرافات التى يقدسها الناس, ليس فقط كقراءة الفنجان أو الكف, و لكن الدين أيضاً, فقد كان يعتبر أن الدين هو أكبر خرافة صنعها الإنسان لسيطر على ضعاف النفوس , حربه للخرافه أكسبته شهرة واسعة و إهتمام إعلامى كبير, محلى و دولى , فهو صاحب فكر و قضية , يكذب الخرافة بالمنطق و الأدلة و القرائن, و كان دائماُ يلقى اللوم على كل من حكم العالم بفكر سياسى أساسه عقيدة دينية, فالدول الدينية هدفها التخريب و الدمار, لإنها دول قائمة على الخرافة و الخرافة هى هاوية العقل, و بالطبع لم ير نفسه ضعيفاً قط حتى جاء ذلك اليوم.
الحقيبة السوداء التى تحتوى على أهم ملفات عمله و حملاته الصحفية, بالإضافة إلى اللاب توب الخاص الذى يدون عليه جميع أفكاره و مقالاته, غير موجودة بالمنزل, و العجيب أن كاميرا المراقبة بالمنزل لم تسجل أى مشهد لسرقة الحقيبة, كانت الحقيبة لا تحتوى فقط على أوراق عمل نزيهة, و لكن كانت تحتوى على أعز ما يملك المجرم من "ذلل" لكل الضحايا الذين يبتزهم للسكوت عنهم صحفياً و إعلامياً, فقد وقع فى ورطة كبيرة, فإن أبلغ الشرطة سوف يتسرب الخبر لكل من له ذلة داخل الشنطة و هذا يعنى سقوطه فى يد خصومه, و ما زاده تأكد أن الحقيبة لم يسرقها أحد, أنه مازال يتقاضى المال بشكل منتظم من أصحاب الذلل المفقودة مقابل سكوته على الأدلة الفاضحة, فالحقيبة لم تقع فى يد أحد, الأمر خرج عن سيطرة عقله فى هذه المرة, أين الحقيبة؟ ظل فى قلق و حيرة, حتى أن وصل إلى شئ من المنطق يريح به عقله, فلابد أنه نسيها فى مكان ما, و لكن كيف و هو لا يخرج بها من المنزل ؟ الأسئلة زادت حتى ضعفت النفس التى طالما أوهم نفسه بقوتها المطلقة, مر شهر فى قلق, لا نوم و لا تركيز فى يقظة حتى قرر أن يدق باب "حجازى".
جلس الرجلان على الطاولة المستطيلة, على وجه أحدهما سعادة عدم التصديق لما هو فيه الآن, و على وجه الآخر تعاسة عدم التصديق لما هو فيه الآن, الصحفى فى زيارة عمل عند المنوم المغناطيسى الذى طالما حاربه فى أكل عيشه و وصفه بأنه تاجر لخارفة الناس لها عابدون, جرى الإتفاق على تنويم الصحفى مغناطيسياً لكى يعود بالذاكرة إلى المكان الذى فقد فيه حقيبة الأسرار, و بدأ المنونم "حجازى" فى عملية الإسترخاء, و بدأ فى التسجيل للصحفى, و بدأ الصحفى فعلاً بالعودة إلى الماضى و لكن فى كل ما عاد إليه من الماضى القريب, لم يفصح بشئ واحد عن مكان الحقيبة غير أنها فى شقته, و أن ما فيها هو سبب سعده فى هذه الدنيا و فقدانها يساوى نهايته, فطلب منه حجازى أن يعود بالذاكرة أكثر, لعله يأتى بخبر عن الحقيبة حتى عاد..عاد..عاد.

"وفيها إيه لما اكدب ع الناس؟ ما تجار الدين بيكدبو عليهم و هما فرحانيين بالكدبة, أنا عارف إن فى دين و فى رب, بس الإيمان بيه معناه إنى هاتحرم من حرية العمل, أنا عايز أعمل كل حاجة تيجى على بالى, مش عايز حساب, القرآن نفسه إتكلم عن الكفر من غير سبب, بس إحنا عايشين فى زمن ربنا كرمنا فيه بتجار الدين عشان نعلق عليهم شماعة حب الدنيا و الحرية, أنا بنفر من الدين عشان هما كرهونى فيه, بيطبقوه غلط يبقى هما السبب, كلام جميل, بس الحقيقة إن أنا مختلف..مختلف ..مختلف...أنا ....."

- حجازى: إرجع للماضى اكتر.

