Thursday, 3 May 2012

زوجة رجل فلول



(1)
من المرافعة الرابعة للفلاح المصرى الفصيح 2200 ق.م
(انت يا من نُصِبت لتقديم العدل, قد تحالفت مع الظلم و الناس تحترمك, رغم انك معتد, لقد نُصِبت لتنصف المظلوم, و لكن انظر ها انت تغرقه بيدك)
ماذا بداخلى؟ داخلى قوة..حرارة..شباب..طموح...شراسة...شهوات لا حصر لها. و ماذا حولى؟ معيشة ضيقة، زحام اكبرمما بداخلى من ثورة. و ماذا انا؟ متوسطة فى كل شئ فى زمن لعن الوسطية بكل ما اوتى من لعنات، المجد للهاتف و السيارة، بل الشقة ، بل الفيلا ، بل القصر، بل للجمال ! و السُلطة باتت تفسر كل الاشياء.
انه العيد، و من حقى ملابس و زينة و نزهة كباقى الفتيات، لا ليست الملابس من حقى، بل من حق الملابس ان ترتديها من هى مثلى، لا بأس فى ان ادلل نفسى قليلا ببعض العبارات فقد قتل ضيق الحال الدلال! و لكن الواقع الآن انه لا يوجد مال، فما العمل ؟ أسرق من حقيبة امى؟ فكرة هوجاء لا طائل منها فإحتمالات ان اجد مال يكفى قليلة و ستحيط بى دوائر الشك و انا فى غنى عن  وجع الرأس فرأسى عندى اغلى الاشياء، فهى التى ادخلتنى الهندسة التى فشل اولاد الاغنياء دخولها، لأكن صريحة بعض الشئ مع نفسى فالكلية مليئة بأولاد الاثرياء النجباء الاذكياء...اولاد الاثرياء....بنات الاثرياء، نعم الحل هو ان اسرق حقيبة زميلتى ابنة المليونير، فبالتأكيد هذه الحقيبة بها حل لجميع مشكلاتى المادية لمدة عام كامل، يالها من فكرة!! مهلا..مهلا لن استطيع ان افعلها فكيف سأخفيها؟ و ان مشيت بها من الممكن ان يلحظنى احد و يعلم انها حقيبتها, و ان لم يعلم احد و خرجت من باب الكلية و انا ارتديها فستبدو الحقيبة الثمينة كتغريدة وسط نهيق ثيابى البالية و لا استبعد ان يلقينى احد المارة بعبارة من نوع" دى شنطة نانسى و هدوم عجرم " يا ويلى من الدنيا، اليس الله بمكرم للانسان..فأين تكريمى اذن؟ لا مال و لا جمال باللاحرى لا مال و لا مال فإنه لا توجد إمرأة قبيحة بل توجد فقط إمرأة فقيرة، و انا فقيرة.
"السلام عليكم و رحمة الله...السلام عليكم و رحمة الله" "يالهوى الحقونى الحقونى يا بنات...شنطتى اتسرقت يا لهوى!"
 ما اجمل ان يعلو صوت ضحكاتى فوق صوت هذا الهراء , لقد انتصر ذكائى على فقرى بمجهود قليل مجرد زيارة لمسجد كلية التجارة و انتقاء حقيبة مناسبة فى وقت الصلاة للخروج بها حيث لا يعرفنى احد.

