Friday, 8 June 2012

غزوة صناديق الكوكا

ليس هذا الشارع موقفا لإنتظار الميكروباص او حتى التاكسى، و لكنه قريب من طالعة الدائرى كما يبرر سائقى الميكروباص إشغالهم الدائم له، قبل الثورة كان امناء الشرطة و رجال البوليس فى المنطقة يأتون لتنظيف الشارع من زحام السائقين و سبابهم، احيانا كان يفر بعض السائقين عند رؤية الميرى، و احيانا كان يدفع السائق للميرى فدية للوقوف مكانه، الخاسر هنا هم سكان الشارع و اصحاب المحلات، لا سيارة تستطيع الخروج او الدخول الا بعد انتهاء دورة حياة الميكروباص من انزال الركاب، ثم انتظار الجدد، ثم اكمال العدد، و فى النهاية انتظار صف الميكروباصات الذى امامه حتى ينادى التباع "دور العجل يا اسطا". اما بعد ثورة يناير المباركة قام السكان بتنظيف الشارع من القمامة فقط، اما الميكروباص فأصبح لا يقدر عليه الا ربنا، فإذا اتت الشرطة انكرها السائقون انكارا، بل اصبح 
الميرى يخاف من الميكروباص، حتى استوعب الميرى مفاهيم الثورة و اثبت لنفسه قبل الجميع ان الثورة نجحت لنرى



الدرس الاول: اللجان الشعبية .....من النهار ده مفيش حكومة انا الحكومة


ابهرت مصر العالم بلجانها الشعبية التى حافظت على امن الشارع اثناء دخول الداخلية جحورها، فتعلم الميرى هذا الدرس الذى انبهر به 
هو شخصيا، فبدلا من لجنة تقف بالمرصاد او بالإتاوة لسائقى الميكروباص، انشأ الميرى لجنة شعبية من تاجرة مخدرات شهيرة بالمنطقة و ابنها المسجل خطر، و فى يد كل منهما "كارتة" ليست لدخول العين السخنة ، بل للعين الحمرا حفظ الله سيارتكم، فر الملاكى من الشارع فرا، و نسى السكان ان لهم سيارات، فالجميع منذ هذه اللحظة فشل فى استخراج الرخصة او فشل فى  تعلم القيادة من
الاساس، اما الميكروباص فكسرت انفه كسرا و بدلا من الإتاوة الاسبوعية اصبحت حسنة فى ايد الحاجة و ابنها يوميا

الدرس الثانى: لا لمركزية السلطة و اشراك الشعب فى اتخاذ القرار

و طبعا لم تستطع سيارة المياه الغازية التى تغذى محل المثلجات بالزجاجات و الكنزات ان تقتحم هذه الجيوش الميكروباصية, فذهب صاحب المحل الى طنط الحاجة ام المسجل خطر, و طلب منها ان تفسح الطريق لسيارة البيبس, و لكنها لخصت رفضها فى جملة "امشى ياه" و لم يمشى الرجل و سب لها كل ما يجوز او لا يجوز سبه, فاستعانت بصديق و اتصلت ابنها هاتفيا "بيتحرشوا بأمك يا قطب", و جاء قطب الذى يعلم  انه لا توجد نفس لأحد للتحرش بكائن فاقد الانوثة كأمه, و علم من الرجل مطلبه, فقال له :"مش عجبك امشى ياه, طب امشى يا حيلتها" , فرفض حيلتها المشى بل جاء بصانديق الكوكا و البيبس الفارغة و وضعها فى الطريق بطول الشارع "ابقى ورينى يا قطب الميكروباصات هتعدى ازاى؟" انطلق قطب بدراجته البخارية و قال  "انا  رايح بطن الزير", لم يفهم صاحب المحل "حيلتها"  ماذا تعنى العبارة التى كانت ملكية خاصة لضابط البوليس احمد رمزى فى فيلم ابن حميدو, و على الفور جاء بلطجية بسيوف تحاوط حيلتها و اولاده و قاموا بتكسير الصناديق و نثر الزجاج على المنازل و السيارات و المارة الابرياء بهذا الشارع, فاتصل احد سكان الشارع بالبوليس الذى ادهش الجميع بسرعة القدوم الغير معتادة, فصاح قطب فى وسط الشارع "البوليس بينصص معانا فى الكارته يا حيلتها", و لكن لم يسكت حيلتها بل وافق على مبدأ الصلح خير الذى فاجأه ضابط البوليس بتطبيقه, و
اصطلح مع قطب و طنط الحاجة ام قطب

الدرس الثالث: اخلاق الميدان فى كل مكان

و فى نفس اليوم ذهب ابناء حيلتها الى المنزل , بينما وقف حيلتها يسقى بلطجية الماضى و اصدقاء الحاضر ببس و كوكا نخب الهدنة ,  و إذا بأبناء حيلتها يأتون على البلطجية من خلفهم بسيوف و صناديق بيبس و كوكا فيفر البلطجية هاربين, و لكن لا يتركوا ميدان المعركة لحيلتها و اولاده,  فذهبوا بباقى و فوارغ الزجاج لتكسير الكوافير الحريمى الموجود بالشارع,  فأسهل طريقة للإرهاب هى ترويع النساء, فصاحت النسوة جميعهن, , و فررن جميعا الا واحدة, ظللت تحت سيشوارها كما هى, فدخل عليها البلطجى و ضحك على منظرها قائلا " و انتى بقى انس و لا جنس؟" فنظرت له الفتاة نظرة ماكرة, و اخرجت شفرة نسائية انيقة من بين اسنانها, و ردت عليه و الرولو يملأ شعرها "انا بنت حيلتها يا لاه" ففر الرجل من المحل هاربا, و بقيت هى تحت سيشوارها فى سلام

No comments:

Post a Comment