عزيزى العبقرى الوسيم
كم تبهرنى طلتك ! و كم تزعجنى حكايتك ! فلك من التعاسة ما لك من النبوغ والبهاء, رفضت فى مطلع الرسالة أن أناديك بإسم فرضته الظروف عليك, فأنت لم تطلب ان ينكرك اباً سورياً, و يتبناك آخر و يعطيك كنيته, عشت انت و الألم صراعاً لا شك انك كنت فيه الأقوى, فقد حولت الإحباط إلى نجاح, و الفقر إلى ثراء, و العدم إلى شهرة, إلى ان غلبك المرض كما يعتقد كل من يطفو على سطح الحياة, و لكن الحقيقة انك اتممت الرسالة التى بعثك الله بها فى الأرض, فكلنا له رسالة, اعلاها قدراً رسالة الأنبياء, ثم "العلماء" كأمثالك من الخلاقين, ليس عليك اللوم أبداً إن أسأت فى حق العرب اجمعين بالقول او بالفعل, فقد خلقك الله بشراً لا ملاكاً لكى تغفر لوالدك الذى انكرك و تركك للغير خطيئة تخصه وحده, و لا تمت بصلة لآبناء وطنه أو عشيرته, و لكنها كانت, و كان لك فى النهاية الرد القاسى , وإنتهى الحساب بينكما , و انتهت آيامك فى الحياة, و ها أنت الآن فى مكان اسمى مما نعيش فيه, أترى وضع أهلك الأصليين الآن؟ لم تنتهى نكبات العرب بخريف تنكر فى ثياب الربيع, فهناك من يريد دائماً ان نكون تحت الأقدام, يحكمنا مستبد, تشيع فينا فحشاء الجهل التى هى أصل الداء فى كل شئ, و لكن لابد أن يأتى التغيير يوماً ما, لا أعلم كيف؟ و لا متى؟ أو حتى على يد من؟ و هذا هو الأهم, و لكن لا دوام لحال, ما رأيك فى حيرتى و إنشغالى بأمور ليس من المفترض ان تغزو رأسى الذى اشعله التفكير شيباً؟ لى شكوك, و لوطنى العربى مخاوف من الإبادة الفكرية قبل الإبادة الجسدية, فالآخر أقوى, و الآخر لا يريدنا ! دعنا من هذا الحديث الذى لا طائل منه, فأنا مواطنة: أى ليس لى من الحقوق سوى حق المشاهدة شريطة الصمت, دعنى اتحدث عن تميزك فى كل شئ و إن كان فى حكاية والدك الحزينة, و السؤال الآن: لو كنت عربياً سورياً, ما الذى كنت سوف تفعله الآن؟ لا تؤاخذنى, علمك الموجود أنسانى أنك لست موجود على الأرض, إذن فأنت ميت الآن, فسوف أغير السؤال: ماذا كنت سأقرأ عن سبب وفاتك؟ أهى بسبب هجوم "شبيحة" الأسد على بلدتك؟ أم فى حريق مينى المخابرات السورية لأنك واحد من "الشبيحة"؟ ام فى سقوط طائرة عليها وفد من العلماء السوريين؟ أم انك توفيت فى السجن بعد أن سرقت تفاحاً تطعم به عائلتك فى يوم مجاعة ببلدتك لتضيق الخناق على المقاومة السورية؟
"جوبز" أعلم ان إفتراضاتى المبنية على الواقع لا تسمن و لا تغنى من جوع حرمانك من وضعك الطبيعى كإبن معترف به, و لكنها إرادة الله الا تكون عربى ممن يسعون طوال حياتهم لأكل التفاحة التى فتح لها "نيوتن" من قبلك ابواب التاريخ, لقد أصبح الإنتاج و الإبتكار للعرب رفاهية لا تأتى لهم على بال, لأن مسألتهم مسألة وجود!
الدوحة
قطر
ديسمبر 2012
"جوبز" أعلم ان إفتراضاتى المبنية على الواقع لا تسمن و لا تغنى من جوع حرمانك من وضعك الطبيعى كإبن معترف به, و لكنها إرادة الله الا تكون عربى ممن يسعون طوال حياتهم لأكل التفاحة التى فتح لها "نيوتن" من قبلك ابواب التاريخ, لقد أصبح الإنتاج و الإبتكار للعرب رفاهية لا تأتى لهم على بال, لأن مسألتهم مسألة وجود!
الدوحة
قطر
ديسمبر 2012
No comments:
Post a Comment