(2)
من الخطاب السابع للفلاح المصرى الفصيح 2200 ق.م
(أأنت تستطيع الكتابة؟ أأنت متعلم؟؟ أأنت مهذب؟؟ لقد تعلمت لا لتكون سارقا, لقد وقعت فى نفس الشرك الذى وقع فيه غيرك, وانت يا من تمثل الاستقامة فى الارض صرت رئيس البغاة)
مشروع التخرج يحتاج مصاريف من أين سأأتى بالمال؟ انا احتاج لراتب مدير إدارة فى شهر لا لحقيبة طالبة جامعية ...ايتها الافكار قدمى لى الحل اريد مال..مال, لا يجب ان أتأخر على زميلتى فلدينا الكثير من العمل فى المشروع سأترك الامر معلق فى ذهنى حين اصل إايها فى المدينة الجامعية.
قالت لى انها فى الطابق الثانى فى الغرفة الثانية و العشرين و ها انا امام الغرفة و الغرفة مفتوحة و لا يوجد احد...ماذا؟؟ لا لا سينكشف امرى ان سرقت غرفة زميلتى فأنا الغريبة الوحيدة هنا, و لكن لفت انتباهى ايضا ان عديد من الغرف مفتوحة و بعض الغرف خالية...وجدتها! اصعد الطابق الثالث و فى خلسة اسرق اى شئ فإن كنت انا الغريبة التى اتت للطابق الثانى فليس معقول ان اصعد الثالث....نعم لن انفضح.
"انتى اتأخرتى اوى كده ليه؟ انا قاعدة فى الاوضة مستنياكى من نص ساعة..بس معلش ممكن نشتغل بكرة...اصل النهار ده اليوم كان طويل اوى فى الكلية و انا تعبانة...دى المحاضرات اللى اخدناها النهار ده...سلام."  يجب ان اهرب سريعا قبل ان تكتشف فتاة الطابق اثالث انى سرقت هاتفها الثمين الذى يتجاوز ثمن بيعه الثلالثة آلاف جنيه...ضمنا تكاليف المشروع.
مناقشة المشروع على الابواب و هذه هى اواخر آيامى فى الكلية و ستبدأ قريبا رحلتى فى البحث عن عمل و سأحتاج الى مال للصرف طوال تلك الفترة التى ربما امتدت لعام, كما ان الوضع يقتضى منى الآن ان اكون جميلة للحصول على وظيفة محترمة فلابد من تكثيف الجهد للحصول على مال..الكثير من المال. زميلتى المغتربة ستسافر غدا و ستأتى يوم المناقشة..فى حقيبتها ثلاثمئة من الجنيهات..يكفيها عشرة فقط, بطارية جديدة للكومبيوتر الشخصى الخاص بصديقتى الثرية..جاءت لها هدية مجرد هدية...سأبيعها انا و لا بأس ان تستخدم هى القديمة, و اذا سُرقت محفظة هذا الشاب فإن اخر ما سيفكر به ان يكون السارق فتاة....غالية هى نظارة المعيد لابد انه اشتراها من باريس حيث كانت بعثته....لا بأس لا بأس.
(3)
من الخطاب الثامن للفلاح المصرى الفصيح 2200 ق.م
(إن قلبك جشع و ذلك لا يليق بك, انك تسرق وذلك لن ينفعك, حتى هؤلاء الذين اقيموا لمنع الظلم اصبحوا انفسهم ظالمين)
ماذا تفعل شهادة الهندسة بتقدير عام جيد جدا, مشروع بتقدير ممتاز, و اجادة الانجليزية و الفرنسية اللاتين تعلمتهما بدون معلم, و "الواسطة" غائبة, بماذا نفعتنى الاموال التى جمعتها فى نهاية العام الدراسى الاخير لى بالكلية كى اصبح جميلة؟ ذهبت الى ارقى المتاجر و ارتديت ملابس غالية و وضعت اغلى العطور و مستحضرات التجميل و لم اجد عملا افضل من خدمة عملاء بإحدى شركات خطوط المحمول..بكالريوس هندسة لاجيب على الهاتف فقط! بكالريوس هندسة اتصالات لاستقبل مكالمة من احد العملاء يسألنى"هو انا ازاى اعمل اكونت ع الفيسبوك؟؟" اين العدل؟ إن اهل هذا الزمان لا يعرفون العدل ..بأى حق يتعين زميلى ذو تقدير مقبول فى شركة المحمول التى اعمل بها..هو مهندس شبكات و انا استقبل المكالمات. مازلت اتذكر حافظة نقود هذا الزميل, كانت غالية مليئة بالمئات على الرغم من هيئته لم تكن توحى بكل هذا الثراء و لكن وجدت فى حافظته ما يفسر كل شئ, بطاقة عضوية الحزب الحاكم و بطاقات تعارف لرجال اعمال و كبار موظفى الشركات التى نقرأ اسماءها فى اعلانات الجرائد و التلفاز فقط, ياليتنى كنت موهوبة فى الكتابة الصحفية مثله فقد كان مسيطرا و مديرا و رقيبا على صحافة الجامعة كلها لا الهندسة فقط, حتى الانضمام الى هذا الحزب بعيد عن قدراتى فأنا لا افهم فى السياسة و لا اتابعها و لا احبها, انا موهوبة فقط فى شيئين الاول تكريم ذاتى و الثانى السرقة....صوت بداخلى يقول لى ان هذا كافيا لعضوية الحزب الحاكم...

