Saturday 6 July 2013

الساعة

كرهت الساعة التى تذكرنى بموعدك
كرهت عقربها الذى يذكرنى ببرجك
كرهت انين منبهها الذى يذكرنى بكذب انينك
كرهت قصتها التى اتممتها يوم وداعك
اهى صدفة ان انتهى من قصة اكتبها يوم فراقك؟
لقد كرهت حتى ما بيننا من أصدقاء
لقد كرهت حتى ما بيننا من صفات
كذبت عندما ظننت أن الحب لا يتحول كرهاً
كذبت عندما ظننت أن الحلو لا يتحول مراً
كذبت ظنونى و صدقت مخاوفى
و يا ويلى من ساعة أذوب فيها حزناً !

الذين لبسوا فى الحائط


هناك...الضجيج, الإلتحام, الوهج, الإشتعال, الإنفجار, و الملحمة تبدأ بمجرد كلمات فتتلوها الأفعال, مناورات أمامية, فجانبية و تأتى النهاية خلفية, و ما أجمل أن تسود الخلفية الصوتية لهذا المشهد الوجودى أصوات صرخات الحماس المحببة لكل طرف يشارك الليلة بشئ منه, لربما تكون الليلة هى الذكرى الخالدة التى سيذكرها الفريقان مدى الحياة, بداية عهد وليد, له من أحلام الطرفين ما لهما, و له من الملامح ما لهما و له من الأفعال و الخيار ما يريد أو يراد به ان يفعله ! فالوضع الإقليمى غير مأمون و غير معروف العواقب! ربما التناقض كبير و لكن الذى يدور هناك هو الذى يدور هنا...هل فهمتم شئ؟
رغم الظلام, فالحجرة ما زال بها بقايا من اللون الوردى, ستان مفرش السرير الوردى يضوى كنجم فى الظلام, رائحة الغرفة هى مزيج من عطر نسائى رقيق كنسمة و عطر رجالى جذاب و تكاد الغرفة تشع انسجاماَ لولا موسيقى الطبول الإفريقية التى تخرج من سماعات الكمبيوتر, امرهما عجيب ..يحبان العبث على أصوات الطبول الإفريقية, و لكن ليس من الضرورى أن نرضى نحن, فالأمر أمرهما, حماسة اللقاء شديدة, فبعد شهور من السفر و العمل بالخارج, و سنين من الزواج, لا شك أن الرغبة فى الإنجاب على أشدها, حلم حفنة ولد بعد العمر الضائع فى ظروف إقليمية صعبة, جعلت من لقمة العيش المتواضعة أملاً, و فى المنزل الصغير نهاية مطاف, الزوج فلسطينى الجنسية عانى الإحتلال و مازال يعانى جنسية لا تثمن و لا تغنى من جوع, شاء له القدر ان يقابل المصرية التى تكبره بعشرة أعوام لتكفل له جنسية آخرى بعد ثورة يناير, و ها هما يحاولان نسيان العمر الضائع و التفكير فى الحلم بل و الجهاد فى سبيل تحقيقه, و ما إن استراحا على ارض الموقعة التى ستثمر طفلاً, و بدأ صوت الطبول الإفريقية يعلو من الكمبيوتر,  بدأت صرخت الحماس تعلو من الفراش, و لكن بدأت الزوجة فى الإنسحاب قليلاً من المعركة, فيسأل الزوج:
- ايه مالك؟
- هو الصوت ده كله خارج مننا احنا الاتنين؟
- ايوا اومال هايكون من التحرير يعنى.
- احنا مش ساكنين فى التحرير اصلاً.
- اصل النهار ده الجمعة فأكيد فى مظاهرات... يا ستى احنا مالنا خلينا فى شغلنا.
و يواصل الزوج المسيرة مع زوجته, ثم يتوقف للحظة:
- تفتكرى فى امل المرة دى؟
- قصدك فى مليونية النهار ده؟
- احنا مالنا و مال السياسة؟ قصدى نخلف المرة دى.
- اصلى كنت بفكر فى الناس اللى فى التحرير دول, بيجبو القرف لنفسهم ما كل واحد يخليه فى بيته و يا دار ما دخلك شر.
- ناس مستبيعة عايزة تلبس نفسها فى الحيطة.
ثم يعود التركيز إليهما من جديد, حتى تتعالى الأصوات و الحركات, و كأن زلزالاً يطيح بالمنزل, فتنتفض الزوجة:
- انا سامعة هتافات.
- يا ستى احنا ساكنين عند جامع رابعة و اللبش كله فى التحرير, سامعة ايه بس.
- هى السياسة دى حتى طالعنا فى الأحلام.
و فجأة ينكسر زجاج النافذة بحجارة, و يخلع باب الغرفة من مكانه, ليجد الرجل و زوجته نفسيهما وسط مجموعة من الملتحين دخلوا من الباب و مجموعة من عاريين الصدر صعدت من النافذة المكسروة, و الجميع مسلح, فتصرخ الزوجة و يحول الزوج تغطيها بملاية السرير, إلا ان احد الملتحين أخذها من يده ليخنق بها احد اعضاء الفريق الآخر, و المدهش فى المشهد ان الرجل و زوجته عاريان مذهولان, و من فى المعركة مشغول عنهما كأنها من اثاث البيت أو من ديكورات المعركة, فيحاولا الهرب إلا أن باب الغرفة مسدود بالمقاتلين, فتصرخ الزوجة من جديد: يا هار اسود...يا هار اسود...يا هار اسود...اغطى نفسى ازاى؟, فلم يجد الرجل بداً غير ان يقول لزوجته: "البسى الحيطة"
فتقف الزوجة وجهها للحائط كتلميذة لم تفعل الواجب, و ظهر زوجها ملاصق لظهرها محاولاً ستر ما لم يكفى الحائط لستره.