Wednesday, 23 May 2012

محليات ضل حيطة ::الحكاية الاولى حق الإنتظار السلمى

مجموعة من الحكايات اطلقت عليها اسم "ضل حيطة" لان جميع البطلات نسوة يعشن بدون ظل الرجل، و محليات لانها غارقة فى المحلية المصرية.
الحكاية الاولى "حق الإنتظار السلمى"
فتاة ثلاثينية بلا رجل، لا يوجد زوج و لكن يوجد إرتباط عاطفى عمره شهور و بالتأكيد فهى الآن فى إنتظار حادث سعيد، حادث سيرحمها من لائمى العانس على عنوستها حتى من اسرتها نفسها، اللوم ليس باللفظ المباشر و لكن احيانا الامنيات لها بالزواج تلقى عليها لوما لا يشعر به احد سواها، لم يكن عندها مشكلة فى الإنتظار ابدا، فبالرغم من كونها عادية شكلا و مهنة إلا ان لها قلب فتاة مصرية مفتوح رغم كل ما يلاقيه من متاريس حياة العالم الثالث.
وقفت فى محطة الاتوبيس تنتظر اتوبيس مدينة نصر ، الوقت مبكر قبل زحام الإنتظار الاكبر فى السابعة و النصف، و مع ذلك لم تستطع ان توقف سيل العبارات السخيفة من جميع الإتجاهات الاصلى منها و الفرعى, فمن يسارها جاء من يقول "احلى منك و بيستنو"و عن يمينها اتى احدهم "طب رنى له كده شكله راحت عليه نومة", لابد من ان تدير وجهها الى الخلف قليلا فالسخافات لا تُحتمل, و بمجرد ان ادارت وجهها صدمتها هذه العبارة "اوووووه المناخير مبوظة الشكل خالص", لم يبق امامها الى ان تنظر الى قدميها فوجدت طفل فى السابعة يمر امامها بدرجاته "اوصلك يا جميل" لابد من الهرب و إنهاء حالة الإنتظار و بمجرد ان سمعت صوت النجدة و هو من ينادى "عباسية..كلية البنات" قفزت كالهارب من النيران فى تلك الحافلة مضحية برفاهية المواصلة الواحدة لتقتسم مشوارها الى مدينة نصر على حافلتين "اهو ارحم من الوقفة".
ما اجمل ان تركب الاتوبيس من اول الخط! و يأتى منتصف الطريق و المعظم قيام و انت و البعض فقط جلوس, تكتمل المتعة عزيزى إذا كنت رجلا, و لكن الفتاة دائما فى حالة ترفب!  نعم ترقب ممن يميل عليها إذا مال الاتوبيس مستغلا اى "يوترن" ثم لا يستقيم إذا استقام الاتوبيس و يظل على حاله من الإنحراف الجسدى, كانت هى قد اندمجت مع اغنية تسمعها عبر سماعات هاتفها المحمول و نست حالة الرباط التى يجب ان تكون عليها راكبة الاتوبيس فهى فى رباط حتى تنزل, و وجدت من يزرق بيده فقط من مقعد خلفها محاولا العبث بما يأتتيه من إحتكاك جسدها و نافذة الاتوبيس, حتى انتبهت فجاة لتجد يد بشرية كالتى وجدها احمد مظهر من قبل بجوار فراشه  فى فيلم الايدى الناعمة و لكنها كانت  غير ناعمة و على صدرها فصاحت "احيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه"  و على الفور فر الرجل هاربا مهرولا من الاتوبيس قبل ان يفطر به الراكبون.
وصلت الى محطة الإنتظار بالعباسية و وجدت جموع غفيرة تنتظر ان تذهب الى مدينة نصر, لم تنتظر هذه المرة معهم فقد اصيبت بفوبيا الإنتظار كما اطلقت هى على حالتها "الإستنى فوبيا", كرهت كلمة "استنى" و ودت ان تعثر على الممحاة اللغوية التى محت بها أسبانيا لغة الأرجنتين بعد إحتلال دام ثلاثمائة عام, لتمحى هى كلمة "استنى" من اللغة العامية و لكن ان كان الامر يحتاج ان تنتظر ثلاثمائة عام فنسيان الامر كان لنفسها اسلم.
القت بنفسها فى جحيم عداد سيارة اجرة بيضاء بدلا من الإنتظار, و عندما شاهدها رفاق العمل و هى قادمة بالتاكسى, سعدت كثيرا بهذا المشهد و حكت لهم عن كسلها فى السير منذ ان استيقظت لا عن معاناة الإنتظار لا مع الزمن بل مع البشر.
لو كانت تستطيع ان ترتدى نظارة سوداء فى العمل لفعلتها بلا تردد, كيف تخفى عيونها من نظرات هذا الزميل المتزوج الذى يغازلها بالنظرة قبل الكلمة فى اليوم الف مرة؟ لم تكن هى سابقته الوحيدة فهناك فتاة ثلاثينية آخرى فى نفس ظروفها و فى مكان العمل ذاته, و لكن كانت هذه الفتاة على قدر من الجرأة لا تتمتع به هى, فأتصلت بزوجته و جاءت الزوجة مقر العمل و كانت الفضيحة السنوية التى ظل الجميع يتغنى بها فى مكان العمل كمعلقة عمرو بن كلثوم, و رحلت زوجته الى منزل والدها شهرا ثم عادت إاليه متغنية هى  "بضل راجل و لا ضل حيطة" زادت الزوج هذه النتيجة شراسة و اصبح يغازل النساء "على عينك يا تاجر" فضاقت هى بالوضع و لكن كانت تُصبِر نفسها بأنها على بعد خطوة من دبلة الخطوبة ,فكان قد وعدها حبيبها انه سيأتى فى اقرب وقت لخطبتها, و هى على العهد بالتأكيد.
كانت شاشة الكمبيوتر هى المهرب لها من نظرات الذئب المتزوج الذى لا يترك اى فتاة تنتظر الزواج فى حالها مستغلا ضعفها النفسى, فتحت نافذة الفيسبوك لترى صور حفل الزفاف الذى حضره حبيبها امس, فلابد ان يكون احد من اصدقائه اضاف له صورة  على صفحته, فتحت الصفحة بشوق بالغ, سترى حبيبها فى حفل زفاف, يعنى سيكون هو وسيم فى بدلة السهر و الجو مشجع لاحلامها بحفل الزفاف.