(4)
من اقوال الحكيم الفرعونى آنى فى معاملة الام "منذ ثلاثمائة و ثلالثة آلاف سنة"
(ضاعف مقدار الخبز الذى تعطيه لوالدتك و احملها كما حملتك لقد كان عبؤها ثقيل فى حملك و لم تتركه لاحد قط)
جاء العيد مرة ثانية و لكنى هذا العيد لن اسرق من مسجد كلية التجارة, بل سأضع اموال فى صندوق الزكاة فى مسجد الحى الذى كنت اسكن فيه  و مازالت امى تسكن فيه و سيكون هذا على مراء و مسمع من الجميع.. نعم فيجب ان افعل الخير امام الناس.
 اخبرتنا الافلام العربية انه عندما تصيب البطل شبعة بعد جوعة يذهب لامه ليحملها معه الى قصر مهيب و ترفض الام ان تترك الحى الفقير متعللة بالجيران و الاصدقاء و عشرة العمر و الانتماء, اما امى فما اشد الحاحها على ان تقيم معى فى جناحى الخاص فى الفندق النيلى الاشهر فى مصر و العالم العربى, و لكن هيهات يا امى ان افعلها, لاننى لا افخر بك نعم انا غير فخورة بك بالرغم انك متعلمة و كنتِ موظفة حكومية و لكنك كانت غافلة عنى طول حياتى معك فى بيتك, المشاكل ...مشاكل اخى فقط, المال... يقدم لاخى فقط, ضيق الحال... لا يظهر الا عند مطالبى, بالله عليك كم مرة ذهبتِ معه لتخطبين له؟ كم شبكة قدمها لكم عروس؟ و انا لا اريد سوى خاتم ذهبى فقط ارتديه مع ساعتى فى يدى اليسرى, كلما نظرت الى خاتمى الماسى و ساعتى "الشانيل" استحضرت لك يا امى ارخص الذكريات.
قدمت كل ما لدى من طاقة فى النفاق فور انضمامى للحزب و علمت ان الجهل السياسى هو المطلوب و السرقة هى المؤهل و تخففت من ثيابى و انطلقت الى اعلى طبقات المجتمع و لم اصبح فقط مهندسة فى شركة المحمول التى كنت اعمل بها بل اصبحت كبيرة مهندسين, و نظرا للباقتى و حسن مظهرى و دورى الحزبى البارز اختارنى صاحب الشركة لكى اقدم برنامج عن رجال الاعمال فى محطته الفضائية الخاصة.
 لم يشاركنى فى صنع هذا احد و اليوم تريد امى ان تأخذ ..عجبا! و لكنه ليس اعجب  من اننى مازلت اسرق حتى اليوم! لا انفق شئ مما اتقاضاه من اجور بل اعيش على السرقة كآيام الجامعة...اسرق حتى من العمال و الفنيين ليس من زملائى فقط حتى مصور البرنامج الذى اقدمه سرقته هو ايضا, و بالطبع لا يشك فى امرى احد فأنا إمرأة و هذا وحده يحمينى من الشكوك و الآن ثرية و هذا يجعل اليقين فى تلك الشكوك دربا من المستحيل. انا لست مريضة بداء السرقة "الكليبتومانيا" فأنا استعمل و انفق كل ما أسرق, فأنا اعتدت السرقة و اصبحت سلوك طبيعى كالتنقس بالنسبة لى, و لكن الله يشهد انى لم اسرق خطيبى غير مرة واحدة فقط, فخطيبى هو زميلى السياسى البارز صاحب المحفظة التى سرقتها منه فى آيامى الاخيرة فى الجامعة.

