جلس هو و زوجته أمام التلفيزيون فى حالة شديدة من اللامبالاة, فقد إعتاد الثنائى رؤية مشاهد الكر و الفر و طرقات الرصاص مجهولة المصدر و الهدف, إنشغلا بالبحث عن خرم الإبرة, فالزوجة الستينية و الزوج السبعينى قد أنفقا النظر فى مشوار الحياة و لم يتبق معهم الكثير منه, و على الرغم من ذلك فمازال ولع العجوز بالكانافا يفوق وفاء محبى مايكل جاكسون, و كلما التقط زوجها طرف الخيط يحاول مساعدتها فى توفى توفيق الخيط برأس الإبرة و يقول "لقيت خرم الإبرة" تجذب هى الخيط منه و تقول : "انت سادد الخرم بصباعك", ثم تحاول بيدها المرتعشة ان تسدد فى الخرم, و لكن زوجها يصيح "الخيط سرحان منك فى الهوا", ظلا يبحثا عن خرم الإبرة..لا ادرى..ساعة..يوم..اسبوع...سنة..لا أعلم, و لكن مبلغ علمى أن هذا هو ما تذكره الرجل عن البشر ! ففجأة أحس بطلنا العجوز بضربة على رأسه , تحولت الدنيا بعدها إلى ليل قاتم و سواد محيط....
المشهد: العجوز يجلس على كرسى فى غرفة مظلمة تماماً, او كما يراها هو لأنه معصوب العينين
"انا فين؟"
ثم يسمع صوت طلق نارى و من بعده رجل ذو صوت أجش يقول:
-"انت عندنا".
-"طب هى كوثر معايا؟"
ثم يسمع صوت إنفجار مدوى و من بعده صوت الرجل الأجش يقول:
-"لا كوثر معاهم"
-"معلش سامحوها, هى صحيح فلول بس طيبة."
ثم يسمع صوت صراخ نسائى حاد النبرة, و من بعده الأجش قائلاً:
-"و احنا بقى المفروض نسامحك على إيه؟"
-"انا ماغلطش انا طول عمرى مع الشعب و عايز الحرية و العدالة"
ثم يتلقى العجوز صفعة شديدة على وجهه, فيصرخ
-"انت بتضرنى ليه بس يا ابنى؟"
-"مش انا اللى ضربت."
-"اوعه تكون فاكرنى اخوانى, لا انا لا اخوانى و لا سلفى."
و فجأة أُلقى الرجل من على الكرسى الذى كان يجلس عليه
-"حرام عليك يا ابنى انا مش حمل الحاجات دى."
-"مش انا اللى رميتك."
-"انا اول ما هاخرج من هنا هبلغ منظمات حقوق الإنسان على اللى انتو بتعملوه ده."
-"بلغ"
و فجأة أحس الرجال بخطوات و دبدبات أحذية فوق رأسه و ظهره فصاح من شدة الألم
-"يا كفرة البلد فيها حكومة, الجيش و الشرطة هيحمونى, البلد مش سايبة يا كلاب."
-"لا سايبة"
ثم سُكب على الرجل ثلاثة جرادل من الماء البارد, الواحد تلو الآخر, و يصيح الرجل
-"دى حركات امن دولة عارفكو يا فلول."
-"احنا مش فلول."
-"تبقو إرهابيين."
-"الإرهاب ده بتاعكو انتو"
-"طب ليه كده يا جيش مصر انا طول عمرى بحبكو؟"
-"و احنا مالنا بالجيش دلوقتى."
-"طب انت مين؟"
ثم سمع الرجل صياح و هتاف "يسقط يسقط حكم المرشد", و من بعده آخر "يسقط يسقط حكم العسكر", ثم أصوات ضرب و سباب"يا فلول الإخوان", يا فلول مبارك يا كلاب" و كأن الفريقان تراشقا السب و الضرب, فعاد الرجل ليكمل البكاء و الإستفسار:
-"طب انا لا مع دول و لا مع دول, انا هنا ليه؟"
-"كنت بتدور على خرم الإبرة ليه؟"
-"عشان كوثر بتحب الكنافا"
-"تانى مرة لما يتفتح التليفزيون تركز قدامه و تفضى له دماغك و تسيب اللى وراك."