"أين رفاقى؟ كيف يرضون على أنفسهم الحياة فى هذا المجتمع الكافر؟ كيف يكذبون رسالة الصليب المباركة؟ لقد تركنى الجميع بسبب الصليب الذى لن أتركه ابداً, فرسالة محبة عيسى هى وسيلتى فى دنيا الظلام التى ستصل بى إلى شاطئ النور بجوار المسيح بن العذراء المقدسة, لقد خرجت عن معبد شهوات الأصدقاء و سأمكث هنا فى كهفى أعبد ربى, خرجت عن معبد الكفر إلى معبد الإيمان, فأنا اختلف عنهم..أختلف...أنا...."

و قد تحول وجه المنوم المغناطيسى إلى وجه عالم أثرى وجد شيئاً ثميناُ بعد بحث طويل
- ارجع كمان..كمان...قد ما تقدر إرجع

"لن انتظر أن يساندنى أحد فيما أصبو إليه, فآتون كما يبعث فينا الحياة كل صباح سيبعث فى بدنى القوة و فى عقلى النباهة, سأترك لهم معبد آمون, و سأذهب إلى معبدى أنا و زوجتى, كم تمنيت أن يحمل ابنى إرث عبادة آتون, الإله القوى الواحد, و لكن للآسف أفكاره كفلاحين منف, لم يعرفوا فى الحياة سوى آمون, لن يتحرك ذهنهم تجاه فكرى, التوحيد ...العقيدة...النور, هل أنا مختلف؟"

فاق الصحفى من النوم, ثم سأل حجازى: "انا نمت قد إيه؟ انت مالك متنح لى كده ليه؟ لاقيت الشنطة؟ ما تنطق."
- حجازى: "إخناتون..إخناتون."
-"انت شكلك انت اللى نمت."

ثم قام حجازى بإسماع الصحفى التسجيل, و عندما سمع الجزء الأول الذى يشرح فيه حقيقة إلحاده صاح" ده كدب ..كدب..كدب", أما عندما سمع دفاعه عن عقيدته المسيحية قال: "أنا فعلاً من أصول مسيحية بس ده تخريف..تخريف", وكانت الصدمة عندما علم انه كان"إخناتون" فى عصر الفراعنة, "مش ممكن هو أنا كام واحد."
- حجازى: "انت كلهم, فى منوم مغناطيسى عالمى قدر يوصل بأحد الحالات لأصله القديم و العصر اللى كان عايش فيه فى زمن فات, و أكد انه من سكان قارة أطلنطا المفقودة. الراجل ما نالش شهرة لأن أطلنطا مالهاش وجود ففى ناس ما صدقتوش, أما أنا فهاخد الشهرة دى لأن مصر موجودة و معبد آتون موجود, و انت إخناتون."

أصبح الصحفى  على حافة الجنون, فكل ما فى التسجيل حقيقى, حتى روايته عن فكره الإلحادى هى فعلاً وجهة نظره, أصله المسيحى كل شئ حقيقى, فحتماً انه كان إخناتون فى يوم من الآيام, و أن هناك الكثير من الأشياء ليست خرافات كما كان يعتقد, و لكن كيف يترك للمنوم إعترافاته التى ستوقع به فى بئر من الهلاك, إلحاده السافر, الحقيبة التى ذكر أنها مفقودة و الفضائح التى بها, كل شئ خطير, و هذا المنوم المجنون الذى يريد الشهرة بأى ثمن, و بسرعة خاطفة أخذ الصحفى سى دى التسجيل, و لكن حجازى أمسك به, و تصارعا حتى كاد الصحفى أن يموت بين يدى, فإنها فرصة عمره فى المجد و التاريخ, و فجأة تركه حجازى و أعطى له السى دى , و بالرغم من أن الفرصة سنحت للصحفى أن يهرب بسهولة, إلا أن ما بمهنته من فضول جعله يسأل حجازى "إيه اللى غيرك فجأة؟"
-"الجنى اللى مخاويه طلب منى اسيبك و إلا هيحرقنى."
-"هتقولى إخناتون بقى و لعنة الفراعنة, مش كده؟"
-"لا, الجنى قال انك بتخدمهم من غير مقابل, اما انا بخدمهم و هما بيخدمونى, انت بتخدم مصالحهم اكتر منى, لازم انا و هما نعمل لك اللى انت عايزه."