(5)
من اقوال الحكيم الفرعونى آنى فى معاملة الناس "منذ ثلاثمائة و ثلالثة آلاف سنة"
(لا تلزمن نفسك من باب الفخر بأنك تستطيع ان تشرب ابريقا من الجعة, فإنك بعد ذلك تتكلم و يخرج من فيك قول لا معنى له و اذا سقطت و كُسِرت ساقك فلن تجد احد يمد اليك يده ليساعدك, اما اخوتك فى الشراب فيقفون قائلين ابعدوا عن هذا الاحمق)
من انا اليوم؟ انا المهندسة و المذيعة اللامعة, انا زوجة رجل الاعمال الشاب صاحب اكبر شركة بيع اجهزة كمبيوتر فى مصر و السياسى البارز فى الحزب الحاكم, لم تكن بيننا قصة حب آيام الجامعة فكلانا لم يرى الاخر انا مشغولة بسرقاتى و هو مشغول بتقاريره فى طلاب الجماعات الاسلامية و الليبرالية, و لكننا نقول امام المجتمع ان لنا قصة حب ذهبية ساعدتنا فى تحقيق كل ما حلمنا به من طموحات محققة الآن , فكل شئ اصبح عندنا الآن: المال, الجمال, الشباب, العقارات فى داخل مصر وخارجها و فوق كل هذا لدينا سُلطة, و لكن اخبرنى زوجى انه ليس سعيدا فهو يريد طفل, و برغم انى لا احب الاطفال و اكره مظهر المرأة الحامل وافقته فى التوقف عن منع الحمل لانى وجدت فى هذا متمما لمظاهر التفاخر الاجتماعى فمر على تخرجنا خمس سنوات فقط حققنا خلالهم الشهرة و المال و النفوذ و ما اجمل ان يأتى ولد ليكمل هذا المظهر الاجتماعى المتميز فالمال و البنون زينة الحياة الدنيا.
اما انا برغم قدر الحزن و الإكتئاب الذى يسببه له مظهر جسدى و انا فى شهرى التاسع الا اننى مازلت سعيدة....نعم فأنا اسرق و السرقة هى سعادتى...فانا اول سيدة تسرق خادمتها لا العكس.
و لكن هذه الآيام تحديدا سعادتى ناقصة فجميع من يخدمونى فى اجازة اجبارية, فالبلد مشتعلة إثر احتجاجات بعض الاغبياء السفهاء, رؤيتهم عبر التلفاز يهتفون فى ميدان التحرير بإسقاط النظام تسلينى طول اليوم...أأنتم ايها السفهاء سوف تسقطون نظاما؟؟ دربا من الفكاهة تفكيركم, و ها هو اخى الفاشل بينكم الحمد لله انى لم افكر يوما فى استضافة امى و اخى فى قصرى فهذا دليل قاطع على القطيعة التى سأذكرها ان علم احد الاصدقاء المهمون ان لى اخ "تحريرجى".
ما اجمل ان اسافر الى "لندن" لألد ابنى, و يأتى هذا فور ارتياحى لخطاب الرئيس الثانى, ما اشد اعجابى بقوة النظام و ذكائه فهذا الخطاب كفيل ان يقلب قلوب الجميع على الحشرات التى تملأ التحرير.
مطار القاهرة يعج بالمغادرين, اهذا ما يريد اهل التحرير؟؟ ان تفقد البلد دخلها من السياحة..الحمد لله ان صناعة زوجى الكمبيوتر لا السياحة.
"انا جانى تليفون دلوقتى...الباشا طالب منى انا و شوية ناس صحبنا نقف وقفة رجالة فى الازمة دى...بكرة هيجبوا جماعات من البلطجية على حصنة و جمال تخلص على اللى فى التحرير عشان الباشا ابتدا يزهق و الناس اللى جايه دى جايه بسلاح و عايزين فلوس و الكل لازم يدفع, انا مش مسألة فلوس بالنسبة لى.. الناس خيرهم علينا و اكيد هيعوضونا..بس القتل صعب..ده انتى حتى اخوكى هناك....و بعدين انا شايف ان خطاب الرئيس التانى هيرجع الناس بيوتها..لازمته ايه الدم؟"
اعلم ان زوجى يخشى القتل فهو لا يحب ان يكون قاتل يكفيه انه دعم مظاهرات التأييد بميدان مصطفى محمود بكل ما استطاع من اموال و لكنه عاطفى بعض الشئ لا يريد القتل و لكن لا خيار "مادام الموقف وصل كده يبقى الحكاية بقت يا قاتل يا مقتول..لو انت ما قتلتش ابنك هو اللى هيتقتل..عايز تخالف الاوامر؟ عايزنا نرجع للصفر؟ عايز ابنك اللى هيتولد فى لندن يكتب تقارير زى ابوه...نفذ و اسمع الكلام....على فكرة انا مقاطعة اخويا من سنين."