الكثير من الصور امامها للمعاينة...فماذا بالصور؟ حبيبها و فى يده اليمنى دبلة و فى يده اليسرى فتاة لا تفارقه فى جميع الصور و فى يدها اليمنى نفس الدبلة, فى كل الصور: على الطاولة, فى السيارة و مع العروسين لا شك انها خطيبته لابد من فتح الصور لقراءة التعليقات لتجد:
- انت طلعت خاطب و بتلعب ببنات الناس.
-خطيبتك هنا ع الفيسبوك؟
-حسبى الله و نعم الوكيل.
-هو انا عكيت يا وائل لما عملت لك تاج فى الصور مع خطيبتك..نسيت انك غاوى عوانس متشمسين لووووووووووووول.
ليست هى الوحيدة فهو يحترف صيد منتظرات الزواج او كما قال صديقه "المتشمسين" فكان يجب ان تدلى بدلوها فتركت هذا التعليق:
- إن كان قدرنا ان ننتظر فدعونا ننتظر بسلام.

3 comments:

  1. انا مبسوطة انها عجبت ولد مش بس البنات, و يؤسقنى ان اقول ان القصة الواقعية كانت اصعب من كده كتير لأن فى ناس نقدتها جامد ع التويتر و قالوا مؤلمة جدا , بس ده الواقع و ربنا يعلم ان خففت مما كان فى القصة الحقيقية اد ايه

    ReplyDelete
  2. كلامك مزبوط و ده منتشرة للاسف بمجتمعنا
    بس لحد الان بحاول اعرف سببها هل هو الكبت بس او التربية لوحدها ولا هي نوع من البلطجة و لا هما كلهم على بعض.عشان احنا لازم نعرف المشكلة الرئيسية.عشان نخفف من الظاهرة
    ونقضي عليها اه هي احلام بس كل حاجة بالحياة ابتدت باحلام بس نشتغل عشان نحققها
    كان معكم مراسلكم من الغردقة
    حسن الحسن

    ReplyDelete