Tuesday, 16 April 2013

إعدام حشرة

كلما صارحها بأنه يعشق الجريمة, كانت تنظر إليه أحياناً فى تعجب و أحياناً آخرى فى نفور, و فى الحالتين كان لسانها ينطقها "اللهم احفظنا", هكذا حدث زوجته, هومحامى شاب من عائلة قانونية عريقة رفض الإلتحاق بالعمل النيابى لعشقه للمحامة, منّ الله عليه بنعم كثيرة, نجاح عملى, عائلة كريمة و زوجة جميلة أحبها من النظرة الأولى, و لكن رفضها والده فى البداية ليس لعيب فيها و لكن لقلق من أهلها, فبرغم أنها خريجة الجامعة الأمريكية و من أسرة ثرية جداً, إلا أن والدها انتقل من العدم إلى الثراء, و العدم شمل كل شئ, مكان الولادة قرية معدومة المرافق, أب لا يستطيع أن يكتب اسمه, أم هجرت القرية و لا يعلم غيبها إلا الله, و بالرغم من هذه الظروف الغير آدمية أصبح هذا الرجل ثرياً جداً, و حتى إن جاء الثراء من طرق مشروعة و هذا هامش ضئيل من الإحتمال, فإن العرق دساس, و من انتقل من العدم إلى الوجود لا يستطيع أن يحيى كإنسان, فلديه من مضادات الآدمية ما تحول إلى جينات وراثية أو ترباوية هى إرثاً له و لذريته و إن تخرجوا من أرقى الجامعات فهناك شئ مهم غائب عنهم, فلديهم المتعة الغير مشروطة بمسموح أو بتقليد, هى الغاية.
ألقى المحامى كلام والده فى بحر الإسكندرية, و اتهمه و إن لم يعلنها له جهراً, أنه طبقى متأثراً بزمن الملوك الذى شهد مجد عائلته فى القضاء , و صمم و تزوج من أرداها قلبه.
و بعد ثمانية أشهر من الزواج, سافر المحامى إلى الأقصر للترافع فى قضية فتنة طائفية شغلت الرأى العام, أخبر عروسه أنه سيغيب أسبوع, فاتصلت به بعد يومين من سفره و طلبت منه أن تذهب هذا الأسبوع لأهلها فى القاهرة, لم يعترض و هى لم تنتظر, فسافرت على الفور, ليس لحنين لعائلتها, بل لأن زوجة "المنجد" ستعود إلى المنزل فى اليوم التالى و أمامها يوم واحد فقط لتخوض التجربة المثيرة معه, فبالرغم من بلوغها الخامسة و العشرين إلا أنها مازالت تمارس هوايات و مهارات عديدة اكتسبتها من فترة المراهقة, فمازالت تذهب إلى أى بيت مع أى شخص توصلت له من معاكسة تليفونية كانت هى بطلتها او هو, و فى هذه المرة ستذهب إلى "منجد" شقته خالية من زوجته لمدة يومين, فالتجربة مثيرة و لم تعشها من قبل.
ذهبت له و أعجبها منظره المختلف عن مظهر زوجها الأنيق أو من حولها من رجال, و بدأت معه الحديث و عندما علمت منه أن زوجته فى البلد لزيارة أهلها, ضحكاتها الرقيعة لم تتوقف "انت بتصدق الكلام ده بردو ! أكيد بتعمل زى ما انا بعمل و انت بتعمل, تلاقيها نايمة فى أى حتة."

حاول زوجها مراراً و تكراراً الإتصال بها, و لكن فى كل مرة هاتفها غير متاح, و اهلها لا يعلمون عنها شيئاً, فليس عندهم خبر من الأصل أنها ستأتى لرؤيتهم, و على الفور اتصل بأخيه وكيل النيابة حتى يقوم بالتحريات اللازمة فلم يستطع أن ينتظر مرور 24 ساعة على إختفائها, و بتتبع هاتفها المحمول وجدوا أن اخر مكالمة أجريت من إحدى ضواحى الجيزة, أما الهاتف نفسه فتحدد مكانه على الطريق الصحراوى بين الجيزة و بنى سويف, و تم العثور على الهاتف و الجثة شبه عارية فى "شوال" به بقايا قطن, جروح الرقبة تدل على الوفاة بسبب الخنق, و لهول ما علم وكيل النيابة تحفظ على نقل الجثة إلى الطب الشرعى, و ذهب إلى صاحب الجريمة الغير محبوكة بالمرة, فمن يقتل قتيل و يدفن معه هاتفه المحمول دون حتى أن ينتزع منه شريحة الخط, لابد أن يكون متأخرعقلياً, ليس من الصعب العثور على عنوانه, و ليس من الصعب أبداً ان ينهار و يعترف بأنه قتلها بمجرد أن نطقت بسيرة زوجته الفاضلة على لسانها, وضعها فى شوال فى دكانه ثم ألقها مساءاً فى الصحراء, أما المحامى الذى كان يتمنى إعدام القاتل من قبل لحظات من معرفة الحقيقة, فقد تحفظ على إختفاء زوجته و سجل القضية ضدد مجهول, و تذكر كلام والده الذى يعرف عن الحياة الكثير, و إن لم يقل الأب عن من مثل الزوجة أو والدها "حشرات" ليس لهم من الإنسانية فى شئ, فقد قالها الزوج بنفسه: لا قصاص للحشرات, فإن قتلت حشرة, حشرة آخرى, فهل يجوز إعدام حشرة؟