(6)
من اقوال الحكيم الفرعونى آنى "منذ ثلاثمائة و ثلالثة آلاف سنة"
(ومن كان غنيا اصبح هذا العام فقيرا و لا تكن شرها فيما يختص بملء بطنك)
لماذا حدث كل هذا؟ كيف حدث هذا؟ فى شهور فقط ينهد فوق رأسى ما شيدته فى سنين...انا الآن ام لطفل عمره ستة اشهر و والده مسجون فى اكثر من قضية رشوة و فساد و اهدار مال عام و قتل متظاهرين, اما المال فقد تصادر اكثر من نصفه و لم يبق لى و لطفلى غير ما استطعت تهريبه خارج البلاد , و الآن زوجى السجين يريد مقابلتى و انا لا اريد ان أراه من الاساس و ليس لدى حل غير الطلاق..فحياتى اصبحت مليئة بالهموم و الصعاب و انا الآن فى غنى عن تحمل مشكلاته هو الاخر.
-رؤيتك فى ملابس السجن تؤلمنى " الحمد لله ان الولد عنده شهور لو كان كبير شوية ما كنتش عارفة هقول له ايه...انا ايه اللى خلانى اطوعك فى فكرة الحمل دى بس!!"
- "دلوقتى بقيتى مش عارفة تقولى له ايه...قولى له زى ما قولتى لابوه اللى هيبقى طليقك كمان ساعة..اسمع الكلام و لو انت ما قتلتش ابنك هو اللى هيتقتل."
-"انا غلطانة انى اتجوزت واحد بتاع تقارير كلب اسياده و لا يسوا"
-"بس يا حرامية يا نشالة يا ام ايد عايزة قطعها!!! انتى فكرانى مش واخد بالى ...لا انا واخد بالى منك من زمان من آيام الجامعة...ده انا كنت بكتب تقارير يا بت..يعنى اخد بالى من دبة النملة."
-"انت جايبنى النهار ده ليه؟ مش هتطلق و خلاص سيبنى فى حالى بقى..انا ماعييش فلوس."
-" انا عارف ان معاكى فلوس يا واطية...صحيح اخلاق حرامية...بس انا كمان معايا اللى يكفينى و يكفى عمرى اللى جاى فى السجن..بس مش معايا اللى يكفى ابنى بالشكل اللى كنت راسمه ليه...انا مش عايز ابنى يكتب تقارير زى ابوه او يبقى حرامى زى امه."
-"ما اوعدكش انا خلاص انتهيت".
-"لا لا انتى لازم تبتدى من جديد عشان خاطر الولد..انتى لازم تظهرى تانى و اقوى من الاول ..انا هديكى اللى يرجعك تانى للى كنا فيه و ده مش عشان خاطرك طبعا ده عشان خاطر ابنى اللى لو و الله قصرتى معاه فى حاجة همسحك من على وش الدنيا مسح..انا خلاص قتلت قبل كده و لسه هاقتل كمان."
-"انت عارف انا و انت بقى اسمنا ايه دلوقتى؟؟ بقى اسمنا فلول يعنى ممنوع نظهر فى اى حتى و لو ظهرنا الناس هتحدفنا بالطوب..و بعدين هتقتل تانى ازاى؟"
-"انا بس اللى بقيت فلول اما انتى هتبقى زوجة رجل فلول و كل حاجة قذرة عملتيها زمان ارميها عليا...قولى ان انا اللى كنت بغصبك عليها...لسه فى قتل المعركة لسه ما خلصتش...و انتى لازم تتحجبى ما احبش ام ابنى حراس السجن يقعدو يبصو على رجليها و هى ماشية."
-"انت اللى بتقوللى اتحجبى؟ انت بتصلى اصلا؟"
-" انتى اللى لازم تصلى و فى كل الجوامع و تتحجبى...الكل لازم ينسى اللى فات و الحمد لله انك مبطلة سياسة من زمان..امك و اخوكى الثوراجى لازم يعيشو معاكى و رجليكى فوق رقابتك..........الاسلام هو الحل ...و مأمون مختار اللى انتى اكيد تعرفيه هو رجل المرحلة...الزيارة انتهت....على فكرة انا ماعنديش مانع ان راجل تانى يربى ابنى......مأمون مختار افتكرى الاسم ده كويس."