-"يعنى انا لو اتفرجت على التليفزيون بإخلاص و سيبت كل اللى ورايا فى حياتى و ركزت فى كل الأخبار مش هتجبونى هنا تاتى؟"
-"اه"
ثم أمر الرجل الأجش رجاله بأن يعيدوا العجوز أمام التليفزيون من جديد, فنهض العجوز و هو يحاول أن يفك الغطاء الأسود من على عينيه, فإذا بأحدهم يضربه على رأسه من جديد ثم يقول له:
-"ايه!!1 انت ما تعرفش تتفرج على التليفزيون و انت مغمض؟"
-"لو عايزنى مغمض اكون لك مغمض"
المشهد: العجوز يجلس على كرسى فى غرفة مظلمة تماماً, او كما يراها هو لأنه معصوب العينين
"انا فين؟"
ثم يسمع صوت طلق نارى و من بعده رجل ذو صوت أجش يقول:
-"انت عندنا".
-"طب هى كوثر معايا؟"
ثم يسمع صوت إنفجار مدوى و من بعده صوت الرجل الأجش يقول:
-"لا كوثر معاهم"
-"معلش سامحوها, هى صحيح فلول بس طيبة."
ثم يسمع صوت صراخ نسائى حاد النبرة, و من بعده الأجش قائلاً:
-"و احنا بقى المفروض نسامحك على إيه؟"
-"انا ماغلطش انا طول عمرى مع الشعب و عايز الحرية و العدالة"
ثم يتلقى العجوز صفعة شديدة على وجهه, فيصرخ
-"انت بتضرنى ليه بس يا ابنى؟"
-"مش انا اللى ضربت."
-"اوعه تكون فاكرنى اخوانى, لا انا لا اخوانى و لا سلفى."
و فجأة أُلقى الرجل من على الكرسى الذى كان يجلس عليه
-"حرام عليك يا ابنى انا مش حمل الحاجات دى."
-"مش انا اللى رميتك."
-"انا اول ما هاخرج من هنا هبلغ منظمات حقوق الإنسان على اللى انتو بتعملوه ده."
-"بلغ"
و فجأة أحس الرجال بخطوات و دبدبات أحذية فوق رأسه و ظهره فصاح من شدة الألم
-"يا كفرة البلد فيها حكومة, الجيش و الشرطة هيحمونى, البلد مش سايبة يا كلاب."
-"لا سايبة"
ثم سُكب على الرجل ثلاثة جرادل من الماء البارد, الواحد تلو الآخر, و يصيح الرجل
-"دى حركات امن دولة عارفكو يا فلول."
-"احنا مش فلول."
-"تبقو إرهابيين."
-"الإرهاب ده بتاعكو انتو"
-"طب ليه كده يا جيش مصر انا طول عمرى بحبكو؟"
-"و احنا مالنا بالجيش دلوقتى."
-"طب انت مين؟"
ثم سمع الرجل صياح و هتاف "يسقط يسقط حكم المرشد", و من بعده آخر "يسقط يسقط حكم العسكر", ثم أصوات ضرب و سباب"يا فلول الإخوان", يا فلول مبارك يا كلاب" و كأن الفريقان تراشقا السب و الضرب, فعاد الرجل ليكمل البكاء و الإستفسار:
-"طب انا لا مع دول و لا مع دول, انا هنا ليه؟"
-"كنت بتدور على خرم الإبرة ليه؟"
-"عشان كوثر بتحب الكنافا"
-"تانى مرة لما يتفتح التليفزيون تركز قدامه و تفضى له دماغك و تسيب اللى وراك."
-"يعنى انا لو اتفرجت على التليفزيون بإخلاص و سيبت كل اللى ورايا فى حياتى و ركزت فى كل الأخبار مش هتجبونى هنا تاتى؟"
-"اه"
ثم أمر الرجل الأجش رجاله بأن يعيدوا العجوز أمام التليفزيون من جديد, فنهض العجوز و هو يحاول أن يفك الغطاء الأسود من على عينيه, فإذا بأحدهم يضربه على رأسه من جديد ثم يقول له:
-"ايه!!1 انت ما تعرفش تتفرج على التليفزيون و انت مغمض؟"
-"لو عايزنى مغمض اكون لك مغمض"
No comments:
Post a Comment