لو لم بكن بنقصه ان يعلم اننا لسنا فى البقعة الوردية من هذا العالم, لكان ما بيننا اكتمل ! كيف يرانى الآن؟ خائنة؟ حمقاء؟ باردة؟ لا يهم ان يرانى, المهم ان يرى ما حولنا, لم يصبح كافياً بالنسبة لى ان استمع لكلمات حب لكى اسامح او اغفر له خطأ و انا فى زمن الحرب, الصواريخ و الطائرات فوق رؤسنا فى فضاء مدينتنا الذى لم يعد فسيحاً, اصوات البنادق و الرشاشات اصبحت اعلى من صوته و هو جالس امامى !
كانت لنا هموم فى الماضى , لم يكن الزواج سهلاً, لم يكن تعليم الاولاد بالهين, اما الآن فالازمة اصبحت مسألة بقاء على قيد هذه الحياة الغير رحيمة بكل من ولد فى دولة عربية فقيرة.
مازال يكتب القصائد حتى بعد طلاقنا, و مازال ينتظرنى من جديد فى بلد اكثر امناً و اقل ضجيجاً, فقد قرر ان يرتدى معطفه حتى لا يتأثر برياح الربيع العربى, و ترك البلد, بينما انا قررت ان اقدم نفسى و اولادى فى سبيل ثورة حلمت بها منذ زمن بعيد, فالثورات تسكن فى الاحلام و توهبنا الاحلام فقط, هكذا يرى طليقى الذى يلعن الثورات كل صباح و مساء, حتى انفصلت عنه لانه يلعن احلامى التى يعتبرها ترفاً, لى حلم فى الديموقراطية, ايقظنى منه بجملة ساخرة:
"بتريدى إنتخابات؟ نحنا عرب,,عارفة شو يعنى عرب؟ يعنى نروح الإنتخابات ننتخب ولد عمنا حتى و لو تلفان", لو كنت تذكرت هذه العبارة قبل مشاجرة الطلاق التى استهزأ بها بالثورة و الشهداء, ما كنت دخلت فيها من الاساس و آثرت السلامة و الإستسلام, فبيتى ابقى من حلم ثورى سيستيقظ على جرس هذه العبارة من فى زوجى و غيره (و هم كثرُ) لتتوه الثورة بين اسئلة الصواب و الخطأ فى إمتحانات التاريخ للجيل الجديد, و لكنى لن اغادر بلادى و لن اعود لطليقى, فأنا فى منطقة اللاعودة الآن, لا استطيع ان اصم اذنى عن تأوهات الثكلى و المصابين, لأستمع لعبارات حب تليق بمن له ترف الملوك او ديموقراطية العرب.
No comments:
Post a Comment