(7)
من اقوال الحكيم الفرعونى آنى "منذ ثلاثمائة و ثلالثة آلاف سنة"
(و ان مجرى الماء الذى كان يجرى فيه الماء السنة الماضية قد يتحول هذا العام لمكان آخر)
تعودت الآن دخول الجوامع لا لغرض السرقة فقط...نعم مازلت اسرق و لكن اصبح هذا جزء من عملى, لقد كرمنى الله عز وجل بالهداية فى طريق الحق, فتوقفت عن عمل كل ما كان يكرهنى على فعله طليقى الفلول لعنة الله عليه: من استضافة رجال الاعمال فى برامجى لتسهيل عمله, و الملابس العارية التى اخجل من نفسى لمجرد النظر إاليها فقط لا إرتدائها, فهى لا تليق بمقدمة البرامج الدينية و زوجة الناشط الدعوى و البرلمانى البارز "مأمون مختار" و قريبا سيكرمنى الله بلقب ام الاولاد فأنا حامل من زوجى الجديد الذى عوضنى الله به عن طليقى الخاسئ الفلول الذى اكبرنى على قطع رحمى و قطيعة امى و اخى لمجر انه ثائر.
بهذا القناع عدت الى الحياة مرة اخرى و من اوسع ابوابها, فلم يكن لى سبيل غير تلبية نصيحة زوجى الفلول الذى اتذكره فى اليوم الف مرة كلما شاهدت انفجار او قتل لمتظاهرين او معتصمين, لقد علمت ماذا كان يقصد عندما قال انه سيقتل مرة اخرى, فالبلد لن ترى هدوءا مرة اخرى كما يقول زوج التائبة "الشيخ مأمون."
"الام الفاضلة لابنها الذى شهد الله انى عاملته كإبنى (سامح الله اباه على ما فعل بحق الوطن), و ام ابنى المنتظر ولادته فى الولايات المتحدة الامريكية الشهر الجارى, تعلمين يا ام الاولاد ان الوضع فى مصر اصبح غير مستقر و لا ادرى اين سيجرفنا تيار الدم هذه المرة, لذلك انا فى جهاد سيجعلنى اتغيب عنك فى وقت ولادة ابنى, و لكنى ادعو الله من قلبى ان اعود لأُربى ابنى فى مناخ افضل من الذى نشأت فيه, حان وقت اختبار جهادك و إيمانك بالله, سأترك لك تربية الولد حتى اعود اليكما...تذكرى انه ولدى الوحيد و اتقى الله فيه كما اتقيت الله فى ابن غيرى....و الا حل عليك غضب من الله عظيم!...اختاه لا امانع ان طالت غيبتى ان يربى ابنى غيرى و إن كان يهوديا...اخوك فى الله مأمون."

3 comments:

  1. الفكرة رائعة والعنوان عجبني جدا. عندي ملاحظات على التفاصيل لكن بالنسبة لي الأمر ممتاز.برجاء مراسلتي على الإيميل المنشور في جريدة الشروق لأعرف كيف يمكن أن نتعاون سويا لتطوير الفكرة

    ReplyDelete
  2. فكرتك جديدة والربط بين الماضى والحاضر وانها ثوابت متغيرتش عبقرية جدا

    عرفتى ترتبى الافكار تسرديها وتفصليها بطريقة رائعة

    هند استمرى اسلوبك مبهر فعلا فى المجال ده لانك فعلا موهوبة

    اتمنى اشوفككاتبة فجريدة كبيرة بأذن الله

    بس ابقى افتكرينا بقى :D

    ReplyDelete
  3. ربنا يكرمك يا بوسى على الكلام الجميل ده, و انتى بالذات عارفة معزتك عندى, انتى اختى الصغيرة الذكية المثقفة

    ReplyDelete